فقدت الصحافة المصرية قبل أسبوعين أو أكثر قليلا كاتبة صحفية من جيل الستينيات والسبعينيات زوجة الراحل حمدى فؤاد أشهر المحررين الدبلوماسين فى السبعينيات ورئيس القسم الدبلوماسى بالأهرام، أما هدى الزوجة فكانت رئيساً للقسم الدبلوماسى بالجمهورية كانا يتنافسان على صفحات الجريدتين، هدى تحرص على الحصول على السبق الصحفى وحمدى كذلك ونجحا فى دويتو صحفى مميز فى الصحافة المصرية التى شهدت نماذج قليلة من هذا «الدويتو» فى صحافتنا.
فى بداية حياتى الصحفية بالجمهورية عملت مع الكاتب الكبير عبدالكريم سليم وكان مكتبه ضمن الغرفة التى تجلس بها هدى توفيق كانت تمر على الجريدة يومياً تقدم أخبارها وأعمالها وتغادر إلى مقر الخارجية.. اعجابى بها اننى كنت من المتابعين لإذاعة «مونت كارلو» وكانت الأستاذة هدى من المشاركين برسائلها لهذه الإذاعة الباريسية من القاهرة.. كانت واحدة من أفضل من يلتقطون الخبر خاصة فى نهاية السبعينيات بعد مبادرة الرئيس السادات بالسفر إلى القدس ولا أقول انها مع الجمهورية حملت أمانة صحفية وتفوقت بأكثر من سبق صحفى على زوجها القدير الراحل حمدى فؤاد الذى كان لا يمر يوما إلا واسمه يزين الصفحة الأولى فى الأهرام وهدى أيضاً فى «الجمهورية» ربما كثيرون أو ملايين من القراء لا يعرفون ان حمدى وهدى يسكنان فى منزل واحد لكن عملهما منفصل لا يبثان لبعضهما ما فى جعبتهما من الأخبار.. وهى أمانة الضمير المهنى وفجأة دخلت القسم فى بداية حياتى وجدت ان هدى تلملم أوراقها سريعا وتذهب إلى مكتب رئيس التحرير محسن محمد الذى أبلغها ان وزير الدولة للشئون الخارجية د. بطرس غالى الذى تولى بعد ذلك منصب الأمين العام للأمم المتحدة طلبها عدة مرات عبر مكتبه.. وظنت هدى ان غالى سيقدم لها سبقا صحفيا مهما فذهبت دون أن تبلغ زوجها حمدى فؤاد وكان مكتب بطرس غالى قد فعل نفس الشيء مع الأستاذ حمدى فؤاد وذهبا وتقابلا فى مكتب بطرس غالى الذى كان حريصا على لقائهما.. وبينما يدخلان مكتبه وإذا بخبر صادم لهما وليس سبقا صحفيا فقد أبلغهما بوفاة نجلهما فى أمريكا.. تخيل الوالدين هدى وحمدى فور سماع الخبر السييء فقدان فلذة كبدهما الذى يدرس فى الولايات المتحدة الأمريكية وكانت صدمة لهما أثرت بشكل واضح عليهما لفترة لكن عادت هدى للثبات أكثر من حمدى وكانت صابرة وغابت عنها ابتسامة عهدناها فيها عندما كانت تأتى وتجلس على مكتبها القريب من المكتب الذى أجلس عليه مع الأستاذ الراحل عبدالكريم سليم.. ومرت الأيام لكن صورة الأستاذة هدى التى تلقت الخبر المشئوم عن فقدان ابنها تغيرت كثيرا وبعدها سافرت للخارج للعمل بالشرق الأوسط وفى البحرين التقيت شابا مصريا لديه من الذكاء ما يجعلك تتعرف عليه وهذا تم بالفعل انه أشرف فؤاد للوهلة الأولى لم أنتبه انه ابن استاذتى هدى توفيق صديقة السادات وابن استاذنا حمدى فؤاد صديق «كسينجر».. تعارفنا سريعا فى مهمة صحفية نتابعها معا لمؤتمر مجلس التعاون الخليجي.. وتبادلنا الأسلحة «الهواتف» وفى اليوم التالى وكنا لم ندخل عالم البيجر أو الجوال رن هاتف منزلى وإذا على الخط الشاب الرائع الذى يتحدث عدة لغات وقال لى نحن نحتاجك للعمل معنا فى «رويتر» وبدأت مع أشرف فؤاد متعاونا لمدة فاقت الـ 15 عاما حققنا معا سبقا صحفيا كثيرا وكان الجميع يتحدث عن ما كتبت «رويتر» وكان وقتها انتقلت والدته إلى أمريكا وأصبحت مراسلة للأهرام مكان زوجها حمدى فؤاد بعد وفاته ويوميا كان أشرف يبلغها سلامى وتذكره بى وكانت تزكينى لديه.. اكتب ذلك فى زحمة الأحداث الفلسطينية وأحداث غزة التى تتشابه كثيرا مع الفترة التى تعرفت فيها على الكاتبة الكبيرة هدى توفيق وكثير من بارونات الصحافة المصرية صدمت بخبر وفاتها ومواساتى لابنها العزيز الصحفى والمستشار الإعلامى أشرف فؤاد أيام من العمل الصحفى لا تخطئها الذاكرة.
ابن قرية ميت عفيف نائبا
سعدت قريتى وقرى المنوفية بنجاح ابن قرية ميت عفيف عبدالله رفاعى نائبا عن المنوفية فى مجلس الشيوخ.. وهى فرصة لشاب عصامى ومكافح للوصول إلى المنصب واكتمل العقد فى قريتى التى أنجبت وزراء وسفراء وأساتذة جامعات وتهنئة خاصة للشاب النائب متمنياً له التوفيق.