شهدت محافظة سوهاج، اليوم الاثنين، إقبالًا جماهيريًا واسعًا من المواطنين على لجان الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجلس الشيوخ 2025، وسط أجواء وطنية يسودها الحماس والانضباط والتنظيم الجيد داخل مقار اللجان الانتخابية المنتشرة بمختلف قرى ومدن ومراكز المحافظة.
وانطلقت عملية التصويت في تمام الساعة التاسعة صباحًا، حيث توافد المواطنون منذ اللحظات الأولى، واصطفت الطوابير أمام مداخل اللجان وسط التزام كبير بالإجراءات التنظيمية، وتسهيلات واضحة من جانب رجال الأمن والمشرفين على الانتخابات، لتيسير عملية التصويت وضمان انسيابها دون زحام أو تأخير.
وكان من أبرز مظاهر اليوم الانتخابي الحضور الكبير واللافت للسيدات والفتيات في مختلف المناطق، حيث شهدت لجان قرى مراكز طهطا وجرجا وساقلتة ودار السلام إقبالًا مميزًا من النساء، اللاتي حرصن على المشاركة في العملية الانتخابية، تأكيدًا على وعي المرأة السوهاجية وإيمانها بدورها الوطني المؤثر في صنع القرار.
وأكدت العديد من الناخبات أن صوت المرأة له تأثير حقيقي في رسم مستقبل البلاد، وأن المشاركة في الانتخابات لم تعد مجرد حق بل أصبحت واجبًا لا يمكن التراجع عنه. وقالت إحدى السيدات أمام لجنة مدرسة بني حرب الابتدائية: “أنا بحضر في كل انتخابات، ده دورنا كأمهات وكمواطنات، ولازم نعلم ولادنا يعني إيه مشاركة وديمقراطية”. وأضافت السيدة فاطمة: “صوت المرأة له تأثير قوي على قرارات البلد، وده مش بس حق لينا، ده واجب لازم نمارسه عشان نكون جزءًا من التغيير.”
إلى جانب السيدات، شهدت لجان التصويت حضورًا واسعًا من الشباب، خاصة طلاب الجامعات والخريجين، الذين حرصوا على التواجد والمشاركة في هذا الاستحقاق السياسي الهام، حيث أعربوا عن قناعتهم بأن مجلس الشيوخ يمثل عنصرًا أساسيًا في دعم التشريعات ومراقبة السياسات العامة. وقال الشاب عبد الرحمن: “مجلس الشيوخ بيلعب دورًا مهمًا في التشريعات، ولازم يكون عندنا وعي سياسي، مش بس نتابع من بعيد.”
كما برزت مشاهد وطنية مؤثرة لكبار السن الذين أصروا على التوجه إلى اللجان رغم ظروفهم الصحية وأعمارهم المتقدمة، حاملين بطاقاتهم الشخصية، وسط ترحيب من شباب المتطوعين ومساعدة من القائمين على اللجان.
وقال الحاج عبد التواب (72 عامًا)، بعد الإدلاء بصوته في لجنة مدرسة العروبة بسوهاج: “طول عمري ما غبتش عن انتخابات، وده واجب على كل مصري، طالما ربنا مد في العمر لازم أشارك، دي أمانة وربنا هيحاسبني عليها”. كما أضاف الحاج صلاح: “أنا بحرص دائمًا على المشاركة، وبدعو كل الناس إنها تيجي وتشارك؛ لأنها صوتنا في بناء مصر، ولازم نختار الأحسن لأولادنا.”
وامتدت مظاهر المشاركة في جميع مراكز المحافظة، حيث شهدت لجان البلينا والمراغة وأخميم نشاطًا انتخابيًا ملحوظًا منذ الصباح وحتى فترات الظهيرة، في ظل تواجد أمني مكثف لتأمين محيط اللجان، وضمان انضباط العملية الانتخابية.
وأعرب رؤساء عدد من اللجان عن ارتياحهم الشديد للإقبال الكثيف من الناخبين، مشيدين بمدى الالتزام والانضباط الذي أظهره المواطنون، مؤكدين أن التنظيم الجيد ساعد في تقديم تسهيلات متعددة، خاصة لكبار السن وذوي الهمم.
وفي سياق المتابعة الرسمية لسير العملية الانتخابية، تواصل غرفة العمليات الرئيسية بديوان عام محافظة سوهاج أعمالها على مدار الساعة برئاسة اللواء الدكتور عبد الفتاح سراج، محافظ سوهاج، الذي أكد انتظام فتح جميع اللجان في موعدها، دون وجود أية معوقات أو تأخيرات.
وأشار المحافظ إلى أن الانتخابات تُجرى في 507 لجان فرعية موزعة على جميع المراكز والمدن، موضحًا أن المحافظة وفرت كافة التسهيلات اللازمة لضمان تصويت آمن وميسر، خاصة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكدًا أن هناك تنسيقًا كاملًا مع الأجهزة الأمنية والتنفيذية لمتابعة الوضع ميدانيًا لحظة بلحظة، والتدخل السريع في حال حدوث أي طارئ.
وفي إطار المشاركة الرسمية، أدلى الدكتور محمد عبد الهادي، نائب محافظ سوهاج، بصوته صباح اليوم في لجنته الانتخابية بمدرسة صلاح سالم الابتدائية بمدينة سوهاج، وسط أجواء يسودها النظام والهدوء.
وأكد عبد الهادي، عقب الإدلاء بصوته، على أهمية المشاركة الفعالة من جميع فئات المجتمع في هذا الاستحقاق الوطني، مشيرًا إلى أن مجلس الشيوخ يمثل دعامة أساسية في دعم الحياة النيابية واستقرار العمل التشريعي، ويسهم في إبداء الرأي في السياسات العامة والتشريعات التي تهم المواطن.
كما أشاد بجهود الهيئة الوطنية للانتخابات وكافة أجهزة الدولة في تأمين المقار الانتخابية، وتوفير بيئة مناسبة وآمنة تسمح للمواطنين بالإدلاء بأصواتهم بحرية ويسر، معتبرًا أن الإقبال الملحوظ من المواطنين دليل على وعيهم المتزايد بأهمية المشاركة السياسية.
يُذكر أن محافظة سوهاج تشهد تنافس 29 مرشحًا بالنظام الفردي للفوز بـ8 مقاعد مخصصة للمحافظة في مجلس الشيوخ، موزعين على 8 دوائر انتخابية، ومن المقرر أن تستمر عملية التصويت حتى مساء الثلاثاء، وسط توقعات بزيادة نسبة المشاركة مع استمرار الإقبال من كافة الفئات.






