يوماً بعد يوم يتأكد لنا أن جماعة الإخوان الإرهابية على صلة وثيقة بأجهزة المخابرات الإسرائيلية وإنها تتحرك داخل قطاع غزة من خلال حركة حماس التى تمثل الذراع العسكرى لتلك الجماعة وفقاً لتنسيق متفق عليه بينهما.. كما اكتشفنا أنها تتحرك خارجياً وفقاً لتعليمات تتلقاها من تلك الأجهزة وجميع تلك التحركات موجهة ضد الدولة المصرية بطريق مباشر أو غير مباشر.. وقد ظهر هذا جلياً بعد حركة «طوفان الأقصى» التى قامت بها حركة حماس فى السابع من أكتوبر 2023 والتى لم تجلب سوى «طوفان من تدمير قطاع غزة وقتل الآلاف من أبناءه وتشريد وتجويع الباقى منهم» بهدف دفعهم إلى الهروب من هذا الجحيم وهجرتهم من القطاع وبالتالى القضاء على القضية الفلسطينية بشكل نهائى وتصفيتها والإستيلاء على القطاع بكامله مقابل سلامة أفراد تلك الحركة وتأمين حياتهم ومكافأتهم نتيجة النجاحات التى سوف تتحقق فى تنفيذ هذه التعليمات.. أما التوجيهات التى صدرت لهم للتحرك خارجياً فقد تمثلت فى العمل على مهاجمة السفارات المصرية فى دول العالم المختلفة ومحاصرتها والإدعاء بإن مصر هى السبب الرئيسى لإغلاق منفذ رفح المؤدى إلى قطاع غزة ومنع دخول المساعدات والمعونات الإغاثية للشعب الفلسطينى وذلك لإلهاء العالم بتلك الأكاذيب حتى تستكمل إسرائيل مخططها لإبادة هذا الشعب أو تهجيره قسرياً من أرضه وغلق الملف الفلسطينى إلى الأبد.. فى حين أنه لم تتضمن تلك التعليمات القيام ولو بمظاهرة واحدة فى أى دولة اخرى تندد بالإعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطينى وقتله وتجويعه إلا بعض المسيرات الفردية غير المنتظمة والتى ليس لها أى تأثير يذكر على الحكومة الإسرائيلية أوالأمريكية الداعمة لها ولا على عناصر حركة حماس المختبئة فى الأنفاق إنتظاراً لتعليمات جديدة تصدرها لهم المخابرات الإسرائيلية.
لقد أعطت حماس لإسرائيل عقب أحداث السابع من أكتوبر الغطاء السياسى والأمنى الهادف إلى تحقيق أمن الشعب الإسرائيلى بل إنها حققت لهم أيضاً دعماً دولياً غير مسبوق تحت لافتة «مواجهة الإرهاب» حيث حققت القوات الإسرائيلية نجاحات غير مسبوقة فى تدمير قطاع غزة وجزء من الضفة الغربية لم تنجح فى تحقيقه منذ عام 1948 من حيث تدمير البنية التحتية للمقاومة فى غزة وتمزيق الجبهة الداخلية الفلسطينية وتحقيق قدر واسع من شرعنة عدوانها أمام العالم وقد تم الإتفاق مع قادة تلك الحركة المأجورة أن يخرجوا علينا فى بيانات زائفة يتباكون على ما يحدث فى القطاع ويمارسون العهرالسياسى فى إلقاء التهم جزافاً على بعض القادة العرب خاصة مصر التى تقف لهم سداً منيعاً ضد محاولات التهجير الفلسطينى ورفض قبول الأمر الواقع وفكرة الوطن البديل حيث أكدت مصر مراراً أن غزة أرض فلسطينية وأن شعبها باق بها وبدلاً من دعم هذا الموقف المصرى المشرف أستمرت حماس فى محاولاتها وشاركت بشكل مباشر وغير مباشر فى تنفيذ خطط تهدف إلى تفريغ غزة من أهلها إما عبر إعتداءات طفولية على بعض الجنود الإسرائيليين أو من خلال إفتعال الأزمات الإنسانية لخلق بيئة طاردة تدفع السكان نحو الرحيل.
