محاولة مغرضة لصناعة أزمة بين البلدين الشقيقين
بين الحين والآخر تظهر أبواق مريبة ومنصات مشبوهة ولجان إلكترونية مأجورة ومسعورة تسعى بشتى الطرق لزعزعة العلاقات الصلبة بين مصر والسعودية، فى محاولة مغرضة لصناعة أزمة بين البلدين الشقيقين وإحداث فتنة على جميع المستويات الرسمية والشعبية.. إلا أن هذه المحاولات دائماً وأبداً تبوء بالفشل، لاصطدامها بجدار الثقة والمحبة والروابط الاخوية والتاريخية والعلاقات الوطيدة بين القاهرة والرياض.
من يتتبع تطورات العلاقات خلال العقود السابقة حتى اليوم، يتأكد أن الصداقة والاخوة مبدأ مقدس بين البلدين.. المواقف والأحداث دللت على صلابة العلاقات، بدءاً من العدوان الثلاثى على مصر، مروراً بحرب 67 ثم 73، حيث قرر العاهل السعودى الملك فيصل عليه رحمة الله استخدام سلاح البترول ضد الغرب حتى تنسحب إسرائيل إلى خطوط ما قبل يونيو 1967.. وتجلت العلاقة فى أبهى صورها فى 30 يونيو 2013، حين ساندت المملكة ثورة الشعب وقدمت دعماً سياسياً واقتصادياً لمصر.
>>>
ولعل التطور الكبير فى علاقات البلدين عقب ثورة 30 يونيو بفضل التفاهم المشترك بين الرئيس عبدالفتاح السيسى وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولى عهده الأمير محمد بن سلمان ساهم فى تحقيق نقلات نوعية متميزة بين مصر والمملكة، ونجحت رؤية الزعيمين فى وضع البلدين كقوتين عربيتين فاعلتين فى مجريات الأحداث إقليمياً ودولياً.
إن التقارب المصري- السعودى ليس خياراً، بل ضرورة إستراتيجية تفرضها طبيعة التحديات الراهنة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والأوضاع فى ليبيا وسوريا والسودان واليمن والتصدى للتدخلات الخارجية فى شئون الدول العربية، فضلاً عن التحديات الاقتصادية العالمية التى تتطلب تنسيقاً أكبر بين العواصم الكبرى فى العالم العربى.
>> خلاصة الكلام:
ستبقى القاهرة والرياض يداً واحدة من أجل مستقبل الأمة ومصالحها وأمنها القومى، الذى يتعرض لمخاطر محدقة يتطلب كل تحرك عربى مشترك فاعل ومسئول، يحفظ لهذه الأمة حقها ويصون أمنها ومقدرات شعوبها.
علاقات البلدين مثال يحتذى به فى الكثير من المجالات، سواء السياسية والاقتصادية والعسكرية والتجارية والصناعية والطبية، فضلاً عن العلاقات الثقافية والدينية.
العلاقات المتميزة بين البلدين تعتبر نموذجاً لما يفترض أن تكون عليه العلاقات بين الدول العربية، خاصة فى هذه الظروف والتطورات المتلاحقة فى المنطقة وما تطرحه من آثار سلبية تحتاج تكاتفاً عربياً وتنسيقاً مشتركاً بين الدول العربية لمواجهة التحديات والمخاطر، حتى تحيا الأمة العربية وشعوبها العظيمة.