ذهب ستيف ويتكوف مبعوث الولايات المتحدة للشرق الأوسط إلى قطاع غزة وليته ماذهب.. فقد تفقد الرجل مراكز توزيع الغذاء فى القطاع أو «مصائد الموت» دون أن يقدم شيئا.. وعاد لبلاده مكررا أكاذيب نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى بأنه لا وجود للمجاعة فى غزة.. غير أنه بعد ساعات قليلة من هذه المزاعم «الويتكوفية» بثت المقاومة الفلسطينية فيديوهين لأسيرين إسرائيليين يبدوان فيهما «جـلد على عظـم».. وقال أحدهما أنه يبقى أيام بدون طعام أو شراب موجها رسالة لنتنياهو بسرعة التدخل للإفراج عنه وزملائه الأسرى، وبعد بث الفيديوهين خرج رئيس الوزراء الاسرائيلى ليدلى بتصريحات «مرتبكة» حمل خلالها الصليب الأحمر الدولى مسئولية توفير الطعام للأسرى.. زاعما أن «التجويع» الممنهج تمارسه حماس ضد الأسرى الإسرائيليين فقط.
>>>
هكذا الكذب «الإسرائيكى» فى وضح النهار وعلى كل الشاشات العربية والعبرية والدولية.. وقد اعتاد نتنياهو الكذب قبل وبعد توليه رئاسة الحكومة.. لذا فهو متهم فى عدد من قضايا الفساد.. ولنفس السبب هو مطلوب لدى محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.. ولذات الأسلوب هو يدعى على مصر بأنها وراء أزمة الغذاء فى غزة.. ووسط ذلك كله يشعر نتنياهو بخيبة أمل بعدما فشل فى تحقيق الأهداف التى من أجلها شن حرب إبادة ضد سكان القطاع.. وفشله كذلك فى القضاء على المقاومة الفلسطينية أو الافراج عن الأسرى.. والأسوأ من ذلك تحويل إسرائيل إلى دولة مكروهة ومنبوذة فى كل دول العالم.. وتحويل جيش الاحتلال إلى مجموعات متنافرة من الجنود.. بعضها حاول الهرب وبعضها مات بالإنتحار.. هذا فضلا عن رفض عدد كبير من الجنود مواصلة الحرب، إلى جانب رفض بعض الشباب التجنيد أصلا والإنضمام لقوات الإحتلال فى حربها الظالمة ضد الفلسطيينين الأبرياء.
>>>
كارثة هذا الزمان أننا نعيش أسوأ حالات الكذب والخداع من أكبر قوة فى العالم وهى الولايات المتحدة.. والتى لا ترى أى ظلم من جانب إسرائيل بل انها تمنحها الضوء الأخضر والسلاح لتنفيذ أوسع وأطول حرب إبادة فى التاريخ لقتل اكبر عدد من الفلسطينيين فى غزة وإجبارهم على الرحيل والهجرة و منح الفرصة لإسرائيل للتوسع فى الإقليم على حساب الأراضى الفلسطينية والسورية واللبنانية.. أيضا فإننا نعيش أسوأ حقبة بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية.. حقبة تفرض دولة صغيرة بحجم إسرائيل شروطها على كل دول العالم.. تحارب وتحاصر وتجوع أكثر من مليونى فلسطينى فى غزة.. وفى نفس الوقت فهى تعطل مسيرة العدالة الدولية وتمنع سريان القانون الدولى الإنسانى.. وتحرم الأمم المتحدة ومجلس الأمن من آداء مهامهما فى تحقيق السلام العالمى، ووقف الحروب والمجازر وحماية حقوق الإنسان.
>>>
وبقدر ما كان للكذب «الإسرائيكى» أثره المدمر والقبيح على المنطقة والعالم.. بقدر ما كان له «ولأول مرة» ميزة نسبية لدينا نحن المصريون.. فمجرد تبنى عناصر من جماعة الإخوان الإرهابية للأكاذيب الإسرائيلية وقيامها بالتظاهرأمام السفارة المصرية فى تل أبيب رافعين أعلام إسرائيل إلى جانب رايات جماعة الإخوان.. مجرد فعل ذلك أكد الخيانة العظمى للإخوان وأخرج الجماعة الإرهابية من دوائر الفشل التى اعتادت عليها إلى دائرة الموت بالعمالة والتبعية والكشف عن الرباط الوثيق بين «الإخوان» والصهيونية العالمية.. والتنسيق الممنهج مع حكومة الحرب والإبادة التهجير فى تل ابيب ضد من؟.. ضد الأشقاء فى غزة والأراضى الفلسطينية المحتلة.. وللتآمر على من؟.. على مصر والمصريين الذين دفعوا ثمنا باهظا فى الدفاع عن القضية الفلسطينية على مدى يزيد عن 70 عاما.. نعانى من آثارها حتى الآن.
>>>
لقد أنهت مظاهرات الإخوان أمام السفارة المصرية فى تل أبيب على ما تبقى من أوهام تتعلق بمصداقية الجماعة وكشفت إلى أى مدى شاركت الجماعة منذ نشأتها عام 1928 فى تنفيذ كافة المخططات الصهيونية بداية من تهيئة الأوضاع لقيام دولة إسرائيل عام 1948 ومرورا بالمشاركة فى حريق القاهرة عام 1951 وصولا إلى التشفى فى مصر أثناء الحروب التى خاضتها ضد إسرائيل.. كذلك الدور القذر الذى مارسته الجماعة فى اغتيال عدد من الشخصيات المصرية ونشر العنف بطول البلاد، علاوة على التحالف مع الصهيونية العالمية خلال أحداث يناير 2011 وما نجم عن ذلك من تداعيات كارثية كادت تعصف بمصر ومؤسساتها.. ثم ما تبثه حاليا قنوات ومواقع الإخوان من برامج ومواد «مفبركة «ومزيفة تستهدف إعادة الفوضى لمصر والإضرار بشعبها.
>>>
وحقيقة فإن الدور المفضوح للجماعة الإرهابية كشف عن المأساة الحقيقية لمصر والعرب والتى تمثلت فى تبنى قطاع كبير من الفلسطينيين للأفكار الشيطانية الإخوانية وإباحة الخيانة والمتاجرة بالوطن.. والنتيجة: تقزيم حقوق الشعب الفلسطينى من استعادة الأراضى المحتلة وقيام دولة فلسطينية مستقلة.. إلى الحصول على كسرة خبز أو كيس طحين أوحتى قطعة خيام قد تتحول فى لحظة إلى»كفن»؟!.