تظاهرات مشبوهة هو الوصف الطبيعى للدعوة التى أطلقها ما يسمى بـ«اتحاد الأئمة» فى الداخل الفلسطيني، والحجة أن مصر تغلق معبر رفح كذبًا وتدليسًا. المؤكد أن ما يسمى بـ«اتحاد الأئمة» كيان لقيط وذراع لجماعة الإخوان فى فلسطين المحتلة، ولا علاقة له بالقدس أوبالإبادة الجماعية ولا بالتجويع فى قطاع غزة ولا بالمشاعر الإنسانية التى يروجون لها. والسؤال: أين كان هؤلاء، ولماذا ظهورهم الآن؟ كنا ننتظر منهم التظاهر ضد نتنياهو وسموتريتش وبن جفير، إلا أن الرياح تأتى بما لا تشتهى السفن، فقد صدرت لهم الأوامر من أسيادهم ليتظاهروا أمام السفارة المصرية فى تل أبيب، يا للعجب! قسمة ضيزى وفكر أعوج وكذب مفضوح. يتركون الجانى ويمسكون فى جلباب من قدم دون انتظار لمغنم أو كلمة شكر من ضحى على مر الزمان والمكان. هذه المظاهرات المشبوهة هدفها الواضح هو صرف الأنظار عن جرائم المحتل الصهيونى وعربدته، وتبييض وجه مجرم الحرب نتنياهو وعصابته، وتنفيذ تعليمات المدعو (خليل الحية) التى ألقاها بنفسه فى خطابه الأخير. جماعة الإخوان موجودة فى إسرائيل، ولكنهم صم بكم أمام أفعال مجرم الحرب نتنياهو التى تقصف وتُبيد وتجوع الفلسطينيين منذ أكثر من عامين. هذا الكيان المشبوه والمسمى بـ«الحركة الإسلامية فى إسرائيل» أسسه الشيخ عبد الله نمر عام 1971 على خطى حسن البنا، ودخلوا الكنيست بأعضاء فى كل دوراته، وشاركوا بحكومة نفتالى بينيت، زعيم الصهيونية الدينية وأحد مهندسى الاستيطان، وكانوا رمانة الميزان التى قامت عليها الحكومة اليمينية، فى الوقت الذى رفضت فيه الكتل العربية الأخرى أن تلعب دور ورقة التوت التى تستر عورة الأحزاب «اليهودية» اليمينية المتشددة الإسرائيلية. والسؤال: لماذا يصمت الإخوان عن المجازر التى ترتكب طوال الحرب على غزة؟ هذا السؤال يجب أن يوجه لشيوخ تل أبيب الذين يدعون إلى التظاهر أمام السفارة المصرية، وكان أولى بهم الدعوة للتظاهر أمام الكنيست أو قيادات وزارة «الدفاع» الإسرائيلية، وكذلك تصريحات خليل الحية الذى يتهم مصر بينما هو «يناضل من الغرف المكيفة فى الخارج» ويكذب على الشعب الفلسطينى المنكوب ويتلاعب بمشاعر السذج. الحقائق معروفة دوليًا وعربيًا: إسرائيل هى من تمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، بينما مصر وحكومتها كانوا فى الصفوف الأولى لدعم الفلسطينيين عربيًا ودوليًا. وإلى هذا الكيان اللقيط: «كفاكم كذبًا وافتراءً، وأين كانت أصواتكم طوال عامين أو أكثر من الإبادة الجماعية فى غزة؟»، فمصر كانت فى المحافل الدولية «تناطح الصخر» لوقف المجازر، بينما أنتم صامتون. ونكرر مرة أخري: لماذا لا يتظاهر هؤلاء أمام المؤسسات الصهيونية أو وزارة الدفاع الإسرائيلية للتنديد بجرائم الاحتلال فى غزة والضفة الغربية، بدلًا من مهاجمة مصر التى قدمت التضحيات الجسام منذ نكبة 1948 حتى اليوم؟ مصر بصمودها وتضحياتها لا يمكن ابتزازها أو المزايدة على مواقفها النقية الطاهرة، أما هؤلاء الذين يكذبون ويشوهون الحقائق سيجدون أنفسهم فى «خندق العدو الغاشم»، ومصيرهم سيكون «فى مزبلة التاريخ، كمصير كل الخونة والعملاء، وإن غدًا لناظره قريب».