ونستكمل ما سبق بإذن ومشيئة الله.. وبداية نؤكد على ما دائما نذكر به.. «وهو أن السياسة».. ليست حكرا على فرد أو جماعة أو طائفة.. رغم أن الريادة والقيادة بها تؤول دائما.. «لأعلمنا بتكاملية الشورى».. وذلك ما يجب أن تأتى به.. «الانتخابات الحرة».. ولكن.. ما نحن بصدد التذكير به هو.. فهم وإدراك أن.. «السياسة».. هى كيف ينتخب كل منا.. «كفرد».. أحق وأفضل كل فكرة»..وكل كلمة وحركة عملية».. بكل برهة زمنية يمر بها.. وحينئذ.. ولكى يصل إلى ذلك ..فعليه إدراك كل ما يؤثر»..فى انتخابه الاختيارى».. من كثرة مؤثرات ما يحيط بنفسه»..من داخلها ومن خارجها».. المستور والخفى منها.. والمعلن المدرك منها.. نعم.. «كل ذلك هو مقدر ومخلوق».. وإدراكه يحتاج لعلم حق.. دونه تتحول السياسة فرديا أو جماعيا بما يلزمها من انتخاب.. إلى خفة واستخفاف.. «قرارات».
فى إطار وسياق ما سبق.. وفى إطار ما بين.. «الناس».. من اختلافات»..عقائدية».. يأتى ذكر حديثنا عن قوامة»..الزوجية السياسية عبوديا».. وبما تفرضه علينا.. «خلقيا».. من مؤثرات مادية ومعنوية.. وحينئذ.. يخبرنا الرقم.. «إثنين».. بأنه من أنتج واقع.. «الزوجية».. بأمر تقدير..»الأحد الصمد سبحانه».. الذى قال وقوله الحق»..ومن كل شىء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون».. (49/ الذاريات) .. نعم.. كل شىء مادى وكذا كل أمر معنوى ..وما بينهما من»..تكاملية التوظيف السياسى».. ولا ننسى فى ذلك من.. موروثات زوجية منها ما هو حق.. قدره الله ابتلائيا سياسيا عبوديا.. ومنها ما هو دون ذلك من»..مكتسبات».. التفاعل النفسى سياسيا.
ويردف ذاك الرقم»..إثنين».. مذكرا إيانا بالآتى ..فيقول.. انظر أيها الإنسان إلى»..صورة خلقك».. ودون إغفال باقى صور خلق الله التى هى»..أمم مثل أمتك».. لقد جعل الله لك.. زوج من أذنين»..لتدرك وظيفة السمع».. ومثلهما زوج من عينين.. لتدرك صورة ما أسمعك»..توظيفيا».. نعم.. لتحاكى ما أتاك صوته»..محاكاة تأثيرية سياسيا».. ولا تغفل أن لحن ما سمعت هو»..مؤثر سياسى».. تعظم تأثيره بما حملته صورة ما سمعته من.. ملامح وقسمات ذات معانى»..تأثيرية».. ثم انظر لباقى خلق صورتك»..من أسباب تأثر وتأثير سياسى».. فقد جعل الله لك»..لسانا وشفتين».. كمؤثر صوتى منك فى الأخر أو الأخرين.. ومثلهما زوجية أيدى.. وزوجية قدمين.. إلخ.. وهكذا وبزوجية ما بداخل صورتك من.. ممكنات ذات إمكانيات سياسية توظيفيا»..وأيضا بقدر نوعية علمك».. وحينئذ.. وبإدراك أن كل»..آخر هو مثلك».. فى التأثر وكذا التأثير .. ندرك جيدا أن السياسة هى»..خلاصة المؤثرات وتأثيرها».. بل والراجح اعقاليا منا.. يدرك أن نوعية وكمية وكيفية»..العلم».. هى المحدد»..لرجاحة أو خسران السياسة».. ومن لا يدرك تأثير»..معتقدات العلم».. وباطلها من حقها ..فسوف يتوه فى متاهة العلم ونوعيته.. ومتاهة تحديد مستهدفات»..المؤثرات الزوجية».. والعلم كله لله.
يعود الرقم»..إثنين».. ويتساءل بنوع من الاستنكار الشديد»..وليس فقط التعجب».. فيقول ..أين أمة الإسلام لله.. منذ إبراهيم وحتى محمد مرورا بكل رسل الله»..دون تفريق بينهم».. من ذكر صفات أسماء»..الله سبحانه».. وقوامتها السياسية»..من سياستها البينية فى الأرض والناس».. بل ومن تحديد نوعية»..العلم المفصلية سياسيا».. ألا يعلمون أنهم محاسبون على ..غفلتهم بل ونسيانهم لتلك القوامة.. ثم يردف قائلا أيضا.. ماذا تعلم تلك الأمة ..على تأثير رباط»..الزوجية».. بين أمة الجن وأمتهم الإنسانية»..سياسيا».. رغم أن ذاك الرباط هو.. سبب خلق الجن والإنس.. نعم.. فقد قال الحق سبحانه»..وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون».. (56/ الذاريات).. ألم يدركوا بذلك أن أصل حق السياسة هو»..سياسة عبودية»..؟ فإن كان الأمر كذلك»..وهو كذلك واقعيا».. وحينئذ.. ألم يستدعى ذاك الواقع»..الزوجى».. أن نتساءل عن كيف تؤثر أمة الجن فى أمتنا الإنسانية..؟ وكيف نؤثر كأمة إنسانية فى أمة الجن»..أيضا».. وهل ذلك واقع سياسى علينا احتسابه .. أم هو أوهام كما يتصور»..بعضنا»..؟.. وإن كان وهما فماذا عن ..أن لكل منا»..قرين».. من الجن ..(36/الزخرف).. وماذا عن تأثيره السالب فينا ..هل ذاك»..وهما».. أيضا لا يتوجب احتسابه ..أيضا لا يتوجب احتسابه»..سياسيا عبوديا».
وإلى لقاء إن الله شاء
ملاحظة هامة
المسلم لله أى كان كتابه ورسوله.. لا يخون ولا يستأجر فى بهتان قدر الله حرمته…