أصعب ما يواجهنا.. هو الطاقة السلبية.. جميعنا يبحث عن الطاقة الإيجابية.. من أين نستمدها؟! روافد أو منابع الطاقة الإيجابية ليست كثيرة.. ولكنها قادرة على إعادة التوازن والاطمئنان النفسى داخل الانسان.. كيف؟ إذا تعاملنا مع الظروف الخاصة غير السعيدة أو غير المبهجة.. على أنها أمر طارئ.. وليس دائماً.. ومن الغريب أن لكل إنسان أسبابه فى الاحساس بالطاقة الإيجابية.. البعض يستمدها من أشخاص مثله.. بمجرد الحوار معهم.. والبعض الآخر يستمدها بالجلوس أمام البحر.. اعتقادا منهم أن موج البحر.. كفيل بأن يسحب الطاقة السلبية.. ليحل محلها الإيجابية.. مجرد إحساس يحقق الشعور بالارتياح.. وتصفية النفس البشرية من آلامها وهمومها وأوجاعها متمثلة فى الطاقة السلبية.. لذلك ســرعان ما يشــعر من يجــلس أمام مياه البحـر.. بأنه يريــد أن ينـام.. فقد تــم خروج ما بداخله من إحساس الطاقة السلبية.. ونفس هذا الاحساس يتكرر بداخلنا عندما نجلس تحت شجرة على الأرض.. فالأرض لها قدرة عجيبة على تصفية ما بداخلنا من طاقة سلبية.. وكثيرا ما نشعر بالارتياح بعد جلسة صامتة على الأرض.. وأعتقد أن النفس البشرية دائما تبحث عما يشبهها.. ولا يوجد أفضل من الأرض الطين الذى خلق منه الانسان.. هذا الحنين الداخلى الصامت للأرض.. يعيد التوازن بين الانسان ونفسه.. لذلك كثيرا ما يحدث النعاس أو النوم المريــح بمجـــرد الجـــلوس فى أرض زراعيـــة.. أو حدائق خضراء.. فهذا الاحساس بالارتياح.. يأتى نتيجة قدرة الأرض على سحب الطاقة السلبية.. لتفتح الوجدان للطاقة الإيجابية.. وفى كثير من الأحيان يكتسب الانسان الطاقة الإيجابية من النظر إلى السماء والتطلع إلى عظمة وقدرة الخالق سبحانه.. وكيف خلق هذا الكون من أجل الإنسان نفسه.. وبمجرد أن يسرح كل منا بعيونه وقلبه ووجدانه.. فى السماء وكيف رفعها الله بلا عمد.. وهذا السحاب الذى ينزل المطر بإذن الخالق العظيم سبحانه.. لو جلسنا نفكر فى قدرة الخالق.. وعشنا لحظات مع قدرته سبحانه.. وتذكرنا رسول الحق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. وكيف تحمل ما لا يتحمــله بشر.. لتصل إلينا دعوته التى كلفه بها الحق سبحانه من فوق سبع سماوات.. ومر أمامنا شريط الذكريات.. لأعظم قرار عفــو شــهدته البشــرية.. لسـيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. عندما وقف أمام الكعبة.. يوم فتح مكة.. وهو القائد المنتصر.. وجميع من ناصبوه العداء وآذوه وطردوه من بلده.. وارادوا قتله.. ومنعوا عنه الطعام.. لدرجة أنه تناول ورق الشجر من شدة الجوع.. وقف سيدنا محمد وأمامه هذا الحشد الضخم من أعدائه.. ليقول لهم.. اذهبوا فأنتم الطلقاء.. ويعفو عنهم.. فى أول سابقة فى كل تاريخ البشرية.. أن يعفو قائد منتصر.. فى يوم انتصاره عن أعدائه.. إنه عفو بدون شروط.. حتى أنه لم يطلب منهم أى مقابل.. ولا حتى الدخول فى الإسلام.. هذه الواقعة عندما تمر أمامنا.. ونستحضر هذا المشهد.. مما يزيد بداخلنا الاحساس بالطاقة الإيجابية.. التى تقودنا للعطاء بدون مقابل.. ويوجد بيننا من يزرعون بداخلنا الطاقة الإيجابية التى هى طاقة الأمل والنور لمزيد من النجاح.. وفى نفس الوقت يوجد من يبعث طاقة سلبية.. فهكذا البشر.. منهم المتفائل ومنهم الكئيب.. وهذه سنة الحياة.. ولا توجد فرصة للاختيار.. إنه القضاء والقدر.. وايضا الحظ.. ولا مجال للاختيار.. فكل شىء فى هذه الحياة تم إعداده من الخالق سبحانه بقدر.. اعترف بأن للخيال دوراً مهماً فى تحسين الشعور بالطاقة الإيجابية.. فالخيال يجعلنا نعيش.. كما نتمنى.. أو نحب.. وهذا كفيل بنظرة تفاؤل.. تحث على الشعور بالطاقة الإيجابية.. أما الرضا والقناعة بما كتبه الله.. والاعتراف بالفضل لأصحابه.. من أهم عوامل الطاقة الإيجابية.. أقول.. إن الانسان وحده يستطيع أن يصنع لنفسه شعورا بالطاقة الإيجابية.. إذا أراد.. بشرط أن يكون صادقا مع نفسه.. وهذا أهم أسرار الطاقة الإيجابية.