شدد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى على ضرورة وقف التصعيد وإنهاء الحرب على غزة ودعم الشعب الفلسطينى وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وقال إن مصر تقوم بجهود كبيرة من أجل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، وستظل بوابة لدخول المساعدات لشعب فلسطين وليست بوابة لتهجيره.
وأضاف الرئيس السيسى – فى مؤتمر صحفى مشترك مع رئيس فيتنام لوونج كوونج بقصر الاتحادية أمس أن الحرب على غزة لم تعد لتحقيق أهداف سياسية وإطلاق سراح الرهائن، بل تجاوزت أى منطق أو مبرر، وأصبحت حرب تجويع وإبادة جماعية وتصفية للقضية الفلسطينية .
ولفت إلى أن الضمير الإنسانى يقف متفرجا على ما يحدث فى قطاع غزة، منوها إلى الجهود المصرية لإدخال المساعدات للشعب الفلسطيني، وأن أكثر من 70 ٪ من المساعدات خلال الفترة الماضية تقوم مصر على تقديمها، ولم تتخل يوما عن دورها الداعم لشعب فلسطين.
وقال السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى «إن الحرب الدائرة فى قطاع غزة لم تعد حربا لتحقيق أهداف سياسية أو إطلاق سراح رهائن فقط، ولكن تجاوزت هذه الحرب منذ زمن، أى منطق أو مبرر وأصبحت حربا للتجويع والإبادة الجماعية وأيضا تصفية القضية الفلسطينية».
وتابع الرئيس السيسى «إن حياة الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة والضفة الغربية أيضا تُستخدم الآن كورقة سياسية للمساومة، وأن الضمير الإنسانى والمجتمع الدولى يقف متفرجا على ما يحدث فى القطاع».
ولفت الرئيس السيسى إلى أن الفترة الماضية، شهدت حديثًا كثيرًا حول الدور المصرى فيما يخص إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، مشيرا إلى أن القطاع يرتبط مع إسرائيل بخمسة منافذ بالإضافة إلى منفذ رفح البرى الذى لم يتم إغلاقه أثناء الحرب على غزة وقبل ذلك.
وأضاف السيسى أن دور مصر كان دوما محاولة لعدم اشتعال الموقف فى قطاع غزة، ويعمل على تهدئة أى اقتتال محتمل بين القطاع وإسرائيل، لأن مصر كان لديها تقدير أن أى اقتتال سيكون له تأثير مدمر على القطاع بشكل أو بآخر، لافتا إلى أن الجهود المصرية لعبت دورا إيجابيا وفاعلا من أجل وقف الحرب على غزة.
وأوضح أن مصر تقوم بهذه الجهود الإيجابية منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى الآن، من أجل إيقاف الحرب وإدخال المساعدات، وإطلاق سراح الرهائن والأسري.
وأعرب الرئيس السيسى عن استغرابه مما تردد بشأن منع مصر إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، قائلا: «إن ما تردد بشأن معبر رفح وأن مصر تمنع إدخال المساعدات للقطاع هو إفلاس وكلام غريب جدًا وأن الجانب المصرى من المعبر لم يُغلق، وتم تدمير الجانب الفلسطينى من المعبر أربع مرات أثناء هذه الحرب، وقامت مصر بإصلاحه وترميمه، حتى سيطرت القوات الإسرائيلية على الجانب الآخر من المعبر».
وتابع «المعبر كان يُدخل المساعدات طالما لا توجد قوات إسرائيلية متمركزة على الجزء الخاص بالجانب الفلسطينى منه، وهذه هى القضية، لافتا إلى أن مصر عندما تبذل جهودا مع الشركاء فى قطر والولايات المتحدة الأمريكية فإن الهدف من ذلك يكون إيقاف الحرب وإدخال المساعدات والإفراج عن الرهائن»، مؤكدا أن هذا الدور مستمر ولم ينته.
