حملات مستمرة لضبط «البلوجرز» و«التيك توكرز» المروجين للفسق والفجور والتفاهة
دعم شعبى لجهود أجهزة الأمن ومطالبات بعقوبات رادعة .. ودراسة إغلاق الـ «تيك توك»
السقوط ليس فقط عسكرياً أو اقتصادياً، فالسقوط الأخلاقى هو الأخطر والأسوأ، تدمير المجتمع فى قيمه وأخلاقياته أصبح أحد الأسلحة الكارثية التى توجه إلى الدول، والبلوجرز والتيك توكر أحد هذه الأدوات، ليس بالضرورة أن يكونوا موجهين وإنما يكفى أن تفتح لهم المساحة وتزداد نسبة المشاهدة لما يبثونه من محتوى هابط ومتدنٍ أخلاقياً حتى يتحقق الهدف، وبدلاً من الحديث عن الأخلاق والبناء والوعى يصبح المشهد العام رقصاً وعرياً وجنساً وفجوراً وتفاهات، هذا ما يملأ التيك توك الآن، مشاهد لا تراعى أى قيم للمجتمع وتدمر كل الأخلاقيات الأسرية والمجتمعية.
ظاهرة البلوجرز أصبحت خطراً واقعاً نعيشه جميعاً، عشرات الآلاف من مواقع وفيديوهات التيك توك بمضمونها الهابط وألفاظها الخارجة والقبح الذى تقدمه خارج أى ثوابت، كثير منها خارجى والبعض مصرى يحظى بنسب مشاهدات عالية مما جعله ظاهرة خطيرة تهدد بوضوح قيم المجتمع خاصة وأنها تخطت الحدود فى الألفاظ والمشاهد.
ولذلك كانت حملة وزارة الداخلية لضبط من يديرون هذه الصفحات والمواقع فى وقتها، تعاملت الداخلية بحسم مع مروجى هذا المحتوى الساقط حفاظاً على المجتمع، وألقت القبض على عدد من البلوجرز أصحاب المحتوى الهدام، ورغم أن ما فعلته الداخلية يحقق مصلحة المجتمع حاول البعض إطلاق أكاذيب ضد هذا الجهد الكبير من الداخلية، لكن الغالبية من المصريين أكدوا مساندتهم الداخلية ودعمهم لإجراءاتها المستمرة والحاسمة، وتصديها القوى لتلك الظاهرة الخطيرة، بل وطالب كثيرون بدراسة إمكانية اتخاذ إجراءات لغلق التيك توك فى مصر طالما أنه أصبح نافذة لنشر الفجور والفسق وتهديد قيم المجتمع وأخلاقيات الأسرة.
أكد خبراء علم النفس والامن والتربية أن البلوجر ينشرون الإرهاب الأخلاقى فى المجتمع وأنهم بمثابة فصيل تخريبى يشبه الإخوان فى منهجهم، مطالبين المجتمع الذى تصدى لإرهاب الإخوان أن يكرر التضامن مرة ثانية ضد البلوجر الذى خرجوا عن السيطرة بسبب رغبات الكسب السريع والثراء الفاحش.
طالب الدكتور جمال فرويز – استشارى الطب النفسى – سرعة إغلاق هذه التطبيقات الهدامة الخاربة للعقول فهم مثل الإخوان يجب تظهير المجتمع من هذه العناصر الإرهابية التى تهدف تدمير عقول الشباب لأن القادم أسوأ إذا لم ننتبه لخطورة الموقف مع مزيد من التوعية بتربية أجيال ثقافية تعى خطورة الموقف ومخاطر حروب الجيلين الرابع والخامس الهدامة المخربة للعقول.
فيما أوضح د. حسن شحاته ـ الخبير التربوى وأستاذ المناهج وطرق التدريس جامعة عين شمس أنه فى إطار الحرية فى التعبير والتفكير التى تعيشها مصر، أصبح التيك توك متنفسا للجميع دون تمييز، وسيطا متاحا أمام الجميع للتفكير وللتعبير، وجاء المحتوى فى قليل من الأحيان مفيدا ونافعا بتقديم خبرات وأفكار ملتزمة وإيجابية، بينما جاء المحتوى فى كثير من الأوقات متدنيا هابطا سلبيا تبدو فيه فوضى وإسفاف بل وخروجا عن الإطار الأخلاقى والقانون، و تجد فيه تدنيا وتشويها وابتذالا وتلوثا أخلاقيًا لفئة من الأميين الراغبين فى الشهرة والأضواء، وهؤلاء. أصحاب الفكر الهابط يقتلهم الفراغ وتستهويهم الترندات لهابطة الكاذبة فى أحيان كثيرة.
