ما تبذله مصر من جهود كبيرة من ضرورة حقن دماء الشعب الفلسطينى ووقف إطلاق النار فى غزة والعمل على إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وكاف وبدون اى عوائق والإفراج عن الرهائن والأسرى هو أمر ليس وليد الصدفة أو اللحظة ولكنها هذه هى مصر التى لا يمكن أن تغفل حقوق الشعب الفلسطينى وتسعى من أجل حل القضية الفلسطينية، وهى من رفضت تهجير الفلسطينيين من أرضهم وفرض السيادة على الضفة الغربية المخالفة للقانون الدولى ووقفت فى وجه هذا المخطط الخبيث، والتى تهدد فرص إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
كما رفضت تصفية القضية الفلسطينية، وهى من تساند الفلسطينيين من أجل إقامة دولتهم المستقلة على خطوط الرابع من يونيو وعاصمتها القدس الشرقية.
«القاهرة» تؤكد دائما على ضرورة وقف الانتهاكات الاسرائيلية الصارخة فى القطاع وسياسة التجويع الممنهجة، فالجهود المصرية مستمرة من اجل نفاذ المساعدات الإنسانية والطبية، كما أنها تعمل من أجل الترتيبات الجارية لاستضافة مؤتمر التعافى المبكر وإعادة الإعمار فور التوصل لاتفاق وقف اطلاق النار، فهناك ضرورة طرح أفق سياسى لتحقيق تسوية عادلة ومستدامة للقضية الفلسطينية واستعادة الشعب الفلسطينى لحقوقه المشروعة وعلى رأسها حقه فى تقرير مصيره، كما أن هناك ضرورة لدعم جهود تنفيذ الخطة العربية الإسلامية والبناء على مخرجات مؤتمر حل الدولتين.
مصر دورها محورى فهى تتحرك على مسارات متوازية تشمل تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية، والتنسيق مع الشركاء الدوليين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة وقطر، من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل عدد من الأسرى والرهائن تمهيدا لإطلاق مسار إعادة الإعمار.
لا تستطيع اى دولة أن تقوم بما تفعله مصر، فهي تمارس أقصى درجات الضغط على الجانب الإسرائيلى من خلال الولايات المتحدة الأمريكية من أجل فتح المعابر وإدخال المساعدات، كما تبذل «القاهرة» أقصى جهد ممكن سواء من خلال إدخال المساعدات بريا وأن كانت بشكل محدود حتى الآن والتى تقدر بحوالى 120 شاحنة أو من خلال إدخال المساعدات عن طريق الإسقاط الجوي، وبالتالى فإن كل تلك المحاولات لإدخال المساعدات لا تغنى عن المسار البرى وخاصة المعابر المغلقة من جانب سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
المجتمع الدولى عليه أن يخجل مما عليه الوضع الإنسانى الكارثى فى قطاع غزة، فالمتسبب لما تعانى منه غزة وهذا الوضع غير الحياتى هو الاحتلال فهى المسئولة قانونيا ودوليا طبقا لاتفاقيات جنيف عن هذا الوضع الكارثى باعتبارها دولة احتلال»، فهناك 5 معابر تربط إسرائيل بقطاع غزة وكلها مغلقة للأسف الشديد، ومعبر رفح مفتوح 24 ساعة ويعمل على مدار الأسبوع من الجانب المصرى فقط ولكن الجانب الفلسطينى من المعبر مغلق من قبل السلطات الإسرائيلية ويتم استهداف اى شاحنات تدخل من خلاله.
هناك أكثر من 70 ٪ من المساعدات الإنسانية التى دخلت إلى لقطاع غزة بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023 وحتى الآن مقدمة من مصر، وبالتالى فإن مصر تضع القضية الفلسطينية فى مقدمة أولوياتها من أجل إنهاء الحرب الاسرائيلية على غزة والتى قاربت على عامين، بالإضافة إلى استضافة مؤتمر التعافى المبكر وإعادة الإعمار لغزة فى ظل وجود الفلسطينيين على أرضهم وعدم خروج اى فلسطيني، وهو ما يؤكد على الدور المهم الذى تقوم به مصر وأشاد به العالم.
أهمية كبيرة على المجتمع الدولى أن يقوم بها خلال هذه الفترة والا يتخاذل مثل ما حدث فى السابق، فهناك ضرورة من أجل مواصلة الضغط لزيادة عدد الشاحنات،وأهمية مواصلة التحرك لوقف العدوان الإسرائيلى الغاشم على القطاع، والتوصل إلى صفقة تضمن إطلاق سراح الرهائن وتوقف سياسة التجويع الحالية، والتصدى لما تقوم به إسرائيل من ضرب عرض الحائط بكافة قواعد القانون الدولى والقانون الدولى الإنساني.