الأمراض الموسمية حقيقة علمية.. فالحساسية تعشق الربيع، والاكتئاب يفضل الشتاء، ومتاعب الجهاز الهضمى تكثر صيفا.. هذا ما نعرفه، ولكن الجديد هو الصيف سيد الفصول من الناحية الصحية.. والشتاء موسم المتاعب النفسية والتنفسية.. الطريف أن العلماء حددوا عشرة أسباب أساسية ترد الاعتبار للصيف الذى ننتظره باعتباره موسم الأجازات، ولا نحبه باعتباره موسم المتاعب والشكوى المرة من الرطوبة والحرارة التى لا تحتمل وموسم الأمراض التى تبدأ بضربات الشمس والإنهاك الحرارى وتنتهى بالأمراض المعدية مرورا بالالتهابات الجلدية ومتاعب العيون. وعلى مسئولية العلماء والباحثين فإن الصيف أفضل فصول السنة فيما يتعلق بصحة الإنسان ونشاطه وحيويته.. كيف ولماذا؟
العلماء يؤكدون أن الأجواء المشمسة، تقدم الكثير من الفوائد للصحة والحياة البشرية، إذ يساعد ضوء الشمس فى تنظيم معظم العمليات الحيوية فى الجسم كما يساهم فى تحسين الصحة البدنية والنفسية ونوعية الحياة.
فقد أظهرت البحوث العلمية أن معدلات الوفاة من النوبات القلبية تكون أقل فى فصل الصيف مقارنة بالشتاء، كما كشف بحث أجرى فى بريطانيا على 11 ألف شخص ممن أصيبوا بنوبات قلبية على مدى تسع سنوات، أن معدل النجاة زاد بنسبة 19 ٪ إذا حدثت النوبة فى فصل الصيف.
وأوضح الأخصائيون أن المستويات العالية من فيتامين «د» الذى يحتاج إنتاجه فى الجسم أشعة الشمس، تلعب دورا وقائيا عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب، مشيرين إلى أن أشعة الشمس فوق البنفسجية مهمة أيضا عند ارتفاع مستوى الكوليسترول فى الدم لأنها تحوله إلى فيتامين «د»، لذلك فإن التعرض للشمس يمثل طريقة جيدة لتقليل مســتويات الكوليسترول، وبالتالى تقليـــل خطر الإصابة بالجلطــات القلبيــة والسـكتات الدماغيــة.. ولكن هذه الاســتفادة مشروطة بالتعرض لأشــعة الشمس باعتــدال وفى الأوقات التى يقل فيها النـوع الخطــر من الأشعة فوق البنفسجية.. وهى الصباح الباكر حتى العاشــرة صباحا.. وفترة ما قبل الغروب بحوالى ساعة أو ساعتين مع تجنب شمس منتصف النهار.
وبينت الدراسات أيضا أن ضوء الشمس يلعب دورا حيويا فى الوقاية من أنواع مختلفة من الأمراض المزمنة، إذ يزيد نقص فيتامين «د» الضرورى لامتصاص الكالسيوم فى الجسم، خطر الإصابة بهشاشة وترقق العظام، كما أظهرت عدة بحوث سابقة أن نمو الورم فى كل من سرطانات المبيض والثدى والأمعاء يقل عند التعرض للشمس.
وخلال الصيف يزيد الاقبال على تناول الخضراوات والفواكه، إذ يساعد الارتفاع فى درجات الحرارة وتوافر الفاكهة الصيفية بأنواعها المختلفة، فى الحصول على الكميات الموصى الثمار الطازجة يوميا.. مثل العنب والبطيخ والتين والبرقوق والكرز وغيرها الكثير، وكلها غنية بفيتامين «سى»، وتحتوى على مركبات نباتية ذات خصائص مضادة للأكسدة تعمل على تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة وأهمها السرطان، إضافة إلى دورها فى تنشيط جهاز المناعة وتخفيف الوزن لانخفاض محتواها من السعرات الحرارية.
ولفت العلماء إلى أن معدل استهلاك السعرات يكون أقل بشكل عام فى فصل الصيف، لأن زيادة درجة حرارة الجسم تضعف شهية الإنسان للأطعمة الدهنية والسكريات، بعكس الشتاء حيث يزداد الإقبال على تناولها طلبا للشعور بالدفء.
والتعرض لأشعة الشمس يحقق أثرا علاجيا على الجلد، وخاصة عند من يعانون من حب الشباب والصدفية والالتهابات الجلدية.. وهو ما يفسره الدكتور إيان وايت استشارى الامراض الجلدية فى مستشفى سانت توماس بلندن، بأن الكثير من الاضطرابات والأمراض الجلدية تنتج عن فرط حساسية الجهاز المناعى، وأشعة الشمس تقلل هذه الحساسية، مشيرا إلى أنه من الأفضل المشى تحت الشمس خلال الصباح الباكر أو بعد الظهيرة وقبل الغروب.
كما يعتبر الطقس الدافئ مفيدا للمرضى المصابين بالتهاب المفاصل، حيث يشعر الكثير منهم بالحيوية والقدرة على الحركة وانخفاض ملحوظ فى درجات الألم، خلال الصيف.