لقد دمرت حركة حماس وحدة الشعب الفلسطينى منذ قيامها بإحتلال قطاع غزة فى 2007 من خلال إنقلاب بقوة السلاح حيث مزقت الوحدة الوطنية ولم يكن هدفها يوماً ما مواجهة الإحتلال بل تجريف الحياة السياسية لصالحهم وأغرقت غزة فى دماء لم تجف حتى يومنا هذا وراحت تتسول لدى بعض الدول الإقليمية للإقامة بها والإرتزاق سياسياً منها ولم تعد مشروعاً وطنياً لتحرير الأرض بل تحولت إلى أداة إقليمية ضمن محور مقاومة مزيف تديره إيران من بعيد ويدفع الفلسطينيين وحدهم الثمن وكانت كل معركة ساذجة تقوم بها لا تهدف إلى حماية هذا الشعب بل بهدف تدوير شرعيتها أو لتصفية حسابات أو حتى للتخلص من بعض قياداتها التى تخرج عن الإطار المرسوم لها.. وأصبح تنظيم حماس الإرهابى يمثل حركة مقاولة وليس حركة مقاومة يديرون عذابات الشعب الفلسطينى من مكامنهم الفاخرة يتاجرون بدماء هذا الشعب فى أكبر عملية إستثمارية طويلة الأجل فى العذاب الفلسطينى.
فى عودة إلى توجيهات وتعليمات إسرائيل لجماعة الإخوان الإرهابية خارج البلاد والتى دفعت فيها فلولهم إلى مهاجمة السفارات المصرية فى العديد من دول العالم بدعوى المطالبة بفتح معبر رفح فإن هذا يأتيفى إطار الممارسات الممنهجة لإقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم منذ عام 1948 وها هو يعاد هذه الايام بنفس السيناريوهات ولكن بأسلوب جديد يبدو إنه مقنع للبعض يتمثل فى تجويع الشعب وتدمير البنية التحتية وإستهداف المدنيين وتهديد وجودى يدفع السكان دفعاً نحو معبر رفح بإتجاه سيناء.. وهنا يتحول المعبر من شريان حياة إلى منفذ للهروب الجماعى ومن معبر تضامن إلى بوابة لتفريغ القطاع من سكانه وهو ما تفطن إليه الدولة المصرية تماماً حيث تدرك أن ما يحدث يمثل فخاً سياسياً يحمل أبعاداً إستراتيجية خطيرة من بينها.. خلق وطن بديل للفلسطنيين فى سيناء ـ إسقاط حق العودة نهائياً ـ ضرب الأمن القومى المصرى بإدخالها فى أزمة غير قابلة للضبط داخل أراضيها ـ تسهيل تصفية القضية الفلسطينية بالكامل عبر إزاحة غزة من الخريطة السياسية والجغرافية.. وهاهم يحاولون تحميل مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسى تبعات الكارثة التى تسببوا فيها وذلك لإستكمال مسلسل الخيانة والمتاجرة بالدم الفلسطينى على مذابح أوهامهم وأجنداتهم القذرة بعدما باعوا المقاومة فى سوق السياسة الرخيصة وذلك على خطى جماعة الإخوان الأم لهذه الحركة والذى أثبت التاريخ أن ولائها الأساسى لتنظيمهم الإرهابى وليس للوطن.
أن حركة حماس اليوم ليست حركة مقاومة بل هى نسخة من الإخوان يستخدمون لغة مزيفة ووطنية مصطنعة وخطاباً مليئاً بالكذب والخداع ومتاجرون بالقضية يتسولون على دماء الأطفال والشهداء محاولين فى كل ذلك تحميل أوزار خطاياهم على مصر ورئيس مصر.
إن مصر أيها المأجورون ليست دولة عادية.. إنها صاحبة تاريخ ضارب فى أعماق الحضارة وعمق إستراتيجى وسياسى لا يمكن تجاهله وسوف تظل دائماً هكذا بفضل تماسك شعبها ووعى أبنائها وقوة مؤسساتها وعلى رأسها القوات المسلحة التى تمثل الدرع والسيف والحصن الذى يحمى البلاد من كل خطر.. وهى الداعم الرئيسى الأوحد حالياً للشعب الفلسطينى الحقيقى الذى يئن من غدر التنظيم الإخوانى قبل أن يذوق العذاب والهوان على يد المستعمر الإسرائيلى.. وفى هذه اللحظات أتذكر كلمات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى التى تثبت للعالم أن مصر قادرة على مواجهة ما يحاك لها من مؤامرات داخلية وخارجية ويبعث لنا برسالة طمأنة مدروسة تحمل فى طياتها معانى القوة والثقة والثبات عندما قال سيادته : «متخافوش محدش يقدر يعمل مع مصر حاجة».. وتحيا مصر……