ظل العام 1958 يمثل علامة فارقة فى تاريخ العروبة حين أعلنت الوحدة بين الإقليم الشمالى العربى فى سوريا والإقليم الجنوبى فى مصر ..واعتبر المراقبون آنذاك أن تلك الوحدة بين القطرين العربيين هى نقطة انطلاق نحو توحيد الأقطار العربية فى كيان واحد يحافظ على المصالح العربية ويقف حائط صد منيع ضد تدخل القوى الاستعمارية فى الشأن العربي.. خاصة أن هناك بنية مؤسسية تدعم هذا التوجه ممثلا فى وجود الجامعة العربية.
الفكرة فى حد ذاتها ازعجت بلدان أوروبا الاستعمارية وبالتالى بدأت فى البحث عن معاول لهدم ووأد هذه الوحدة فى مهدها.. ووجدت ضالتها المنشودة فى بعض القوى الرجعية فى الإقليم الشمالى وكانت الطامة الكبرى إذ أعلن الانفصال بعد نحو ثلاث سنوات فقط من إعلان الوحدة ليحقق الاستعمار الأوروبى احد أهدافه فى تفكيك الكيان العربى تحقيقا لمصالحه فى السيطرة على مقدرات الدول العربية.
>>>
ومضت السنوات واذا بنا نفاجأ بنموذج جديد للاتحاد والترابط بين دول الخليج العربى ممثلاً فى مجلس التعاون الخليجى الذى ضم الدول العربية فى الجناح الآسيوى باستثناء العراق وبلاد الشام..
وفى الحقيقة نجح هذا الكيان الجديد فى الذود عن مقدرات دوله وصار مثلا يحتذى فى التعاون بين أعضائه.
واذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن مصر فى أم الدنيا لاتألو جهدا من أجل تقوية وشائج التضامن والوحدة بين دولنا العربية فى مواجهة المؤامرات التى تحيق بوطننا الكبير من جهات كثيرة، وهو ما بدا جليا من خلال ما يجرى على الساحة من إشعال أطواق النيران فى الكثير من الأقطار العربية فى سوريا ولبنان وليبيا والسودان وغيرها وغيرها.
>>>
ثم.. ثم فإن الرسائل الحاسمة التى وجهها
الرئيس عبدالفتاح السيسى
خلال زيارته التفقدية التى قام بها للأكاديمية العسكرية داخل مقر قيادة الدولة الإستراتيجى بالعاصمة الإدارية الجديدة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن مصر تنعم باستقرار داخلى وأن ثوابتنا من الصراحة والمصداقية أثبتت صحتها فقد واجهت مصر خلال العشر سنوات الماضية تحديات أمنية كبيرة ولكن بوعى شعبها واستشراف قيادتها للمستقبل استطاعت تجاوز هذه الأزمات بل الأكثر من ذلك أنها تسير فى خط متواز آخر أساسه مواصلة العمل الجاد لإنجاز الجمهورية الجديدة
>>>
وعلى الجانب المقابل كانت تحذيرات الرئيس واضحة.. وقاطعة للمواطن المصرى والعربى على السواء حيث وجه حديثه قائلا:
أوعى يا إنسان يا مصرى يا ســـعودى يا إماراتى يا كويتى يا قطرى يا سورى انتبه نحن فى حاجة إلى التكاتف من أجل أمتنا وشعبنا.
بالفعل نحن فى أمس الحاجة إلى الوحدة الحقيقية بين العرب كل العرب.. وليس كالتى تحدثت عنها فى بدء المقال.
>>>
و.. وشكراً