أن ينتقد رجل الشارع فى الوطن العربى دور مصر فى مواجهة المجاعة فى قطاع غزة فهذا أمر يمكن قبوله وتحمله على أساس من لايعرف لايفتى وبالتالى لا لوم عليه ولكن بماذا نفسر ماقاله خليل الحية القيادى بحركة حماس الذى انتقد فيه موقف مصر من مجاعة غزة مخاطبا المصريين بمختلف مكوناتهم ومتسائلا «أيموت أهل غزة جوعا وهم على مقربة من حدودكم» داعيا الشعب المصرى لاتخاذ موقف واضح مؤكدا أن غزة لن تقبل استمرار إغلاق معبر رفح أمام احتياجاتها الأساسية.. ماذا يقصد الحية وهو أول من يعلم ماتقدمه مصر للفلسطينيين من دعم ومساندة وتأييد ومساعدات إنسانية وتقوم بدور الوسيط فى مفاوضات وقف إطلاق النار وتقود تحركا دوليا للاعتراف بالدولة الفلسطينية أولى ثماره اعتراف بريطانيا وفرنسا المرتقب بهذه الدولة الشهر القادم فماذا يريد الحية من مصر وهو أول من يعلم أيضا أن مصر لم تغلق معبر رفح وأن جيش الاحتلال هو الذى يمنع نفاذ المساعدات الإنسانية من هذا المعبر الذى يسيطر عليه من الجانب الفلسطينى فما الذى يقصده الحية إذن؟..هل يقصد قيام مصر باقتحام المعبر لإحداث فوضى تنجح إسرائيل من خلالها فى دفع الفلسطينيين دفعا إلى سيناء..هل هذا هو المخطط الذى يقصده؟.. ربما!.
مايدفعنى إلى هذا الاستنتاج ثلاثة أسباب الأول كما سبق وذكرت أن خليل الحية يعلم تماما ما تقدمه مصر للدفاع عن القضية الفلسطينية والسبب الثانى أن شكل المنطقة العربية بدأ يتغير بالفعل بعد عملية «طوفان الأقصي» وأن إسرائيل قد اتسع نفوذها فى لبنان وسوريا ونجحت فى القضاء على نفوذ إيران فى هاتين الدولتين..أما السبب الثالث فهو ما يتردد فى المنطقة وفى وسائل الإعلام الإسرائيلية أن هناك مواجهة مرتقبة مع الجيش المصرى بوصفه آخر جيش قوى بالشرق الأوسط.
فى الواقع «لدغة» الحية مكشوفة ومفقوسة ومفضوحة لأن العالم كله يعلم ما تقدمه مصر للشعب الفلسطينى أما إذا كان يقصد توريط مصر للدخول فى مواجهة مع إسرائيل لاستكمال مخطط الشرق الأوسط الجديد الذى يحلم به ترامب ونتنياهو والذى بدأ يتشكل بعد «طوفان الأقصي» أقول للحية لعبتكم مكشوفة ولا تنطلى على المصريين بل وعلى الفلسطينيين أنفسهم الذى يعرفون جيدا أهمية دور مصر فى الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى ..وأقول مصر ستبقى هى الحصن المنيع أمام أى مخطط يستهدف الدولة المصرية وهى قادرة على حماية أمنها القومى أما إذا كنت تؤيد المشروع الإخوانى الذى يؤيد تهجير الفلسطينيين إلى سيناء فإن مصر 30 يونيو ترفض فكرة التهجير من أساسها حفاظا على عدم تصفية القضية الفلسطينية وهو دور لو تعلمون عظيم ..ورغم ذلك تواجه مصر مؤامرة مكشوفة فضحتها التظاهرات الإخوانية»الخايبة» أمام بعض السفارات المصرية وهى مؤامرة تحاول توريط مصر فى الحرب وتوطين الفلسطينيين فى سيناء بحجة إنقاذ الفلسطينيين من المجاعة إنها مؤامرة ليست فقط مكشوفة بل ومفضوحة أيضا!.