وقال السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، «إن هناك أكثر من 5 آلاف شاحنة على الأراضى المصرية محملة بالمساعدات سواء من مصر أو من دول أخرى تنتظر الدخول لقطاع غزة».
وأضاف السيسى «أن أكثر من 70 ٪ من المساعدات التى يتم تقديمها للقطاع خلال الـ21 شهرا الماضية كانت تقدمها مصر، وليست هذه هى القضية، ولكن المهم أن يتم إدخال أكبر قدر من المساعدات لأشقائنا الفلسطينيين، وهذا بسبب الإبادة الممنهجة فى القطاع، لتصفية القضية الفلسطينية».
وجدد الرئيس السيسى نداءه للعالم كله وللأوروبيين وللرئيس الأمريكى دونالد ترامب من أجل وقف الحرب وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، مشيرا إلى أنه قبل الحرب كان يدخل من مصر يوميا 600 – 700 شاحنة محملة بالأغذية والمواد المطلوبة لإعاشة 2.3 مليون فلسطيني، ولكم أن تتصوروا أنه تم تقليل هذه المساعدات إلى الصفر، والوضع الذى ترونه فى القطاع الآن ناجم عن ذلك».
وأكد أن مصر لم تتخل يوما عن دورها فى إدخال المساعدات، ولم تشارك فى حصار قطاع غزة كما يزعمون، هذا أمر خطير، ومن المهم أن يعلم الجميع فى العالم وليس فى مصر فقط، أن هذا «إفلاس» ممن يطلقون هذه الادعاءات ضد مصر.
وأعرب الرئيس السيسى عن استعداد مصر لإدخال المزيد من المساعدات من أجل إغاثة الشعب الفلسطيني، داعيا إلى بذل كل الجهود من أجل وقف الحرب.
وقال السيسى «إن التاريخ سيتوقف كثيرا ويحاسب ويحاكم أشخاصا ودولا كثيرة على موقفها من الحرب على غزة، ولن يظل الضمير الإنسانى صامتا بهذه الطريقة، وستظل مصر دوما بوابة لدخول المساعدات وليست بوابة لتهجير الشعب الفلسطيني، فهذا كان موقفنا فى 7 أكتوبر 2023 ومازال موقفنا واضحا، ونحن مستعدون لإدخال المساعدات فى كل وقت، ولكن غير مستعدين لتهجير الفلسطينيين من أرضهم».
وأضاف الرئيس أن هناك من له هدف آخر، هو تشتيت الانتباه عن المسئول الفعلى عن الوضع المأساوى الفلسطيني، وأحذر كما حذرت سابقا من استمرار هذا الوضع.
وثمن الرئيس السيسى الموقف الفيتنامى الثابت والداعم لحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة، والموقف المشترك الرافض لتهجير الفلسطينيين من أرضهم والداعى إلى وقف إطلاق النار بشكل فورى فى قطاع غزة والبدء فى إعادة الإعمار وصولا إلى حل شامل ودائم يستند إلى مبادئ الشرعية الدولية ويضمن الأمن والاستقرار فى المنطقة.
وجدد الرئيس السيسى ترحيبه بالرئيس الفيتنامى لوونج كوونج، معربا عن أمله فى أن تكون زيارته لمصر حلقة مهمة فى مسيرة تعزيز العلاقات بين بلدينا الصديقين، متمنيا للرئيس والشعب الفيتنامى المزيد من التقدم والازدهار.
وأعلن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، عن ترفيع العلاقات مع فيتنام إلى مستوى «الشراكة الشاملة» القائمة على التعاون المشترك فى كافة المجالات، خاصة الزراعة والتصنيع والتجارة والاستثمار، اعتمادا على الجهود الحكومية وجهود القطاع الخاص جنبا إلى جنب بما يساهم فى تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية لدى البلدين.
وقال الرئيس السيسى إن زيارة رئيس فيتنام إلى مصر تأتى تتويجا للجهود التى تم بذلها خلال الفترة الماضية من أجل الارتقاء بالعلاقات الثنائية الممتدة لعقود بين البلدين والتى شهدت دائما تنسيقا متميزا على كافة المستويات من أجل تحقيق الأهداف المشتركة لشعبينا، وهو ما أسفر عن زيادة تقارب المواقف إزاء القضايا السياسية التى تهم البلدين على الصعيدين الإقليمى والدولي.
وأضاف «شهدنا اليوم توقيع مذكرتى تفاهم بين مصر وفيتنام فى مجالى التنمية المحلية والاقتصادية، وقد توافقت رؤانا على أن الإمكانيات التى تتوافر فى بلدينا لم تستغل بالكامل بعد، وأنه يتعين علينا الاستفادة من الزخم الذى تشهده العلاقات الثنائية فى تعزيز وتوطيد علاقتنا الاقتصادية، بما يحقق مصلحة بلدينا وشعبينا، حيث يمكن أن تمثل مصر نافذة لفيتنام على منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا على ضوء ارتباطها بالعديد من اتفاقيات التجارة الحرة مع هذه المناطق، وكذلك الحال بالنسبة لفيتنام حيث يمكن أن تمثل نافذة لمصر إلى دول جنوب شرق آسيا».
وأوضح الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن مباحثاته مع نظيره الفيتنامى أكدت أهمية تكثيف التنسيق لوضع آليات مناسبة لزيادة حجم التعاون والتبادل التجارى بين البلدين، فضلا عن تعزيز التعاون الاستثمارى وتطوير التعاون فى المجالات ذات الأولوية ولا سيما البنية التحتية وتكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمى واستكشاف آفاق جديدة تشمل الاستزراع السمكى والمنسوجات والملابس الجاهزة بالإضافة إلى الأجهزة الكهربائية والأسمدة والمنتجات الغذائية والمواد الكيميائية والأدوية والطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية.
ولفت الرئيس السيسى، إلى أنه إلى جانب العلاقات الاقتصادية تناولت المباحثات أهمية تعزيز الروابط الشعبية والثقافية بين البلدين، حيث تم الاتفاق على تنفيذ مذكرات التفاهم الموقعة حول تنمية المحليات واتفاقيات التعاون الأخرى بين المدن، وتنظيم فعاليات الترويج الثقافي.
وقال السيسى إننى والرئيس الفيتنامى أكدنا خلال المباحثات، الاهتمام بالتعاون فى مجال الترويج السياحى وجذب السائحين من كلا البلدين، فضلا عن مواصلة التعاون فى المجالات المختلفة بقطاع التعليم لاسيما من خلال المنح المقدمة من وزارة التعليم العالى أو جامعة الأزهر للطلبة الفيتناميين.
لو ونج كو ونج :
نقدر جهود مصر لإنهاء الصراع فى غزة .. وندعم حل الدولتين
أعرب رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية «لو ونج كو ونج» عن تقدير بلاده الكبير لجهود ووساطة مصر من أجل إنهاء الصراع فى قطاع غزة، مؤكدًا موقف فيتنام الثابت بدعم حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك وفقًا للشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي.
قال الرئيس الفيتنامي- خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى بقصر الاتحادية أمس- إن بلاده تسعى إلى تطوير العلاقات الثنائية مع مصر وزيادة التعاون الاقتصادى بين البلدين، منوها بأن لقاءه مع الرئيس السيسى كان ناجحا للغاية حيث تم الاتفاق على الاتجاهات الرئيسية لمزيد من تعزيز العلاقات السياسية والارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى شراكة شاملة تعكس حجم العلاقات بين البلدين فى العصر الجديد وتتمتع بثقة سياسية أكبر فى جميع المستويات وفى مجالات تعاون أوسع وأكثر فعالية خاصة فى مجالات الاقتصادية والثقافية والعلوم والتكنولوجيا والتربية والتعليم.
وشدد على أن التعاون الاقتصادى هو الأهم والأساس لدفع العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيرا إلى أن هناك إمكانيات كبيرة لتعزيز التعاون فى المجال الاقتصادي، وقال «اتفقنا على استهداف حجم التبادل التجارى بقيمة مليار دولار أمريكى فى الفترة المقبلة، وعلى تقديم تسهيلات ودراسة إمكانية فتح سوق أمام بعض المنتجات الزراعية لكلا البلدين».
وأضاف رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية «اتفقنا أيضا على مواصلة تعزيز علاقات الصداقة الثنائية والدعم والمساعدة المتبادلة للتطور معا من أجل تحقيق الازدهار لشعبى البلدين، كما اتقفنا على استمرار الزيارات والاتصالات رفيعة المستوى والتنسيق والتنفيذ الفعال لآليات التعاون القائمة والنظر فى إنشاء لجان فرعية متخصصة فى مجالات ذات اهتمام مشترك».
وتابع أن المباحثات مع الرئيس السيسى تناولت مناقشة مزيد من تبادل المعلومات عن فرص الاستثمار وتقديم التسهيلات لشركات البلدين للمشاركة فى مشروعات ذات الأولوية مثل الصناعة والمنسوجات والطاقة المتجددة وتكنولوجيا المعلومات.
وفيما يتعلق بالتعاون فى المحافل الدولية، أكد أنه تم الاتفاق على التنسيق الوثيق وتبادل المواقف بشأن القضايا الدولية والإقليمية فى محافل مثل الأمم المتحدة وحركة عدم الانحياز، كما ناقشنا القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك واتفقنا على تسوية النزاعات بالوسائل السلمية وعدم استخدام القوة أو تحريك استخدامها على أساس احترام القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة.
وأعرب الرئيس الفيتنامى عن تقدير بلاده العالى لدور الوساطة الذى تقوم به مصر لإنهاء الصراع فى قطاع غزة، مؤكدًا موقف فيتنام الثابت بدعم حل الدولتين، وقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك وفقًا للشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي.
وأشار إلى أنه تم إجراء مناقشات معمقة حول سبل تعزيز التعاون فى مجالات جديدة بما يتماشى مع احتياجات كل من فيتنام ومصر مثل العلوم والتكنولوجيا والابتكار، بالإضافة إلى التعاون فى قطاع السياحة وتسهيل عمل الشركات الفيتنامية فى مصر.
ورحب الرئيس الفيتنامى بتوقيع عدد من اتفاقات التعاون بين الجانبين فى مجالات التنمية المحلية والدفاع وحفظ السلام والتنمية الاقتصادية، مشددًا على ضرورة قيام الوزارات والجهات المعنية فى كلا البلدين بتنفيذ الاتفاقيات الموقعة، وكذلك التوجهات التى تم التوافق عليها مع الرئيس السيسي، بهدف تعزيز علاقات التعاون من أجل التنمية المشتركة.
الزعيمان يشهدان التوقيع على مذكرتى تفاهم
بمجالى التنمية المحلية والاقتصادية
شهد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الفيتنامى لوونج كوونج التوقيع على مذكرتى تفاهم فى مجالى التنمية المحلية والتنمية الاقتصادية.
جاء ذلك عقب استقبال الرئيس السيسى، أمس فى قصر الاتحادية، رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية لوونج كوونج، حيث جرت مراسم الاستقبال الرسمية، وتم عزف السلامين الوطنيين لمصر وفيتنام.
صرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية السفير محمد الشناوى بأن الرئيسين عقدا اجتماعاً مغلقاً، أعقبته جلسة مباحثات موسعة بمشاركة وفدى البلدين، حيث تباحث الجانبان حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وفيتنام والبناء على الزخم الذى تشهده العلاقات فى الفترة الأخيرة، خاصة فى المجالات السياسية، الاقتصادية، التجارية، الاستثمارية، والتعليمية والسياحية، كما عقدا مؤتمراً صحفياً عقب المباحثات، استعرضا خلاله نتائج المباحثات
