في خطوة تعكس التوجه الوطني نحو التكامل بين مؤسسات الدولة، وتعزيز الجهود لمكافحة الأمراض المتوطنة، عقد معهد تيودور بلهارس للأبحاث تحت رعاية الأستاذ الدكتور أحمد عبد العزيز القائم بأعمال مدير المعهد ورئيس مجلس الإدارة، دورة تدريبية متقدمة بعنوان: “تعزيز القدرات التشخيصية لداء البلهارسيا”، نظمها مركز التعاون مع منظمة الصحة العالمية بالمعهد برئاسة أ.د. هاجر فتحي عبد المقصود، وبالتنسيق مع الإدارة العامة للأمراض المدارية بوزارة الصحة. وذلك في إطار التعاون المثمر بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الصحة والسكان، وضمن الدور الرائد الذي يقوم به المعهد في خدمة الصحة العامة ودعم البرامج القومية لمكافحة الأمراض المدارية.
تهدف الدورة إلى رفع كفاءة الكوادر الطبية المتخصصة، من أطباء وكيميائيين، في التعامل مع مرض البلهارسيا، من خلال التدريب على أحدث الوسائل التشخيصية وتقنيات الكشف عن الطفيليات المسببة للمرض، إلى جانب عرض مستجدات أساليب المكافحة والبروتوكولات العلاجية المحدثة والمُوصى بها دوليًا.
وتضمن البرنامج التدريبي عددًا من المحاضرات العلمية وورش العمل التطبيقية، بالإضافة إلى جولة ميدانية داخل معامل وأقسام المعهد، للتدريب العملي على استخدام الأجهزة والتقنيات الحديثة في تشخيص الطفيليات المسببة للمرض والتوصل لأحدث طرق المكافحة، مما يسهم في رفع كفاءة المشاركين وإثراء معرفتهم في الجوانب النظرية والعملية، وتعزيز قدرتهم على التعامل مع هذا المرض المتوطن.
شارك في تقديم البرنامج التدريبي نخبة متميزة من أعضاء الهيئة البحثية المتخصصين من مختلف أقسام المعهد، مما أضفى على الدورة قيمة علمية رفيعة وتنوعًا معرفيًا شاملاً. وقد شهدت فعاليات الدورة تفاعلًا كبيرًا من المشاركين، تخللها نقاشات علمية بنّاءة وتطبيقات عملية مكثفة، ساهمت في تعميق الفهم وتعزيز إستفادة المتدربين على المستويين النظري والعملي.
وفي تصريح للدكتور أحمد عبد العزيز مدير المعهد، أكد أن تنظيم مثل هذه الدورات التدريبية المتقدمة يأتي في إطار المسؤولية الوطنية والعلمية التي يقوم بها معهد تيودور بلهارس، كمؤسسة بحثية عريقة متخصصة في أمراض الكبد والطفيليات، مشيرًا إلى أن المعهد يسعى دائمًا إلى دعم برامج الصحة العامة بالتعاون مع الجهات المعنية، وفي مقدمتها وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، بما يعزز من قدرات الدولة في التصدي للأمراض المدارية المتوطنة.
تأتي هذه الدورة في إطار جهود معهد تيودور بلهارس لتعزيز التعاون مع منظمة الصحة العالمية، ودعم إستراتيجية وزارة الصحة في القضاء على الأمراض المدارية المهملة، وفي مقدمتها داء البلهارسيا. كما تجسد الدورة نموذجًا فعّالًا للتكامل المؤسسي في القطاع الصحي، وتأكيدًا على أهمية التدريب المستمر للكوادر الطبية، ضمن رؤية وطنية تستهدف الإرتقاء بمنظومة الرعاية الصحية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال بناء قدرات مهنية قادرة على مواجهة التحديات الصحية بفعالية.
