أياد تبتى وتعمر وأخرى مسمومة تهدم وتخرب، هذه هى الدنيا باختصار، كما أن هناك شخصا مصلحا بناءً ايجابياً يحمل هم الكون فوق رأسه ويحاول بكل الطرق ايجاد حلول لكل المشكلات، وهناك أيضا شخص مفسد هدام يبث الطاقة السلبية فى كل من حوله، هناك أيضا دولا وأنظمة تنزع إلى التعاون والبناء والسلام والخير فى محيطها وفى أنحاء المعمورة، هناك أيضا دول أخرى تنحاز إلى الصراع والخراب والطمع واشعال الحرائق، لذلك عندما نتحدث عن مصر فحديثنا مجروح، لكن الآخرين – حتى الأعداء – يتحدثون عنها باحترام حقيقى ولا يجرؤ احد على النيل من مصر حتى لو حاول، لقد خط الرئيس السيسى خطوطا ووضع خططا لرسم الصورة الذهنية عن الدولة الرسمية، بقى أن يقوم المثقفون والمفكرون بدورهم فى استكمال تلك الصورة فى الداخل والخارج، لكن أخطر ما يواجه مصر الآن هو اعاصير الشائعات التى لم تتوقف منذ سنوات ولأول مرة فى التاريخ، والسبب الرئيسى هو وجود جماعة الاخوان فى خلفية المشهد السياسى بشكل متوارى فى الخارج وكذلك فى بعض المستنقعات المخفية فى الداخل، وهنا على أن أذكر أننا لن نجد الاخوان بشكلهم الكلاسيكى التقليدى الذى ورد فى الأعمال الدرامية والسينمائية التى تناولت الاخوان، لقد تغير الفكر وتحور الشكل وهناك أجيال جديدة ظهرت لا تستطيع التفرقة بينها وبين أبنائنا الطبيعيين، الاخوان هم صانعو الشائعات والاغبياء الادعياء هم الذين يروجونها ويرفعون شعارات قد تبدو براقة أمام بعض الاغبياء فيتلقفونها ويروجونها على أنها حقائق دون وعي، هؤلاء هم أدوات المخربين وأصحاب الضلال، كل واحد من هؤلاء يمثل طوبة فى مدماك الخراب والهدم، هذا الخراب يبدأ بالعبث فى معنويات الناس بهدف خفض معدلات الأمل واستبدالها بالسلبية، لذلك أرى أن هناك واجبا حتميا علينا جميعا ودون إبطاء فى مواجهة كل هذه الجحافل التى تتضافر وتتعاون لهدم الدولة المصرية ولم يعد لدى هؤلاء من أدوات أو أسلحة إلا الشائعات، فالجيوش لن تجرؤ على التفكير فى الاقتراب من حدود مصر ومصالحها، لم يعد لديهم إلا الكلمة المسمومة والشائعات المغرضة والتشكيك والتشويه، وهنا أعترف – حزينا – بأن تلك الشائعات المتتالية نالت من البعض وأثرت فى ثوابته بسبب التكرار والإصرار المتعمد متعانقا مع الغباء والاسترخاء المعرفى الذى تعانى منه النخبة، اشعر بقلق حيال استباحة العقل المصرى واستعماره من قبل هؤلاء المرتزقة الذين يحاولون بناء حائط من الإحباط واعلاء مداميك الخراب، الموضوع لا يحتاج إلى مقال وإنما يحتاج إلى موجة من المقالات .