أكد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، أن الحديث عن تهميش الدور المصري «وهمٌ» لا يعكس حقيقة الاعتبارات الجيو-استراتيجية للمنطقة، مشددًا على أن مصر كانت وستظل ركيزة الاستقرار الإقليمي.
وقال الوزير، خلال لقائه المحررين الدبلوماسيين على هامش مؤتمر المصريين بالخارج، إن «الدور المصري واضح للعيان، مدعوم باعتبارات التاريخ والجغرافيا والديموغرافيا، فضلاً عن القيادة الرشيدة للرئيس عبد الفتاح السيسي»، مؤكدًا أنه لا يمكن لأي طرف أن يتجاهل هذه الحقائق الموضوعية.
وأضاف أن «مصر لا تؤدي هذا الدور للتباهي، بل لأنه واجب ومسؤولية وطنية ترتبط مباشرة بأمنها واستقرارها، وكذلك بأمن واستقرار المنطقة». وأوضح أن مصر تتحرك بدافع التزامها تجاه الأشقاء الفلسطينيين والسودانيين والليبيين والسوريين واليمنيين، إضافة إلى دورها في القارة الإفريقية.
وفي رد على سؤال لـ«الجمهورية» حول الاتهامات الموجهة لمصر، أوضح عبد العاطي أن هناك فئتين تخدمان المصلحة الإسرائيلية: الأولى تُستغل بحسن نية نتيجة جهلها بالواقع، والثانية تضم عناصر مرتبطة بجماعات الإخوان الإرهابية، مؤكّدًا أن معبر رفح يعمل ليلًا ونهارًا من الجانب المصري، في حين يواجه الاحتلال اتهامات بتدمير الجانب الفلسطيني من المعبر.
وشدّد الوزير على أن «مصر ستواصل جهودها المكثفة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة»، كاشفًا أن أي تعثر في المفاوضات يرجع إلى أطراف تتراجع في اللحظات الأخيرة بفرض شروط جديدة. وأشار إلى أن مصر لديها مبادرات محددة بشأن الترتيبات الأمنية وحوكمة القطاع بعد الحرب، وأن هذه المبادرات ستُعرض في «مؤتمر القاهرة الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار».
كما أكد أن مصر تعمل على تعزيز وجودها في القارة الإفريقية من خلال شراكات اقتصادية ومشروعات استراتيجية كبرى، مثل مشروع سد جوليوس نيريري في تنزانيا، مشددًا على أن «مستقبل الاقتصاد المصري والنمو الحقيقي يكمن في القارة الإفريقية».
وختم عبد العاطي تصريحاته بالتأكيد على أن «مصر تتحرك وفق رؤية عربية شاملة لتشكيل نظام إقليمي أمني قائم على التوازن والانفتاح على جميع الأطراف الدولية، بما يحفظ مصالح الشعب المصري والعربي ويحقق الاستقرار في المنطقة».