عندما كنا صغاراً درسنا ضم مادة التربية الوطنية.. الصيانة بمفهومها الشامل وفوائدها المضمونة للحفاظ على ممتلكاتنا ومواردنا وحماية حياتنا من الأخطار المفاجئة.. كان أستاذنا رحمه الله رجلاً واسع الأفق.. حلو الحديث.. صاحب قدرة على الاقناع.. يبدأ حديثه الشامل من الحديث النبوى الشريف «اماطة الأذى عن الطريق صدقة» ويتطرق بعدها موضحاً كيف ان الصيانة تطيل عمر المعدات والمنازل والسدود.. ألخ.. الافتراضى وتعزز الأمان العام والخاص.. الأمر الذى يتيح الفرصة والمجال لمزيد من البناء والإعمار.. وبالتالى تتواصل الحضارة والرفاهية والازدهار.
ومع مرور الأيام تعرفت أكثر إلى منظومة الصيانة تحت مظلة الحماية المدنية.. والاهتمام الحكومى والمجتمعى بتوفير آليات وكوادر متخصصة فى حماية المنشآت وجاهزية التشكيل عند اللزوم والأخطار.. مثل الحرائق والانهيارات وتداعيات السيول وغيرها -لا قدر الله-.. وفى مواجهات التحديات والعدوان الذى تعرض له الوطن الغالى تكاملت صلابة منظومة الدفاع المدنى.. وأدركت المؤسسات والهيئات والمصالح أهمية غرس مفهوم الحماية المدنية والصيانة.. وصاحبها حملات تفتيشية من الجهات المختصة للاطمئنان على توفير المعدات والكوادر.
وبالمقابل عززت الجهات الرقابية وحماية المستهلك مفردات توفير الصيانة المناسبة لكل الأدوات والآلات والأجهزة المستخدمة فى كامل المجالات.. بالاضافة إلى أقسام ومراكز الصيانة للمنتجات والمعدات وتوفر لها عنصر السرعة فى التلبية والتحرك.. والخدمة الجيدة.. وفوق ذلك التحديث المتواصل لجهاز الحماية المدنية بوزارة الداخلية.. والرجال الساهرون فى مواقعهم على أهمية الاستعداد.
كل هذه الاجراءات تتكامل مع الوعى المجتمعى الشامل.. سواء فى اكتشاف الخطر عند بدايته.. أو حسن التصرف لمحاصرته بأقصى سرعة.. وبالطبع التحرك السريع لفرق الطوارئ لمكان الحادث.. بعد تفعيل رقم هاتفى مختصر ورقم ساخن على مدى الـ24 ساعة.. وتتكامل هذه الجهود بالتنسيق والتحرك السريع فى مواجهة ما هو صدفة أو يأتى بحكم القدر.. ومن نجاح المواجهة وعودة الأمور لطبيعتها ينبغى دراسة الأسباب.. ومعالجة السلبيات.. لنقود منظومة الأمان.. وفى هذا المجال نؤكد بقوة على أولوية الصيانة.. الشاملة توعية وامكانات.. وحمى الله سبحانه مصر المحروسة من كل خطر.