طفح الكيل، ولم يعد فى قوس الصبر منزع، الشريف صاحب المواقف النبيلة، تستهدفه أحاديث الأفك، وحملات ممنهجة للتشويه، وليّ الحقائق، فى محاولة للتغطية، وإخفاء المجرم الحقيقى، الذى يعيث قتلا وإبادة وتجويعاً وحصاراً وسحقاً للأطفال والنساء، ورغم كل جرائمه يحاولون تجميل وجهه القبيح، وتشويه من يتصدى ويقف له بالمرصاد.. يرفض أوهامه ومخططاته، لا يركع، ولا يبيع ضميره، ورفض أن يشارك فى ظلم لا يرضاه ضميره، لذلك باتت مصر هدفاً للكيان الصهيونى المجرم الحقيقى الذى يتابع العالم جرائمه البربرية بسبب مواقفها ورفضها القاطع والحاسم لمخطط التهجير وتصفية القضية الفلسطينية.
الكيان الصهيونى وداعموه، وأدواته مثل الإخوان المجرمين وحركة حماس الإخوانية يديرون حملات ممنهجة لتشويه دور وموقف مصر الشريف الذى اجهض المخطط الصهيونى الأمريكى لذلك تتصاعد حملات التشويه والضغوط والابتزاز، من قوى الشر، وأطراف المخطط الصهيونى، وأذنابه توهما أن مصر يمكن أن تركع «وتتنازل» لكن مواقفنا لم ولن تتغير مهما كانت الحملات والتداعيات، والثمن الذى ندفعه بسبب شرف مواقفنا.
الرئيس عبدالفتاح السيسى فى المؤتمر الصحفى مع الرئيس الفيتنامى أخرس ألسنة الباطل، وتحدث بشكل حاسم وقاطع وكشف الحقيقة، ووضع الخطوط العريضة عما يحدث فى قطاع غزة وأهدافه الحقيقية، لقد كانت كلمة تليق بمصر وقيادتها السياسية الوطنية، وجاءت بنتائج مزلزلة على كافة الأصعدة المحلية والدولية ورسمت صورة واضحة المعالم للمجرم الحقيقى والمتواطئين، والمتخاذلين والمشاركين فى حرب إبادة الشعب الفلسطينى لتصفية قضيته، من هنا أتوقف عند نقاط ورسائل قوية فى كلمة الرئيس خلال المؤتمر الصحفى مع نظيره الفيتنامى فيما يتعلق بما يجرى فى قطاع غزة وحرب وحملات التشويه التى تدار على مصر بشكل متعمد وممنهج سواء للتستر على المجرم الحقيقى أو ممارسة الضغوط والابتزاز على مصر.
أولاً: العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة لم يعد مجرد حرب لتحقيق أهداف سياسية أو اطلاق سراح الرهائن بل باتت منذ زمن حرباً للتجويع والإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى فى غزة بهدف تصفية القضية الفلسطينية وإجبار الفلسطينيين على ترك القطاع، بتدمير كل شىء الأخضر واليابس، والحجر والبشر وإزالة كافة مقومات الحياة فى غزة من أجل تنفيذ مخطط التهجير، وهو ما يحدث على أرض الواقع من إبادة غير مسبوقة، وقتل للأطفــال والنساء وبممارسات غير أخلاقيــة أو قانونيــة ولا تريد إسرائيل أى حل سياسى، أو الإفراج عن أسراها بل لا تريد إنقاذهم وقررت التخلص منهم أو يلقون مصيرهم من أجل أوهام ومخططات ولم يكن أبدا بهدف القضاء على حماس أو غيرها، بل تهجير الفلسطينيين وتصفية قضيتهم.
