بمنتهى الخبث كعادتها تحاول إسرائيل تحميل مسئولية المجاعة التى يعانى منها سكان قطاع غزة على معبر رفح رغم نفى مصر مرارا وتكرارا إغلاق هذا المعبر بينما إسرائيل فى الواقع تستهدف هذا المعبر ليس لسد جوع الفلسطينيين وإنما لتهجيرهم عبره وهذا هو سبب الضجة المثارة حاليا حول هذا المعبر المفترى عليه حيث اعتادت إسرائيل تشتيت انتباه العالم عما يدور فى قطاع غزة من إبادة جماعية حتى صار الجميع يتحدث فقط عن المجاعة وكأنها هى المشكلة الوحيدة التى يعانى منها سكان القطاع.
ويبدو أن إسرائيل بعد فشلها فى تحقيق أى هدف من أهداف حرب غزة رغم مرور ما يقرب من عامين تخطط حالياً لنقل الفلسطينيين إلى جنوب غزة قرب الحدود المصرية فى محاولة أخيرة لتهجيرهم إلى سيناء من خلال الضغط على مصر لتوطينهم هناك رغم رفض مصر القاطع لفكرة تهجير الفلسطينيين من أساسها ما يعنى أن الأيام القادمة ربما تشهد مواجهة بين مصر وإسرائيل ولعل هذا ما دفع اللواء خالد مجاور محافظ شمال سيناء ردا على احتمال اندلاع مواجهة عسكرية بين مصر وإسرائيل ليؤكد أن الرد المصرى سيكون مفاجئا للعالم كله إذا فكر أى شخص من الاقتراب من الحدود المصرية وأن مصر ليست ضعيفة وأنه يعلم مايقوله تماما حيث خدم فى الجيش المصرى لمدة ٤١ عاما وأن الجميع يعلم قوة مصر لذلك لا يجرؤ أحد على الاقتراب أو التفكير فى ذلك.
عموما مصر تدرك تماما ما تخطط له إسرائيل بدعم أمريكى ومستعدة لمواجهة كافة السيناريوهات التى تهدف إلى زعزعة استقرارها وتعريض أمنها القومى للخطر حيث كانت مصر أول من حذرت من محاولات تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية وقد اتخذت الدولة المصرية بالفعل كافة التدابير الاستباقية لإحباط هذا المخطط حيث تعمل إسرائيل حاليا على فرض السيطرة على قطاع غزة بالكامل وتطويقه ثم تقوم بتوجيه نداء لسكان القطاع بالتحرك نحو الجنوب ليكون معبر رفح هو الفصل الأخير.
أيا كان ما سوف تقدم عليه إسرائيل لقد أعلنت مصر منذ البداية موقفها بوضوح وأرسلت مؤخراً تحذيرات بشأن أى تجاوز للخطوط الحمراء التى وضعتها كما وجّهت رسائل قاطعة للداخل والخارج تؤكد رفضها التام لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء باعتباره يمثل تهديدا مباشرا لاستقرارها الأمر الذى قد يؤدى فى النهاية إلى تفجير المنطقة..والرئيس عبدالفتاح السيسى قالها من قبل « اللى عاوز يجرب يقرب».. معبر رفح خط أحمر.