كل شيء مكتوب، والعمر لحظة.. يمر فى أقل من ثانية.. وسبحان الله من له الدوام.. على طول الدوام، فمهما كانت حجة الإنسان فالعمر مقدر ومكتوب ومحدد، فلا النجومية تعطى لصاحبها القوة والبقاء، ولا المرض مهما كان نوعه سيمهل العمر دقيقة أو يقصر من طول الحياة!!
ها هو حارس المرمى محمد أبوالنجا الشهير «ببونجا» حارس وادى دجلة رحل بعد موسم كروى تألق فيه وأبدع.. وكان سنداً لفريقه وسبباً فى العودة إلى الأضواء من جديد.. أنهى الموسم فى عز قوته وأبهى صورة فنية فى الملعب ولكن.. هل نحن أكبر من المرض؟! هل نحن أقوى من القدر المكتوب على الجبين؟!! حقاً.. بونجا قصة بطولة!!
من كان يرى هذا الحارس وهو يذود عن مرماه كان يشيد به وبرشاقته وبراعته فى الخروج بشياكة نظيفة.. وبمجرد انتهاء الموسم والاحتفال مع زملائه فى وادى دجلة بالصعود حتى بدأت الأيام تطارده فى الجهاز الهضمى والكبد.. لتضربه الصفرا فى مقتل ويزداد الألم والمعاناة حتى رحل ولاقى ربه!!
سبحانك يارب العالمين.. ما بين عيشة النجومية والأضواء والتألق بين الثلاث خشبات.. إلى حياة الألم والمرض وسكن المستشفيات حتى الرحيل!!
بونجا.. وهو اسم الشهرة للحارس محمد أبو النجا سبق وقاد فريق بتروجيت إلى الأضواء أيضاً فى الموسم السابق بعد تصدره لدورى المحترفين.. ثم انتقل إلى وادى دجلة الموسم الماضى ليقوده إلى الأضواء أيضاً هذا الموسم لكن لم يمهله القدر للتألق من جديد فى الدورى الممتاز بين النجوم الكبار واللعب فى المنتخب الذى كان قريباً منه!! ولم لا وقد ساهم فى إعادة وادى دجلة إلى الأضواء بعد غياب أربع سنوات!!
ولما لا.. وقد خرج بشياكة نظيفة مع وادى دجلة فى إحدى وعشرين مباراة الموسم المنقضى وهو رقم خاص له بين زملائه الحراس.. وسبق للراحل بونجا أن حافظ على شباكه نظيفة لعشر مباريات متتالية حتى أصبح صائداً للأرقام لكن المرض اللعين كان قاسياً عليه واستطاع أن يهزم قوة الحارس الرائع الطيب الذى عانى من آلام الكبد ولم يمهله حتى إجراء عملية زرع كبد.. لتكون النهاية الحزينة لحارس كان يملك كل القوة داخل شباكه.. لكنها قدرة الله ولكل أجل كتاب!! رحمة الله عليك يا بونجا!!