لا أجد مبرراً مفهوماً لعدم الإفراج عن الوثائق التاريخية المحفوظة لدى الجهات المعنية، لا أستسيغ عدم الإفراج عن وثائق تعكس فترات واحداثاً مهمة في تاريخ الدولة المصرية بحجج ربما كانت لها وجاهتها في زمانها، فعلى سبيل المثال، لماذا لم نرَ الإفراج عن وثائق جماعة الاخوان منذ نشأتها وحتى الآن؟ أين تحقيقات البوليس السياسي مع أعضاء التنظيم السري للإخوان؟ واين اعترافات الارهابيين الذين قتلوا رئيس وزراء مصر الأسبق احمد ماهر باشا والقاضي الخازندار ورئيس وزراء مصر ووزير داخليتها الأسبق محمود فهمي النقراشي باشا ومحاولة اغتيال ابراهيم عبدالهادي رئيس الوزراء الأسبق أيضا؟ أين وثائق التحقيقات مع حسن البنا ومن قبله أحمد السكري؟ أين اعترافات الاخوان الذين هجروا التنظيم بعد اغتيال السيد فايز على يد عبدالرحمن السندي؟ أين أوراق ووثائق قضية تنظيم 1965 بقيادة سيد قطب؟ أين التحقيقات مع قادة الإخوان والاعترافات التي ادلوا بها عن علاقتهم بالسفارة الإنجليزية قبل الثورة؟ أين الوثائق التي تثبت علاقة الاخوان بالحركة الصهيونية.
وكيف تم إنشاء التنظيم الدولي؟
اين وثائق محاولة اغتيال عبدالناصر في المنشية 1954؟ يا سادة يا كرام كل دول العالم لها نظام معروف في آلية الإفراج عن الوثائق المرتبطة بالأحداث التاريخية، في بريطانيا تخضع المعلومات السرية لقوانين «الأسرار الرسمية» كان آخرها قانون الأسرار الرسمية لعام 1989، وعادة ما يتم حجب الوثائق الحكومية السرية بشكل روتيني وإن لم تكن تصنف بالضرورة على أنها سرية لمدة 30 عاما بموجب قاعدة الثلاثين عامًا، ويتم الإفراج عنها عادة في يوم رأس السنة الجديدة إلى أن حد قانون حرية المعلومات من هذا النهج الصارم، وفي الولايات المتحدة الأمريكية ينص مرسوم قانون 13526 على آليات رفع السرية، ضمن القوانين التي يقرها الكونجرس. وتحدد موعد رفع السرية بمدة 10 سنوات افتراضيًا، بعد 25 عامًا يكون رفع السرية تلقائياً مع تسعة استثناءات فقط تسمح للمعلومات بأن تظل سرية وبعد 50 عامًا يكون هناك استثناءان، والسرية التي تتجاوز 75 عاما تتطلب تصريحًا خاصًا، وهناك ثلاثة تصنيفات للمعلومات في الولايات المتحدة، الأول هو «سري للغاية» وهو أعلى تصنيف ويُطبق على المعلومات التي من المتوقع أن يسبب الكشف غير المصرح به عنها »أضرارًا جسيمة للغاية« للأمن القومي يمكن لسلطة التصنيف الأصلية تحديدها أو وصفها. ويُعتقد أن 1.4 مليون أمريكي لديهم تصاريح سرية للغاية.
الثاني هو تصنيف «سري» وهو ثاني أعلى تصنيف للمعلومات المهمة و عندما يؤدي الكشف غير المصرح به عنها إلى »أضرار جسيمة« للأمن القومي. يُحتفظ بمعظم المعلومات المصنفة بحساسية سرية.
الثالث هو «خصوصي» هذا هو أدنى مستوى تصنيف للمعلومات التي حصلت عليها الحكومة. تُعرف على أنها معلومات من شأنها أن »تلحق الضرر« بالأمن القومي إذا كُشف عنها علنًا، مرة أخرى، دون الحصول على إذن مناسب.
وفي مصر هناك نظام بالتأكيد لكنه غير معروف فلسفته، بيد أن متطلبات الامن القومي لابد وان تحترم من الجميع، لكن هناك احداثاً جارية تتطلب ضرورة المراجعة الفورية في نظام وآلية الإفراج عن تلك الوثائق المفسرة والموضحة لكثير من اللوغاريتمات، نريد ان نقف على حقيقة أسباب هزيمة 1967 وجميع وثائق حرب اليمن، نريد ان نعرف حقيقة الوحدة والانفصال من سوريا، نريد ان نعرف قصة انفصال السودان عن مصر، نريد ان يتم الإفراج عن الكثير من الوثائق المحبوسة احتياطياً بدون وجه حق.