وصل رئيس مجلس النواب الأمريكي، مايك جونسون، إلى تل أبيب فى أول زيارة رسمية له منذ توليه منصبه، وفقًا لما أوردته صحيفة «جويش إنسايدر. ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع قوله إنَّ جونسون لن يُلقى كلمة أمام الكنيست.
يأتى هذا فى الوقت الذى تتسع فيه حدة الخلاف فى الداخل الاسرائيلى حول الحرب فى غزة، اذ نشبت خلافات حادة بين المستوى السياسى والعسكرى بحسب ما كشفته قناة «14» الإسرائيلية التى أكدت أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تدرس عدة خيارات حول مستقبل الحرب بغزة.. وهذا ما سيتم بحثه فى جلسة الكابينت اليوم الثلاثاء.
وبحسب القناة فإن أول هذه الخيارات هو شن عملية عسكرية جديدة، بهدف زيادة الضغط لانتزاع تنازلات فى ملف المحتجزين .أما الخيار الثانى فيتمحور حول تطويق المعسكرات الرئيسة لحماس فى القطاع، ضمن تحرك تكتيكى محدود وهو ما قد يواجه تحديات تتعلق باستمرار إدخال المساعدات الإنسانية.
والخيار الثالث يتمثل بشن عملية اجتياح برى شاملة للقطاع، بما فى ذلك مناطق لم تدخلها القوات الإسرائيلية سابقاً.
وكشفت القناة أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، أكد أن الأسبوع الحالى سيكون حاسماً فى تحديد ما إذا كانت صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس ستتم. ووفق القناة فإن تصريحات زامير جاءت وسط حالة من التباين داخل الكابينت. وأضافت أن عددا من الوزراء يؤيدون تنفيذ عملية اجتياح برى شامل للقطاع.
بينما يعارض زامير هذا التوجه ويفضّل تنفيذ عملية محدودة تستهدف الضغط على حماس من دون الانجرار إلى معركة مفتوحة.
وذكرت الصحيفة أن المؤسسة الأمنية والعسكرية فى إسرائيل تؤكد ضرورة اتخاذ قرار سريع وواضح ينهى حالة التردد داخل القيادة السياسية، بشأن كيفية إنهاء الحرب أو حسمها عسكرياً.
فى الوقت نفسه حذّر زامير المستوى السياسى من خطورة تآكل قدرات الجيش إذا بقى طويلا فى غزة، وفق ما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي. وطالب رئيس الأركان المستوى السياسى بإيضاح موقف الجيش بغزة، معربا عن رفضه لاحتلال غزة بالكامل والبقاء على عمليات تطويق واستنزاف. كما اعتبر زامير أن البقاء فى غزة يعنى استنزاف الجيش وتقديم خدمة لحماس، مؤكدا أن الجيش مستعد لصفقة الرهائن بأى ثمن.
فى الوقت نفسه، دعا 550 من المسئولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين، وبينهم رؤساء سابقون لأجهزة الاستخبارات، الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى الضغط على رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، من أجل وضع حد للحرب فى قطاع غزة.
وجاء فى رسالة مفتوحة لحركة «قادة من أجل أمن إسرائيل» وزعت على الإعلام أمس: «رأيُنا المهنى أن حماس لم تعد تشكل تهديدا إستراتيجيا لإسرائيل»، مع دعوة ترامب إلى «توجيه» قرارات الحكومة والمطالبة بـ«وقف الحرب فى غزة».
وقال الرئيس السابق لجهاز الأمن العام (الشاباك)، عامى أيالون، وهو أحد الموقعين على الرسالة «فى البداية كانت هذه الحرب حرباً عادلة، دفاعية، لكن عندما حققنا جميع الأهداف العسكرية، لم تعد هذه الحرب عادلة… إنها تودى بإسرائيل إلى فقدان أمنها وهويتها».
من جانبه، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إنه حان الوقت لإنهاء حرب غزة وإعادة المحتجزين. وأضاف «لابيد»، أن القتال فى غزة أصبح بلا جدوى والقيادة السياسية تجرنا إلى حرب أبدية، بحسب القناة 13 الإسرائيلية.
من جانبها نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أنه «من خلال النقاشات مع واشنطن، تتبلور قناعة بأن حماس غير معنية بالتوصل إلى صفقة»، مضيفة أن «ذلك ما يدفع نتنياهو نحو مواصلة العمل على تحرير المحتجزين عسكريًا، بجانب إدخال مساعدات إنسانية إلى المناطق الواقعة خارج مناطق القتال، وبقدر الإمكان إلى مناطق تقع خارج سيطرة حماس».
أمام إصرار نتنياهو على خطة التوسع، أثارت هذه التوجهات مخاوف جدية لدى المنظومة الأمنية بشأن سلامة المحتجزين الإسرائيليين، وفقًا لما نقلته القناتان 12 و13.
وإثر هذه المخاوف، قرر جيش الاحتلال إعداد خطط بديلة وعرضها على المستوى السياسى لتنفيذ عمليات مركزة ومحدودة فى مدينة غزة والمحافظة الوسطي، فى محاولة لثنى نتنياهو عن خطة التوسع الشاملة، حسب القناتين الإسرائيليتين.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن الجيش لن يعمل فى أى مكان يُعتقد أن فيه محتجزين إسرائيليين ولو باحتمال صغير، بينما كشفت القناة 13 أن زامير أكد فى محادثات مغلقة رفضه الموافقة على أى عملية تُعرّض حياة المحتجزين للخطر، ما يشير إلى إمكانية حدوث مواجهة بين الجيش والحكومة، نتيجة للخلاف حول هذه المسألة الحساسة.