من أمن العقاب أساء الأدب.. مقولة مشهورة وحقيقية وتتفق مع الواقع بشكل كبير.. القانون وحده لا يكفى.. لابد من تطبيق القانون.. وأن يكون التطبيق على الجميع بلا استثناء.. وأن تكون كلمة العدالة والحق هى العليا.
تذكرت هذه العبارة بعد أن تابعت التيك توك فى الأيام الأخيرة فوجدت انقلابا واضحا وصريحا فى المضامين المنشورة حتى ما فيه شك ولو قليل يتم توضيح الشك باليقين..!
كان لابد من هذا الموقف الحاسم تجاه من يسىء إلى القيم والمبادىء.. بعيدا عن الدخول المالية.. لأن ما يحدث ليس بالضرورة قضية دخل وضرايب لأن من السهل جداً ودون الدخول فى تفاصيل أن نحسم القضية.
الاعتراف بالحق فضيلة.. لذلك لابد أن نعترف أن مشكلة التيك توك مشكلة شعب هو الذى صنع من الهيافة والوضاعة وقلة الأدب نجوماً.. ثم اشتكى بعد ذلك.. ثم لابد أن نعترف أن المسئولين المتابعين لهذه الوسائل «التواصل الاجتماعى» كانوا غائبين ولم يتخذوا موقفاً إلا متأخرا جدا.
تلك مجــرد ملاحظــات بعيدا عن الصــورة التى نراها والحــالة التى نعيشــها الآن.. ولكــن رغم ذلك لابد أن نشير إلى صورة أخرى لنفس الحالة بعيدا عن التيك توك.
أولا: التوك توك.. دخل مصر منذ سنوات وحتى الآن لم يتم ترخيصه برغم مشاكله وأزماته وبرغم كل ما يمثله من فوضى فى الشارع.. وليس التوك توك وحده بل الموتوسيكل والفوضى فى الشارع.. وللابد أن ننتظر لحين الأزمات وتتدخل الدولة؟!
ثانيا: الفوضى فى الشارع وفى وسائل التواصل وفى أشياء أخرى ليست ذاتية فقط.. بل أيضا هى مؤامرة خارجية.. ومحاولات أمريكا والصهيونية العالمية لنشر الفوضى خاصة فى منطقتنا ليست جديدة.. ومن وسائل نشر الفوضى قتل القيم والمبادىء وتعاليم الأديان السماوية ومن خلال هذه الفوضى التى سرت فى منطقتنا تحت مسمى كاذب وهو «الفوضى الخلاقة» كانت بداية الانهيار.
ثالثا: عندما يجد المتعلم والاستاذ والدكتور والطبيب أنه غير قادر على الكسب فى حين أن هؤلاء الجهلاء يحصلون على الملايين بل المليارات من خلال هذه البرامج فإن هذا يخلق قناعة شعبية لصالح الخطأ وضد الصواب وهذا ما حدث من قبل عندما كان لاعب الكرة والفنان الجاهل يحصل على الملايين وأساتذة الجامعات لايملكون شيئا.
رابعا: لماذا كانت الإجراءات الأخيرة ضد التوك توك بينما هناك اخطاء بلا عقاب.. والشارع المصرى يئن من مخالفات وفساد وفوضى.. لعلها تكون بداية طيبة لمواجهة السلبيات بدلا من تحولها إلى قضية مالية مثل غسيل الأموال أو مشكلة ضريبية.
خامسا وليس أخيراً.. لعلها تكون بداية لمواجهة الفساد والمفسدين والفوضى ومفجرى الفوضى.. ولعلها تكون بداية خير لتصحيح الصورة فى المجتمع بداية من الأسرة والمدرسة والمسجد والكنيسة والشارع والجامعة وكل مؤسسات الدولة.. ومطلوب قانون رادع يطبق على الجميع بلا استثناء وبدون مجاملات.. قانون حاسم لان من أمن العقاب أساء الأدب.. وهذه أهم دروس هذا الحدث المهم.