تضيع أشياء كثيرة من حياتنا.. هى فى الأساس أشياء جوهرية وأساسية.. بدليل ان افتقادها يمكن أن يؤدى إلى مشاكل وأزمات.
قد تهدد الأمان والاستقرار والعودة بين الناس.
ان أبين هذه الأشياء التى غابت ولا أدرى كيف؟
ولماذا بنت الحى أو بنت الحي؟
ودائماً أقول على زماننا مع أن زماننا ليس بعيداً أو منقطعاً فقد كان هذا المعنى العظيم واضحاً ومتغلغلاً فى أعماق كل شاب وشابة بل وكل طفل.. ففى دار الحضانة لا يستطيع طفل ان يعتدى على جارته الطفلة.. ولو يعتدى عليها كنت أنت تتصدى له وكأنها أختك أو مسئولة منك.. ويتطور هذا المعنى مع مراحل العمر.. أما الآن فنجد شاباً يعاكس فتاة قد تكون جارته أو رجلاً شاباً يعتدى على طفلة وينسى الرجل أن لديه أطفالاً ويجب أن يعتنى بأبناء أو بنات جاره.
ولم يستطع زمان أى شاب يطارد بنت الجيران أو يصر على الزواج منها من غير موافقتها.
وكان ان طارد شاب بنت فى الشارع يقف الجميع له بالمرصاد وبالذات الشباب وحدث هذا العام ان تدخل شاب ضد آخر بسبب أنه يعاكس بنت الجيران.. فما كان من الشاب الآخر الذى وقف ضد معاكسة البنت ان قتله الشاب الذى خرج عن الأصول والأخلاق.. هذا الزمان مختلف غير الزمان الذى مضى وكان الشاب لا يقبل على غيره.. بل يغض البصر عندما تمر بنت الجيران.
قد تبدو هذه الصورة مدخلاً غريباً للحديث عن أحداث فى الصعيد.. انها المدخل الصحيح والسليم.. فعندما يتحقق الترابط داخل الأسرة.. ينتقل هذا الجو إلى البيت كله وإلى الشارع وبالتالى يصبح هذا هو الجو الذى تسود فيه العلاقات فى كل قرية وفى كل مدينة.. وفى كل عاصمة من عواصم أقاليمنا ولكن للأسف نحن تركنا الروابط الحميدة داخل الأسرة.. وفى كل عواصم أقاليمنا.
للأسف الشديد من أجل حفنة جنيهات أو دولارات تركنا الروابط تتمزق.
فأصبح تحقيق المكسب المادى هو الرسالة الأساسية والوحيدة وأننا غير مسئولين عن شيء بها.. مع أن أموال الدنيا لا تفيد إذا غاب الحضور الايجابي.
جوهر الحياة وأساسها وهو الانسان المواطن العادى الولد أو البنت حيث يجب إعدادهما للحياة وقد تسلح كل منهما بالأخلاق القوية وبرؤية مستنيرة وبحب ومودة.
ان مشاكلنا الاجتماعية تبدأ من البيت والأسرة والمدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة فهذه كلها دور للتربية والتنشئة وهذه دور تقديم وغرس وثقة ورعاية.
وإذا وقفنا عند هذه البداية الحقيقية فلن نتعب أنفسنا عن البحث عن حقيقة مشاكل أو خلافات فردية لأننا لا نفعل ذلك فى الأحوال العادية ولأن الشائعات لا تنمو إلا فى التربة الفاسدة ولأن ضعف الإيمان وليس قوته هو الذى يؤدى إلى التعصب والدمار.
وقد كرم الله أرضنا العربية فكانت مهبط كل الديانات فلماذا نحاول أن ندنس هذه الأرض بدم هابيل؟.. وكيف ننتظر من الأرض ان تنبت ان هى رويت بالدماء؟.









