«يونيسيف»: أطفال غزة يموتون بمعدل غير مسبوق!

كشفت شبكة «سى إن إن» الأمريكية، عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أرجأ إلى الأسبوع المقبل اتخاذ القرار بشأن توسيع العمل العسكرى المحتمل فى قطاع غزة.
ذكرت الشبكة انه تم هذا الارجاء لاعطاء فرصة لحركة حماس بالموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار المطروح مؤخرا، والخالى ايضا من اى ضمانات لاحقة بعودة القتال مرة اخرى فى القطاع.
أشار المصدر السابق إلى أن الحكومة الإسرائيلية منقسمة فى آرائها حول الحرب،فبالرغم من توقف المحادثات، صرّح مسئول إسرائيلى كبير للشبكة بأن إسرائيل مستعدة للعودة إلى الدوحة إذا غيرت حماس موقفها.
الجدير بالذكر أن نتنياهو نفسه هو من انسحب من مفاوضات وقف إطلاق النار التى كانت جارية فى الدوحة عندما سحب الوفد الإسرائيلى فى اللحظات الأخيرة للاعلان عن الاتفاق.
فى غضون ذلك، يتحدث المسئولون الإسرائيليون عن إمكانية الذهاب الى اتفاق شامل فى ظل تعثر الاتفاق الجزئي.
لذلك، يتجه الاحتلال نحو توسيع نطاق العملية العسكرية فى غزة رغم أن جيش الاحتلال الإسرائيلى أعلن فى ذلك اليوم فقط انتهاء أنشطة الفرقة 98 فى قطاع غزة.
بالتزامن وصل المبعوث الأمريكى إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى ساحة الرهائن فى تل أبيب، حيث يتجمع أهالى الرهائن الإسرائيليين مطالبين باتفاق وقف إطلاق النار.
واستقبل أهالى الرهائن ويتكوف بهتافات ودعوات لإطلاق سراح الرهائن.
قال أفيجدور ليبرمان، زعيم حزب «إسرائيل بيتنا»، إن «جميع الرهائن فى وضع صعب ويجب إعادتهم فوراً، دفعة واحدة، من قطاع غزة.
ميدانيا وثق فريق تابع للأمم المتحدة فى غزة، لحظة إطلاق نار حيّ باتجاه عشرات المدنيين أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات قرب أحد مراكز التوزيع فى القطاع.
أظهر مقطع فيديو، صوراً من داخل سيارة تابعة للفريق الأممي، مدنيين يتجمعون قرب المركز، بينما تسمع وترى طلقات نارية وترى آثار الرصاص وهى تصيب الأرض بجوارهم.
ومنذ فجر أمس استشهد 23 فلسطينيا وأصيب آخرون، فى غارات إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة.
أفادت وكالة الصحافة الفلسطينية «وفا» بأن «من بين الشهداء 12 من منتظرى المساعدات جنوب مدينة غزة، مشيرة إلى استشهاد 5 مواطنين جراء قصف إسرائيلى استهدف خيام النازحين فى خان يونس».
فى الاثناء اوضحت وزارة الصحة الفلسطينية ان 17 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد مما يزيد من الصعوبات على المنظومة الطبية.
أشارت الوزارة إلى أنه لا يصل سوى كميات قليلة من المساعدات إلى القطاع وتتم سرقتها من جانب عصابات. بينما ارتفع إجمالى عدد ضحايا المجاعة إلى حوالى 1400 فلسطينيًا.
كما أعلنت وزارة الصحة فى غزة،أن شاحنات تحمل أدوية ومستلزمات طبية عاجلة ستدخل القطاع لتوزَّع على المستشفيات عبر منظمة الصحة العالمية. وشددت الوزارة فى بيان على أنها لا تحمل أية أصناف غذائية.
دعت الوزارة المواطنين والوجهاء والعائلات والجهات المعنية بذل الجهد لحماية القافلة، وذلك لعدم التعرض للشاحنات، وتمكين وصولها الآمن للمستشفيات لإنقاذ حياة المرضى والجرحي.
كما أشارت إلى أن الأصناف المتوقع وصولها على درجة كبيرة من الأهمية والاحتياج العاجل لاستمرار تقديم الرعاية الطبية للجرحى والمرضى وإنقاذ الحياة.
من جانبها حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف، من أن أطفال قطاع غزة يموتون بمعدل غير مسبوق في ظل المجاعة، وتدهور الأوضاع نتيجة الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ 7 أكتوبر 2023.
قال نائب المدير التنفيذى لليونيسيف تيد شيبان، فى إحاطة إعلامية حول رحلته الأخيرة إلى الشرق الأوسط إن أطفال غزة يموتون بمعدل «غير مسبوق»، وعلامات المعاناة العميقة والجوع واضحة على وجوههم.
وأضاف «نحن على مفترق طرق، والخيارات المتخذة الآن ستحدد ما إذا كان عشرات الآلاف من الأطفال سيعيشون أم سيموتون».
بعد زيارته الرابعة إلى غزة منذ بدء الحرب فى 7 أكتوبر 2023، قال المسئول الأممى «تشاهدون الصور فى الأخبار، وتعرفون ما حدث، لكن الأمر أصعب بكثير عندما تكونون هناك، فعلامات المعاناة العميقة والجوع واضحة على وجوه العائلات والأطفال».
أكد شيبان، أن «أكثر من 18 ألف طفل استشهدوافى غزة منذ بداية الحرب».
مضيفاً ان غزة تواجه الآن خطرا داهما يتمثل فى المجاعة، واحد من كل 3 أشخاص فى غزة يقضى أياما دون طعام، وقد تجاوز مؤشر سوء التغذية عتبة المجاعة، حيث بلغ معدل سوء التغذية الحاد العالمى الآن 16.5 بالمائة».
شدد المسئول الأممى على أن ما يحدث على الأرض بغزة غير إنساني، وما يحتاجه أهالى القطاع من جميع الفئات وقف إطلاق نار مستدام، ومسار سياسى للمضى قُدما.
وجدد شيبان التأكيد على ضرورة إدخال حوالى 500 شاحنة يوميا على الأقل للقطاع عبر جميع الطرق، وهذا يشمل المساعدات الإنسانية والتجارية.
فى نفس السياق قال الجراح البريطانى «جرايم جروم» العائد من مهمة تطوعية فى قطاع غزة، الذى يتعرض لإبادة وتجويع إسرائيلي، إن الأطفال هناك يحاولون النوم ببطون مملوءة بالماء والملح، فى ظل أزمة إنسانية مفتعلةوصفها بـ»الهمجية التى تعود إلى العصور الوسطي».
أشار جروم إلى «مشاهد صادمة عاشها خلال عمله ضمن فريق طبى تطوعي» فى غزة، حيث يعانى الفلسطينيون من مجاعة ونقص فى التغذية، تسببا بوفاة عشرات الرضع وتدهور حالة الجرحى المدنيين.
أوضح أن الجوع المتزايد يؤثر بشكل مباشر على المصابين ويمنع تعافيهم، ويزيد من معدلات العدوي، ويضاعف من خطر الوفاة.
ذكر أن الجوع لا يقتصر على المرضي، بل يمتد أيضًا إلى الطواقم الطبية، مشيرًا إلى أن ما يجرى فى غزة ليس مجاعة طبيعية، بل مفتعلة.