ثانيا: مصر ستظل بوابة لدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ولم تكن فى يوم من الأيام بوابة لتهجير الشعب الفلسطينى وهذه ثوابت مصرية لم ولن تتغير أبدا، ومعبر رفح كان ومازال مفتوحا من الجانب المصرى على مصراعيه طوال الـ 24 ساعة يوميا، وإن المجرم الحقيقى هو من يغلق المعبر من الجانب الفلسطينى وقام باحتلاله، وقصفه من قبل 4 مرات وقامت مصر باصلاحه لكنه يمنع دخول المساعدات وهناك خمسة معابر أخرى تربط بين إسرائيل والأراضى الفلسطينية فلماذا محاولات تشويه موقف مصر الشريف.. وهل مطلوب منها اقتحام المعبر بالقوة، والدخول فى صدام عسكرى ليس مع إسرائيل ولكن مع تحالف صهيونى أمريكى إقليمى، وساعتها سيقف الجميع متفرجين وربما داعمين أو مشاركين فالهدف مصر، ومصر لا تخشى أحدا ولكن إذا تعرض أمنها القومى لانتهاك مباشر أو محاولات المساس بأرضها وسيادتها، وهى تقدم كل الجهود والمساعدات، والوساطة من أجل انقاذ الشعب الفلسطينى ووقف اطلاق النار والافراج عن الأسرى والرهائن وأكثر من 70 ٪ من ضمن المساعدات الإنسانية التى دخلت القطاع، وهناك خمسة آلاف شاحنة موجودة على الأراضى المصرية تنتظر الدخول لقطاع غزة لكن المجرم الحقيقى الذى يشن حرب إبادة وتجويع وحصار على الشعب الفلسطينى يتعمد مع أذنابه تشويه دور مصر.
ثالثا: التاريخ سيتوقف كثيراً وسيحاسب وسيكشف ويحاكم دولاً كثيرة وجماعات وميليشيات إخوانية تتاجر بالدين على موقفها فى الحرب فى غزة فهناك تواطؤ وخيانة وتخاذل من بعض الدول والمتواطئين والمتخاذلين والمتصهينين الذى يدعمون حرب الإبادة والتجويع ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة وهى رسالة قوية تؤكد أن هناك حقائق لم يحن الأوان لكشفها حول مواقف بعض الدول، وأن الضمير الإنسانى لن يصمت طويلاً.
رابعاً: الحديث عن منع مصر إدخال المساعدات، هو إفلاس وكلام غريب والحقيقة أن هناك حملة ممنهجة لقلب الحقائق وتزييف الواقع تستهدف تشويه دور مصر الشريف الداعم والوخيد الذى يدافع عن الشعب الفلسطينى وحقوقه المشروعة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة، وبذل جهود مكثفة لاقناع دول العالم للاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكننا أمام مخطط «صهيونى أمريكى إقليمى» لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير سكان غزة والضفة، وهو ما رفضته مصر بشكل قاطع وحاسم بل ورفضت طلب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب باستقبال الفلسطينيين لأن ذلك يعنى تصفية القضية وأن الفلسطينيين لن يعودوا مرة أخرى ومساس بالأمن القومى المصرى، من هنا جاءت الحملات الممنهجة لتشويه دور مصر لأنها هى التى تتصدى وتقف أمام المخطط المدعوم أمريكيا ومن بعض الأطراف الإقليمية المتصهينة والمتواطئة فى خيانة عظمى لن ينساها التاريخ.
خامسا: مصر على مدار السنوات الماضية، بذلت جهوداً لاحتواء أى تصعيد ومن اشتعال الموقف فى قطاع غزة لأن الشعب الفلسطينى هو من سيدفع الثمن، من هنا فإن الإقدام على خطوة المواجهة المسلحة مع دولة الاحتلال فى أكتوبر 2023 أدى لتدمير القطاع، وسقوط مائتى ألف شهيد ومصاب، وحصار وتجويع وإبادة لذلك فإن تقديرات وحسابات مصر تمثل حسابات دولة عظيمة، ولعل نتائج وتداعيات ما حدث فى 7 أكتوبر 2023 جاء وبالاً ودماراً وكارثة ومأساة على الشعب الفلسطينى فى القطاع الذى فقد كل شىء، ومعه نسابق الزمن لانقاذ الشعب الفلسطينى البرىء.
مصر موقفها واضح وشريف ولا أحد يستطيع أن يزايد علينا لكن عقول الشرفاء تدرك أن الحرب والحملة الممنهجة على مصر بسبب مواقفها القوية والمدروسة والقاطعة فى رفض مخطط التهجير فمصر ليست تابعة لأى قوة، قرارها من إرادتها.