أتابع كما يتابع الكثيرون مظاهرات أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية أمام السفارات المصرية.. ولم أتعجب من هذه المظاهرات التى يشارك فيها الخونة أمام السفارات المصرية.. بدلا من التظاهر أمام السفارات الإسرائيلية والأمريكية.
إن مصر التى يتهمونها زورا بمحاصرة غزة هى أكثر دول العالم مساندة للقضية الفلسطينية منذ عام 1948.. وهى التى دخلت حروباً مباشرة مع اسرائيل بسبب القضية الفلسطينية.. وهى التى فقدت الآلاف من أبنائها.. وخسرت من اقتصادها مليارات الدولارات على مدار سنوات طويلة بسبب مساندتها للقضية الفلسطينية..
إن الشعب المصرى على الرغم من الصعوبات الاقتصادية.. وغلاء المعيشة لم يتوقف عن التبرع بقوافل المساعدات لغزة واهلها.
وعندما تقف مصر ورئيسها ضد تهجير الفلسطينيين من غزة حتى لا تساهم فى تصفية القضية الفلسطينية.. فهذا يعنى ان مصر لن تساهم فى تهجير الفلسطينيين من اراضيهم المتبقية لهم.. بعد استيلاء الاحتلال الإسرائيلى على معظم الأراضى الفلسطينية.. ويريد الآن ان ينقلهم الى أراضينا فى سيناء.. ظنا منه إن مصر وشـعبها يمكن ان يرضـخوا لرغباتهم أو أوهامهم..أو أوهام الدول الكبرى التى تساندهم.
ما فعله أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية من مظاهرات أمام عدد من السفارات المصرية لا يمكن إلا أن يوصف بالخيانة.. وهذا ليس بجديد على الجماعة الإرهابية.. واذا كانت حجتهم مناصرة القضية الفلسطينية وفك الحصار عن غزة.. فمصر لا تحاصر غزة.. وكان أولى بهم أن يتظاهروا أمام سفارات من يحاصر غزة.. أى أمام السفارات الإسرائيلية للاعتراض على سياسة النتنياهو بقتل كل أهل غزة بالسلاح.. وتفجير المساكن وتدمير المستشفيات والمدارس ومحطات المياه والكهرباء.. وتجويع أهل غزة.. والقضاء على كل امكانيات الحياة الادمية.. ألم ير من تظاهروا طوابيـر أهـالى غــزة فى محاولة للحصول على نقطة ماء او قطعة خبز أو حفنة من الدقيق.. ألم يشاهدوا كيف يهلل اهالى غزة للمساعدات ..وكيف يهللون لها عند وصولها بعد معاناة نتيجة تعنت جيش الاحتلال ونتنياهو فى دخول المساعدات.. ثم كيف يصرخون وهم يرون عصابات حماس تسرق المساعدات.
اننا فى مصر نناصر القضية الفلسطينية ونفتح أبوابنا لكل الجيران والاشقاء الذين يفرون من ديارهم وبلادهم بعد تدميرها.. ألم يشاهد هؤلاء الاحصائيات التى تشير الى وجود اكثــر من 10 ملايين لاجــئ فى مصـر.. أو كما يطــلق عليهــــم الســـيد الرئيس عبدالفتاح السيسى صفة «ضيوف» وليسوا لاجئين.. ويشاركوننا الحياة.. ويأكلون مما نأكل ويتلقون العلاج فى المستشفيات المصرية.. وأبناؤهم يتعلمون فى المدارس والجامعات المصرية.
وكل هذا وأكثر ومصر تواصل مشاريعها التنموية حتى تتمكن من توفير حياة كريمة للمواطنين بمختلف أنحاء الجمهورية.. ولا يهمنا من يقف معنا..ومن يقف ضدنا..أو من يقف على الحياد..أو من يتواصل مع الكيان الإسرائيلى من خلف ستار.. أو من فتح ابوابه للإسرائيليين للدخول إلى أراضيهم دون تأشيرة.. ويفرضها على المصريين..أو من سمح بتشغيل خطوط طيران مباشرة بين دولهم وتل ابيب.. أو من سمح للإسرائيليين بالاستثمار على أراضيهم.. أو من يستثمر فى تل ابيب.. كل هذا وأكثر لم يلفت نظر من يتظاهرون.. لأنهم اعتادوا على الخيانة التى يتوارثونها فى جماعة الإخوان الإرهابية.
إن مصر لن تهتز من هذه المظاهرات لاننا على يقين ان من يقف وراءها مكشوف للجميع.. وإذا كان من يقومون بالمظاهرات لم يروا الإبادة الجماعية التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى فى غزة.. لانهم ليسوا من أهل فلسطين.. بل هم من أهل الجماعة الإرهابية التى لا وطن لها.. ولو كانوا من أهل فلسطين فكان الأولى بهم أن يسعوا للوصول الى فلسطين للدفاع عن أرضهم.. ولا يتركوها ويعيشوا فى النعيم.. وفى مكان آمن.. ولا يرون ما تعرض ويتعرض له أهالينا فى غزة من إبادة جماعية.. فى حين يعيش من اعطى الذريعة الأولى للنتنياهو فى 7 أكتوبر 2023 بإطلاق الحرب فى غزة خارج حدود فلسطين..وقد بات واضحاً إن الكيان الإسرائيلى الذى صنعهم.. نجح فى استخدامهم وهم يعيشون فى حماية القواعد الأمريكية..فى الدول التى يعيشون فيها.. وينعمون بكل سبل الراحة والرفاهية والأمان.
إن هذه المظاهرات لن ترهبنا أو ترعبنا.. أو تدفعنا لتغيير موقفنا.. وستظل مصر رافضة لتهجير أهالى غزة.. وتصفية القضية الفلسطينية.. وستواصل السعى لتنفيذ خطة إعادة إعمار غزة.. دون تهجير أهلها.
وفى النهاية هناك تساؤل يطرح نفسه: 22 شهرا من القمع والقتل والتدمير والتجويع ولم نر لكم مظاهرة واحدة ضد اسرائيل او حلفائها أين كنتم ياخونة؟.. وتحيا مصر.