تتعمق المأساة يومًا بعد يوم فى قطاع غزة، مع تصاعد العمليات العسكرية وسقوط مئات الشهداء والجرحي، وانتشار المجاعة التى حصدت أرواح عشرات الأطفال والمرضي. وبينما تتحدث إسرائيل عن خطط لاحتلال القطاع بالكامل بدعم أمريكى ضمني، تحذر أصوات أوروبية من أن ما يجرى يشبه الإبادة الجماعية، فى وقت يواصل فيه العالم عجزه عن إيقاف نزيف الدم.
كشف مسئولون أمريكيون وإسرائيليون أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لا يعارض خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لشن عملية عسكرية جديدة تهدف إلى احتلال كامل قطاع غزة.
ومن المقرر أن يصادق مجلس الوزراء الأمنى الإسرائيلى على الخطة التى تتضمن توسيع نطاق الحرب. المصادر أشارت إلى أن ترامب قرر عدم التدخل، تاركًا القرار فى يد الحكومة الإسرائيلية، وفقًا لأكسيوس.
ذكرت هيئة البث الإسرائيلية (مكان) أن جيش الاحتلال أعد خلال الأيام الأخيرة عدة سيناريوهات تنفيذية، رغم معارضة رئيس هيئة الأركان إيال زمير للفكرة من حيث المبدأ.
وأضافت أن الخطة المركزية التى يدعمها بشكل ملحوظ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تتمحور حول «تنفيذ عملية عسكرية واسعة لاحتلال مدينة غزة ومخيمات اللاجئين فى وسط القطاع»، لافتة إلى أن العملية ستستمر نحو 5 أشهر وتتطلب تعبئة واسعة لقوات الاحتياط.
هذه العملية ستؤدى إلى تهجير ما يقرب من مليون مدنى فلسطيني، وستشمل تحركات للقوات الإسرائيلية فى مناطق يُعتقد بوجود محتجزين فيها، مما قد يعرض حياتهم للخطر، وفقًا لموقع «أكسيوس».
وأبدى الجيش الإسرائيلى ترددًا فى مهاجمة المناطق المستهدفة خوفًا من قتل المحتجزين عن طريق الخطأ. وذكرت مصادر إسرائيلية أن رئيس الأركان، الجنرال إيال زأمري، أبلغ نتنياهو بأن هذه الخطوة قد تعرض حياة المحتجزين للخطر وتؤدى إلى حكم عسكرى إسرائيلى فى غزة.
فى المقابل، حذر رئيس الحزب الديمقراطى الإسرائيلى «يائير جولان» من أن خطة احتلال قطاع غزة، ستؤدى إلى مقتل جميع الأسرى الإسرائيليين. وقال جولان فى مقابلة مع موقع «واينت» «إن قضية إدارة غزة برمتها ستقع على عاتق الجيش الإسرائيلي، وما هى التكاليف؟ مقتل جميع الاسرى وموت عشرات ومئات الجنود.
وأضاف جولان: «الحكومة تجر البلاد إلى حرب لا داعى لها من شأنها أن تورط إسرائيل على كل الصعد – الأمنية والدولية والاقتصادية – ويجب أن نعارضها. ودعا الإسرائيليين إلى إغلاق البلاد وشل الاقتصاد.
على الصعيد الإنساني، قالت نائبة الرئيس التنفيذى للمفوضية الأوروبية تيريزا ريبيرا، إن ما يحدث فى قطاع غزة يشبه كثيراً الإبادة الجماعية. وأوضحت ان ما نراه هو محاصرة شعب لا يجد مأوى وتدميره وحرمانه من الحصول على الطعام أو الماء أو الدواء وقصفه أو إطلاق النار عليه فى أثناء محاولة الحصول على مساعدات إنسانية.
وأضافت «لا وجود للإنسانية، وليس مسموحاً لأحد أن يشهد على ما يجري. وشددت على أن الاتحاد الأوروبى يتعين عليه النظر فى تعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل.. كما أوضح مسئول بالاتحاد الأوروبى إن الوضع الإنسانى فى غزة لا يزال خطيراً للغاية، وذلك بعد أن أطلع الدول الأعضاء على وضع الاتفاق الذى جرى التوصل إليه مع إسرائيل الشهر الماضى بشأن تعزيز وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وقال المسئول إن هناك بعض التطورات الإيجابية فيما يتعلق بتوريد الوقود وإعادة فتح بعض الممرات وارتفاع عدد الشاحنات التى تدخل القطاع يوميا وإصلاح بعض البنى التحتية الحيوية. ومع ذلك، أضاف المسئول أن «عوامل تشكل عوائق كبيرة لا تزال تُقوض العمليات الإنسانية وإيصال المساعدات إلى غزة، وأهمها غياب بيئة عمل آمنة تسمح بتوزيع المساعدات على نطاق واسع.
على صعيد الأوضاع الميدانية، أعلنت وزارة الصحة بغزة ان 100 شهيد و603 إصابات وصلوا المستشفيات القطاع خلال خلال الـ24 ساعة الماضية. واشارت الصحة الى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلى إلى 61,258 شهيدًا 152,045 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م.
واكدت الصحة ان عدد ما وصل إلى المستشفيات خلال 24 ساعة من شهداء المساعدات بلغ 51 شهيدًا و 230 إصابة، ليرتفع إجمالى شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 1,706 شهيدًا وأكثر من 12,030 إصابة.
من جانبها، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، إن الاحتــلال الإسرائيلى قصـف أكثر من 500 مدرسة تئوى نازحين فى قطاع غزة منذ بدء العدوان فى السابع من أكتوبر 2023، ما أدى إلى استشهاد مئات المواطنين، وتدمير المدارس جميعها أو إلحاق أضرار جسيمة فيها.
وأضافت أن قصف الاحتلال للمدارس التى تحولت إلى ملاجئ تأتى ضمن الهجوم العسكرى الذى يدمر معظم البنية التحتية المدنية المتبقية فى غزة، ويهجّر مجددا مئات آلاف الفلسطينيين، ويفاقم الوضع الإنسانى المتردى أصلا.
ولفتت المنظمة، إلى أن الهجمات الإسرائيلية حرمت المدنيين من الملاجئ الآمنة، وساهمت فى تعطيل التعليم لسنوات عديدة، إذ قد يتطلب إصلاح المدارس وإعادة بنائها الكثير من الموارد والوقت.
ودعت، حظر توريد الأسلحة إلى إسرائيل، واتخاذ تدابير عاجلة أخرى لإنفاذ «اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.
