بدر إلى الذهن مباشرة مشهد من قلب ميدان رابعة لعام 2013 وفى شهرنا هذا «اغسطس» كان لأحد المدعين بطلب الشهادة وواحد من المضللين للشباب وهو يخطب مشجعا فى هؤلاء المؤدلجين من أنصار جماعته الارهابية: « إلى القدس رايحين شهداء بالملايين».. ثم المشهد الثانى وقبل ان ينتصف «اغسطس «وهو يرتدى جلبابا لامراة وهو ـ أيضا ـ حليق الذقن، ويغطى وجهه ورأسه بنقاب السيدات، وقد يظن البعض أنه متخفيا ليقوم بعملية استشهادية ضد العصابة الصهيونية، ليؤكد ادعاءه بالشهادة ضد الصهاينة (!) إنما الحقيقة أن وجهته لم تكن ناحية «القدس» شرقا وإنما تجاهه كان إلى أقصى الغرب «النقيض تماما» وقد أعطى دبره للقدس، وبدل من ان يرتدى زى الشهداء لكنه على العكس ـ أيضا ـ ارتدى ثياب النساء، فى مثل هذا الشهر «اغسطس « من عام 2013 وتم ضبط الثائر المخادع للشباب الذى طالبهم بالاستشهاد فى سبيل الله من أجل نصرة فلسطين والقدس، لكنه ولى دبره وفر هاربا، إنه صفوت حجازي» الذى ملأ الميادين نعيقا مخادعا: «إلى القدس رايحين شهداء بالملايين».. وحينها كنت اشاهد «صفوت حجازي» مثل «يهوذا الذى يبعث من جديد» فى اجساد وصور هؤلاء «نضال ورائد وكمال».. هم أبطال مسرحية عبثية لا تتوافق مع أى مباديء أو قيم انسانية أو حتى هى لا تتفق وقواعد المنطق والمنهج العقلي، فقد كشف قادة جماعة التنظيم الدولى «الارهابية» عن حقيقة وجوده بالاراضى المحتلة داخل الحزام الأخضر ضمن عرب 48 للمرة الأولي، وهؤلاء المجنسين بالجنسية الاسرائيلية وهم نضال أبوشيخة رئيس اتحاد أئمة مساجد اسرائيل، ورائد صلاح، وكمال الخطيب وغيرهم من رموز الجناح الشمالى للحركة الاسلامية بإسرائيل هم من نظموا مظاهرة «عبثية» أمام السفارة المصرية بدولة الاحتلال «اسرائيل» فى عدد لا يتجاوز زمرة من العشرات المنتمين للتنظيم الدولى لجماعة الإخوان التى أسماها القانون «المحظورة» وناداها الشعب بـ «الارهابية» والتى أعلنت عن نفسها خلال هذه المظاهرة ـ اعلاميا ـ بـ «جماعة الاخوان الصهيونية» والذين رددوا ما ادعاه كذبا وبهتانا زعيمهم «نتن ياهو» بأن مصر هى من تفرض الحصار على أهل غزة … رغم أن الصحف العبرية ـ ذاتها ـ هى التى نشرت ـ على سبيل المثال ـ ما نشرته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» بتاريخ 8 مايو 2024، بعنوان: «الولايات المتحدة تشير إلى دعمها لـ«عملية محدودة» بعد سيطرة جيش الدفاع الإسرائيلى على الجانب الفلسطينى من معبر رفح»، حيث يشير التقرير بشكل واضح إلى أن المعبر فى جانبه الفلسطينى خاضع لسيطرة قوات جيش الاحتلال.
وعلى الرغم من ذلك يردد ببغاوات الجماعة «الصهيونية» ما يدعيه زعيمهم «نتن ياهو» بل ولا يخرج للمظاهرة عرب 48 البالغ عددهم مليون وستمائة الف نسمة طبقا لاحدث احصاء لهيئة الاحصاء العبرية بالأراضى المحتلة، ولم يحركوا ساكنا ضد العدو الصهيونى الذى قتل بالبارود وأصاب وشرد أكثر من مائتى ألف فلسطينى يشاركون عرب 48 الدم والنسب والمصاهرة والقرابة والجنسية «الفلسطينية» رغم خروج اليهود الاسرائيليين لمظاهرات تطالب حكومتهم بالمساعى الدبلوماسية للافراج عن الأسرى والرهائن وكذلك لوقف سلاح التجويع الذى تشهره قوات الاحتلال تجاه أفواه وبطون الفلسطينيين أقارب عرب 48، ورغم وجود أربعة مقاعد لهؤلاء «عرب 48» فى الكنيست الا انهم لم يستفيدوا منها فى المطالبة بوقف التجويع والابادة الجماعية لاخوانهم الفلسطينيين بغزة رغم ان تلك المقاعد الأربعة هى من رجحت فرصة «نتن ياهو» فى الحصول على الأغلبية ورئاسة الحكومة وتشكيلها.
مازال هدف الاخوان الصهاينة «سيناء» التى كانوا سيبيعونها بـ «13 مليار دولار» فى أثناء سنة حكمهم «الشؤم 13» من أجل اقامة «امارة حمساوية» يقدمون خلالها لقاداتهم «الصهاينة» ذريعة الاحتلال من جديد.. لا يقال عن مظاهرة الاخوان «الصهيونية» تلك المسرحية العبثية الهزلية الا :«ايها الخجل اين حمرتك؟!».