مضيفًا أن الحرية قوامها المسئولية وإلا انقلبت إلى فوضى تعرض الناس للتصادم والتناحر والجدل العقيم والكذب والتدليس والتدنى الأخلاقي، فمن حقنا أن نعيش آمنين سالمين نحترم القانون ونحمى الأخلاق الوطنية ونحترم الحقوق والواجبات من أجل مجتمع آمن يقدر ويقدس القوانين السماوية والقوانين الوضعية على السواء.
اللواء فاروق المقرحى عضو مجلس الشورى و مساعد وزير الداخلية الأسبق أكد ترحيبه بما تقوم به الداخلية بإلقاء القبض على هذه العناصر لأن الأمور خرجت عن الحدود، وهؤلاء الأشخاص يسعون للحصول على المال بأى طريقة وبأى أسلوب، سواء أساء إليهم أو أساء للوطن أو أساء للناس، ونظراً لأن العقوبة اختيارية، ما بين الغرامة وما بين الحبس البسيط لأشهر عدة أو أيام عدة، أصبحوا يسعون إلى هذا الهدف، ويعودون إليه مرة أخري، وهنا وجب على المشرع أن يكون حازما وحاسما مع هؤلاء، لأنها أصبحت ظاهرة، وطالب باتخاذ إجراء حاسم وحازم وتشديد العقوبة مع تغليظ العقوبة بالحبس والغرامة معا، حتى تنتهى هذه الظاهرة الغريبة على مجتمعنا ووطنا العربى مطالبا بتقنين وضع ومحتوى هذا التطبيق مثل باقى الدول المتقدمة والشرق أوسطية لحماية عقول الأجيال القادمة و المحافظة على القيم والأخلاق من هذه الجريمة والكارثة المجتمعية.
فيما أشارت د. سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس إلى أهمية مواجهة هذه الظاهرة، مضيفة: أن المجتمع الآن يفتقد القدوة وهذا ما يجب الانتباه إليه وعلى وسائل الإعلام أن تراعى ذلك فيما تقدمه علمًا بأن هناك اتجاها مؤخرًا بتقديم دراما أعادت قيمة الأسرة و دور الأم وأصبحت تسلط الضوءعلى الإيجابيات والعادات والتقاليد القويمة، ولكن لا يزال الإسفاف والهابط من الدراما يقدم بادعاء نقل صورة واقعية دون النظر إلى أن ذلك يسئ لنا ولمجتمعنا، فالمرأة ومجتمعنا الشرقى الراقى بعاداته وتقاليده ليس كما يقدم بصورة سلبية سواء كان بالدراما أو التطبيقات الحديثة بالسوشيال ميديا مثل التيك توك، وهنا يجب انتفاض المجتمع على قلب رجل واحد بعودة تقديم محتوى هادف اجتماعيًا وسلوكيًا وليس منحطاً يدعو لكل ما هو مشوه لعاداتنا وتقاليدنا حماية لعقول أطفال،فالإنسان كائن مقلد بطبعه و يجب وضع النماذج المشرفة أمامه بتسليط وليس أمثال ما يثار بالتيك توك الآن أمور دخيلة على المجتمع تثرى العقول وتفيد المجتمع.
فيما طالبت د. هبة هاشم – أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية البنات جامعة عين شمس – مراقبة المحتوى الإلكترونى ومنع السلبى منه وهذا حق المجتمع، خاصة وأن هناك من مستخدميه من اتجهوا لجمع المال دون النظر لقيمة ما يقدم، وأصبح التعليم لديهم مجرد شهادة تُشرى بالمال، وهم قلة لا يمثلوا مجتمعنا المعروف بثقافته وتمسكه بعاداته وتقاليده التى يشهدها العالم ويفتخر بها وأنه زار مصر وصادق من مصر، فمصر أم الدنيا ومحط أطماع الكثير وعلينا الانتباه للخطر الأكبر وهو الحرب على مصر بطمس الهوية المصرية، وأرجعت هاشم المشكلة فى التقليد الأعمى ما بين هؤلاء التيك توكر خاصة الشباب منهم، الكاميرا متاحة والكل يبحث عن الربح والشهرة دون النظر للهدف، ولذلك فحملات الداخلية لوقف هذه الجريمة أمر ضرورى لحماية المجتمع من الفوضى الأخلاقية.