تقف شعوب العالم الآن وهى تمصمص الشفاه فى حسرة وألم وهى تشهد ما يحدث فى غزة وسط حالة من الصمت المريب من جانب ساسة العالم ورؤسائه لا تحرك ساكناً على ما يحدث فى «غزة» التى صارت بمثابة حفرة من حفر النار يتلوى فيها الأطفال والنساء الرجال والعجائز.. يقف العالم صامتاً عاجزاً معلناً عن فشله فى وقف تلك المجزرة الإنسانية التى تحطمت على صخرة الحرب فى غزة مما دفع رئيس منظمة الصليب الأحمر «ميرنا سولباريتش» إلى الإعلان عن إخفاق وفشل الإنسانية وهى تشاهد أهوال الحرب فى «غزة».. أكدت «سولباريتش» على أن ما يحدث قد تجاوز كافة المعايير الإنسانية والأخلاقية وذلك ما ينطق به مستوى الدمار والمعاناة فقد أصبح الوضع «غزة» أكثر سوءاً ولايمكننا أن نقف مكتوفى الأيدى ونحن نشاهد ما يجرى وما يحدث .. واستطردت «سولبارييتش» قائلة لا يوجد مكان آمن فى غزة الآن لا للمدنيين ولا للرهائن وهذه حقيقة ومستشفاها ليس آمناً لا أتذكر موقفاً آخر رأيته نعمل فيه فى وسط كل تلك الأعمال العدائية.. من المشاهد المروعة التى أفاد عنها شهود العيان الفلسطينيون والمسعفون من اللجنة الدولية للصليب الأحمر ذلك المشهد عندما قامت القوات الإسرائيلية بفتح النار على فلسطينيين كانوا يتجمعون فى مواقع توزيع المساعدات الجديد فى جنوب غزة لقد كانت مذبحة شاملة .. فى مقال «سراج عاصى» بعنوان «لقد جعلت إسرائيل غزة جحيماً على الأرض» صرح قائلاً حتى متى سنشاهد إسرائيل وهى تجوع الأطفال حتى الموت وتقتل المدنيين الباحثين عن الطعام قبل أن يضع القادة السياسيون الأمريكيون حداً لهذا الجنون .. واستطرد «عاصى» قائلاً بعد أكثر من عشرين شهراً من الإبادة الجماعية حولت إسرائيل غزة إلى جحيم على الأرض هذا الجحيم ليس قضاءً وقدراً أو كارثة طبيعية أو قوة قاهرة بل من صنع الإنسان دبرته إسرائيل ومولته وسلحته الولايات المتحدة وسط تهليل وهتاف النخب السياسية الغربية.. لقد فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على غزة ومنعت دخول جميع المواد الغذائية فى الوقت الذى تغاضى فيه القادة الغربيون عن القمع الإسرائيلى للشعب الفلسطينى ورفض اتخاذ أى موقف ضد الاحتلال الإسرائيلى بداية من حصار «غزة» والتعذيب الممنهج الذى بلغ ذروته فى «الإبادة الجماعية».. تعد تلك الممارسات وفقاً للقانون الدولى من حصار وتجويع جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وعمل من أعمال «الإبادة الجماعية» وسط إجماع عالمى على أن ذلك الحصار الذى يتسم بالبربرية يعود إلى العصور الوسطى وأكثر الفترات ظلامية فى تاريخ البشرية.. ويؤكد «عاصى» قائلاً سيتوقف المؤرخون طويلاً وهم فى حيرة من أمرهم وهم يتأملون كيف سمح بحدوث ذلك الرعب الذى لا يمكن تصوره فى هذا القرن وكيف شاهد العالم المتحضر ما حدث ولم يفعل شيئاً لإيقافه مستشهداً بمقولة «جيمس ألدر» المتحدث باسم «اليونيسف» لقد حطمت غزة الأرقام القياسية فى سجلات البشرية فى أحلك فصولها لذا وجب على الإنسانية أن تكتب فصلاً جديداً وبشكل عاجل.. فى مقال «أوين جونز» فى جريدة «الجارديان» بعنوان «وحشية ولا إنسانية هجوم إسرائيل على غزة ليست مفاجئة» صرح قائلاً لقد إنتقد اللواء «غسان عليان» أهل «غزة» لإحتفالهم بتطرف «حماس» قائلاً سيتم التعامل مع هذه الحيوانات البشرية وفقاً لذلك إذ فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على غزة لا كهرباء لا ماء فقط أضرار أنكم أردت الجحيم فستجدونه.. بينما طالب مستشار وزير الدفاع «جيورا إيلاند» بمنع تقديم المساعدات لغزة وإنها أمام خيارين البقاء والجوع أو المغادرة ودعا إلى جعل غزة مكاناً يستحيل العيش فيه مؤقتاً أو دائماً ودعا إلى «كارثة إنسانية» و«أوبئة شديدة» لتحقيق أهداف الحرب.