القصر العينى ذلك المجمع الصحى التعليمى المتكامل والذى يقع فى منطقة قصر العينى بمنيل الروضة هو أول مدرسة طبية انشأت بمصر القاهرة فى عهد محمد على باشا عام 1827، سمى هذا الصرح نسبة إلى أحمد العينى باشا الذى تبرع بقصره إلى الكلية وانشأت عليه المدرسة الطبية بمصر وهو مكان مستشفى قصر العينى الفرنساوى حالياً. بعد إنشاء القصر بعام أمر السلطان قايتباى بالقبض على عينتاب الذى تمكن من الهرب إلى المدينة المنورة ليتحول قصره إلى الملكية العامة للدولة، ومع تحول مصر إلى ولاية عثمانية استولى المماليك على القصر وتحول إلى منتزه وكان يتم استخدامه احياناً كقصر للضيافة أو سجن اجبارى أو مجلس للولاة. وفى أثناء الحملة الفرنسية استعمل قصر العينى كمستشفى للجنود ودفن فى حديقته الجنرال كليبر ثم نقلوا الجثمان معهم عند جلائهم عن القاهرة، وقد تحول القصر عام 1825 إلى مدرسة حربية. هذا وقد خلفت المعارك التى خاضها محمد على الكثير من الجنود الجرحى وكذلك تجنيده للفلاحين وتكدسهم فى المعسكرات تسبب فى تفاقم المشاكل الطبية للجنود ومن ثم وبتعاون مع الطبيب الفرنسى أنطوان كلوت تم إنشاء مدرسة الطب بأبى زعبل والتى تخرجت أول دفعة فيها عام 1832، وتبع ذلك إرسال أثنى عشر طالباً من أمهر الخريجين فى بعثة علمية إلى فرنسا ومع بزوغ وتيرة المعارك المصرية فى الشام ورحيل أكثرية الجنود للحرب بات من الضرورى نقل المدرسة إلى المحروسة (القاهرة الآن) وسرعان ما وافق محمد على على نقل المدرسة إلى قصر العيني. وعن هذا القصر الأسطورة ذكر فى كتاب موسوعة تراث مصرى لأيمن عثمان (الجزء الثاني) ان قصر المملوك لثرى الأمير شهاب الدين أحمد بن العينى أحد هذه الروائع التى بنيت فى العصر المملوكى وبناه على شاطئ نيل جزيرة الروضة فى عهد السلطان المملوكى الرومى الأصل الملك الظاهر أبوسعيد سيف الدين وللأسف تم تفكيك هذا القصر ولم يبق منه إلا وصف له ولمكانة صاحبه وصورتان لجامع وقبر ابن العيني. ويضم متحف قصر العينى الذى بدأ فى انشائه عام 1909 عندما أرسل محمود المناويفى مهمة علمية للولايات المتحدة الأمريكية فى جامعات كاليفورنيا حيث اتيحت له فرصة رؤية ما تفعله الغرب لتسجيل تراثهم الطبى بالرغم من أن بعض هذه الجامعات يرجع تاريخ انشائها إلى فترة أحدث من قصر العيني. وبعد عودته من الولايات المتحدة الامريكية بدأ فى الاتصال بالعديد من الأساتذة لجمع تراث كلية طب قصر العينى الذى كان موزعاً بين جنبات الكلية، ويعد هذا المتحف هو أول متحف متخصص لهذا النوع من المقتنيات الطبية والتحف الفنية التى تخدم وتؤرخ لتاريخ الطب فى مصر والدول الأوروبية التى كانت لها علاقات طيبة بمصر فى ذلك الوقت، ويضم المتحف بين جنباته الكثير من الأدوات الطبية التى استخدمها مشاهير علماء الطب كما يضم الكثير من الكتب الطبية النادرة ولاسيما فى علم التشريح هذا فضلاً عن كثير من التحف الفنية النادرة التى تصور لنا بدايات مدرسة الطب. وقد شهد قصر العينى العديد من الأحداث حيث كان مقراً للحكم فى أواخر عصر خشقدم ومقراً للحكم لبعض الوقت حين حل ضيفاً عليه السلطان سليم الأول بعد احتلاله مصر، كما كان مقراً لحكم المملوك ابراهيم بك ثم مستشفى عسكرياً محصناً للفرنسيين أثناء الحملة الفرنسية بعد هروب ابراهيم بك. ومن أشهر الأطباء الذين عملوا فى قصر العينى كلوت بك وتيودور بلهارس وعلى باشا إبراهيم الذى كان أول عميد لكلية الطب ايضاً.