كشفت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية غموض ثلاث جرائم عائلية وقعت في وقت واحد، نتيجة لحياة الاستهتار. كانت الأولى لتاجر عذب ابنه طالب الثانوي حتى الموت لسوء سلوكه. والثانية، تخلص فيها تلميذ من ابن خاله لخلاف بينهما على فتاة. أما الثالثة، فكانت بقيام شاب باستدراج ابن عمه وإنهاء حياته لسرقته. تم القبض على المتهمين، وأُخطر اللواء محمود أبو عمرة، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، وتولت النيابات المختصة التحقيق.
الجريمة الأولي دارت أحداثها المؤسفة بإحدى قرى مركز قليوب، عندما لاحظ تاجر انحراف ابنه طالب الثانوي وإدمانه تعاطي المخدرات نتيجة مرافقته أصدقاء السوء. أصاب ذلك الأب بحالة سيئة حزنًا على استهتار ابنه وإصراره على تدمير مستقبله بتهوره.
قاتل ابنه
لم يجد الأب أمامه وسيلة سوى احتجاز ابنه المريض بالتعاطي في المنزل، والاعتداء عليه بالضرب والتعذيب بلا رحمة، اعتقادًا منه بأن هذا هو الحل، بدلًا من عرضه على مصحة للعلاج كما هو متبع. كان هذا الحل سببًا في إنهاء حياة الطالب وسقوطه جثة هامدة متأثرًا بإصاباته، لتصيب الأب حالة انهيار شديد من هول الصدمة.
توهم الوالد في البداية أنه مصاب فقط، وقام بحمله وهو في حالة فزع إلى المستشفى أملًا في إنقاذ حياته، ظنًا منه أنها مجرد حالة إغماء وفقدان للوعي، رافضًا الواقع المرير. لكن الأطباء أخبروه بوفاته، وتم إبلاغ مركز الشرطة. انتقل المقدم حسام الحسيني، رئيس المباحث، للفحص وضبط المتهم الذي كان يبكي في حالة فزع شديد، غير مصدق مقتل ابنه على يديه في لحظة تهور دون قصد، ليكون مصيره السجن لما تبقى من عمره.
تم التحفظ على الجثة بثلاجة حفظ الموتى تحت تصرف النيابة التي قررت انتداب الطبيب الشرعي للتشريح لبيان سبب الوفاة قبل تسليمها للأهل والتصريح بالدفن. تحرر محضر بالواقعة، وأُخطر اللواء محمد السيد، مدير المباحث الجنائية، واللواء أشرف جاب الله، مدير أمن المحافظة، بالحادث. وقررت النيابة حبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات.
غرام وانتقام
أما المأساة الثانية، فدارت فصولها بمركز طوخ في محافظة القليوبية أيضًا، عندما اختلف تلميذ ثانوي مراهق مع أحد أقاربه على “غرام فتاة”. اشتد الصراع بينهما، فقام المتهم باستدراج ابن خاله بحجة التفاهم، وتطور الأمر بينهما إلى معركة، اعتدى على إثرها المتهم عليه بالضرب “غدرًا” بلا رحمة وهو في حالة هياج، لينهي حياته في الحال وسط صرخات الأهل.
فور وقوع الحادث، أبلغ الأهالي المقدم مصطفى كامل، رئيس مباحث مركز طوخ، الذي انتقل للفحص ونقل الجثة إلى ثلاجة حفظ الموتى تحت تصرف النيابة وضبط المتهم. أكد المتهم وهو يبكي بدموع الندم أن الحادث وقع دون قصد في “لحظة طيش” فقد فيها السيطرة على أعصابه. تحرر محضر بالواقعة، وقررت النيابة حبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات.
أولاد العم
والجريمة الثالثة، فقد ارتكبها شاب “معدوم الضمير” بإحدى قرى مركز الفتح في صعيد محافظة أسيوط. خطط في لحظة شيطانية للتخلص من ابن عمه التاجر للاستيلاء على أمواله، حيث قام باستدراج ضحيته واستقل معه سيارته بحجة قضاء مصالحه، ليوافق دون أن يشك في غدره. أنهى المتهم حياته رميًا بالرصاص في منطقة صحراوية خالية من المارة، وسرق أمواله ومتعلقاته، ثم عاد إلى البلدة بثبات وهدوء شديد لعدم الشك فيه، وشارك في البحث عنه بعد اكتشاف غيابه.
بعد ساعات من عثور رجال المباحث على الجثة ونقلها إلى ثلاجة حفظ الموتى تحت تصرف النيابة، توصل فريق البحث الجنائي بقيادة اللواء محمد عزت، مدير البحث الجنائي، إلى سر الجريمة وتورط ابن العم في تنفيذها. وبضبطه ومواجهته بالأدلة والتحريات، انهار معترفًا بكل شيء وسط ذهول وصدمة الأهل. تحرر محضر بالواقعة، وأُخطر اللواء وائل نصار، مدير أمن المحافظة. وقررت النيابة حبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات.