في تطور جديد لحادث وفاة الأشقاء الستة ووالدهم بقرية دلجا بصعيد محافظة المنيا، الذين لفظوا أنفاسهم في ظروف غامضة نتيجة التسمم “بمبيد حشري” في الطعام، قررت النيابة العامة، تحت إشراف المستشار محمد أبوكريشة، المحامي العام الأول، إيداع والدة الأطفال الضحايا مستشفى العباسية للصحة النفسية والعصبية لمدة شهر تحت الملاحظة والعلاج، بعد ثبوت عدم سلامة قواها النفسية والعقلية خلال التحقيقات. وتواصل الأجهزة الأمنية جهودها لكشف السر ومدى تورط والدة المجني عليهم والزوجة الثانية لرب الأسرة المتوفى في ارتكاب الجريمة من عدمه.
تضارب الأقوال
كشفت التحقيقات عدم اتزان الأم وتضارب أقوالها، حيث أكدت تناولها من نفس الطعام دون أن تصاب بأي شيء، مشيرة إلى وجود مرارة في الخبز الذي أحضرته الزوجة الثانية. ودافعت الزوجة الثانية عن نفسها بأنها أكلت منه وأرسلته لوالدي زوجها دون أن يتعرضوا لأي شيء. وبسؤال أسرة والدة الأطفال، أكدوا أنها كانت تُعالج نفسيًا خلال فترة طلاقها وحتى عودتها لزوجها الضحية وأولادهما الستة عقب عيد الفطر المبارك الماضي، بعد خمس سنوات من الانفصال. وقررت النيابة عرضها على طبيب أمراض نفسية وعصبية بمستشفى المنيا، الذي أكد في تقريره أنها تعاني من أحد الأمراض النفسية والعقلية، وتمثل خطورة على نفسها وعلى الآخرين، وتحتاج إلى الإيداع بالمستشفى لتلقي العلاج.

الزوجة الثانية
في الوقت نفسه، يجري التحقيق مع الزوجة الثانية في محاولة لحل لغز الحادث الذي مر عليه ما يقرب من شهر، حتى لا يضيع دم الضحايا هدرًا في هذه الجريمة التي هزت الرأي العام وجميع أهالي البلدة طوال الفترة الماضية حزنًا على الصغار الأبرياء، زهور وملائكة الجنة، الذين انتهت حياتهم بلا ذنب مع والدهم. ولم ينجُ سوى الزوجة الأولى “وضرتها” الثانية، التي قررت أنها كانت ترعى أطفال زوجها الخمسة من زوجته الأولى طوال فترة انفصاله عنها، وكان لديها الطفل الأصغر فقط. ونفت في نبرات حزينة علاقتها بالجريمة التي تثير الشكوك والشبهات حول كل من تربطه علاقة بالأسرة، مؤكدة أن الحقيقة ستظهر لينال المتهم عقابه، مشيرة إلى أنها كانت تعامل الأطفال الضحايا كأبناء لها، ولم تقصر في حقهم يومًا حتى حدثت تلك الكارثة.
جهود أمنية
تواصل الأجهزة الأمنية وتحقيقات النيابة عملها لبيان كيفية وصول المادة السامة إلى الطعام الذي تناوله الضحايا السبعة، بعدما تبين بالفحص المعملي من خلال الطبيب الشرعي أن آثار المادة السامة كانت موجودة ببقايا الطعام في معدة الأطفال الثلاثة الذين توفوا في بداية الإصابة. وتم استخراج جثامينهم وإخضاعها للتشريح والفحص تنفيذًا لقرار النيابة، وتبين وجود آثار للخبز في بقايا الطعام، وأثبت التقرير أن المادة السامة الموجودة في أمعاء الأطفال هي بقايا “كلورفينابير- Chlorfenapyr”، والذي يستخدم في القضاء على الآفات الزراعية للطماطم بعد تخفيفه بالماء، كما يستخدم أيضًا في مزارع الدواجن للقضاء على الحشرات. ولا يزال التحقيق مستمرًا.