أعلنت هيئة الإذاعة العامة الأمريكية، التى تعد حجر الزاوية فى الثقافة الأمريكية لثلاثة أجيال، أنها ستتخذ خطوات نحو الإغلاق بعد أن أوقف الكونجرس تمويلها.
يعد هذا الإعلان بمثابة نهاية لحقبة امتدت قرابة ستة عقود كانت خلالها الهيئة وراء إنتاج برامج تعليمية مرموقة ومحتوى ثقافى بل وحتى لتنبيهات الطوارئ.
وجاء إغلاق الهيئة المعروفة اختصاراً باسم «سى بى بى»، نتيجة مباشرة لاستهداف الرئيس دونالد ترامب للإعلام العام، الذى قال عنه مراراً إنه ينشر آراء سياسية وثقافية تتعارض مع تلك التى ينبغى للولايات المتحدة تبنيها.
ومن المتوقع أن يكون للإغلاق تأثير عميق على المشهد الإعلامى والثقافى – وبصفة خاصة محطات الإذاعة والتليفزيون العامة فى المجتمعات الصغيرة فى أرجاء الولايات المتحدة.
وقالت المؤسسة إن نهايتها، التى جاءت بعد 58 عاماً من التوقيع على قانون إنشائها من قبل الرئيس ليندون جونسون، ستأتى عبر عملية «تفكيك منظمة».
أوضحت فى بيان لها أن القرار جاء بعد إقرار حزمة تشمل وقف التمويل وقرار لجنة الاعتمادات بمجلس الشيوخ أمس الاول، باستبعاد تمويل الهيئة لأول مرة منذ أكثر من 50 عاماً.
وكانت الهيئة تأمل أن تعيد الميزانية الجديدة تمويلها، لكن ذلك لم يحدث.
فى سياق متصل أوقفت إدارة ترامب تمويل مجموعة من برامج الصحة العامة التى تديرها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها «سى دى سي»، حسبما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مصادر مطلعة.
وبحسب المصادر، فإن مكتب الإدارة والميزانية فى البيت الأبيض أصدر توجيهاته بتجميد التمويل عبر هامش فى مذكرة مخصصة للاعتمادات المالية صدرت الأسبوع الماضي، ما أدى إلى تعليق تمويل عدد من البرامج الحيوية بشكل كامل.
وتشمل البرامج المتضررة مبادرات لمكافحة العنف بين الشباب، وأبحاثاً بشأن الوقاية من الإصابات والوفيات الناجمة عن الأسلحة النارية، إضافة إلى جهود تستهدف مكافحة مرض السكرى وأمراض الكلى المزمنة وتعاطى التبغ.
ولم يُعرف على وجه التحديد حجم الأموال المجمدة، لكن أحد المصادر قدّر المبلغ بنحو 200 مليون دولار، فيما رجّح مصدر آخر أن يتجاوز الـ300 مليون دولار.
كان مكتب الإدارة والميزانية سعى فى وقت سابق إلى حجب نحو 15 مليار دولار من تمويل الأبحاث فى المعاهد الوطنية للصحة «NIH» باستخدام الآلية نفسها، غير أنها تراجعت عن القرار بعد تدخل كبار مسئولى البيت الأبيض، وفقاً لـ»وول ستريت جورنال».
قالت متحدثة باسم المكتب إن الأموال المجمدة قيد المراجعة حالياً، فى انتظار خطة الإنفاق الخاصة بمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. إلا أن مسئولاً سابقاً فى المكتب أفاد بأن الخطة أُرسلت بالفعل إلى المكتب فى وقت سابق من هذا العام.
ومع اقتراب نهاية السنة المالية للحكومة الفيدرالية فى 30 سبتمبر، أعرب عدد من المشرعين عن قلقهم من أن الأموال التى أقرها الكونجرس قد لا تُصرف فى الوقت المناسب.
من جهة أخرى انتقد الرئيس الأمريكى السابق جو بايدن بشدة إدارة الرئيس الحالي، واصفًا الفترة الحالية بـ«الأيام المظلمة». وفى كلماته اللاذعة، حذّر بايدن من الهجمات على سيادة القانون وتهديد الحقوق المدنية.
فى خطابٍ استمرّ عشرين دقيقةً فى فعاليةٍ بشيكاغو، لم يُشر بايدن إلى ترامب بالاسم تحديدًا، لكن الرئيس السابق قال أمام نحو 1100 ضيف: «لا يُمكن تلطيف الوضع – هذه أيامٌ حالكة».
وأضاف بايدن «من وجهة نظري، نحن فى لحظةٍ تاريخيةٍ تنعكس فيها كلُّ هذه الأمور فى كلِّ تقييدٍ للحريات الأساسية وتآكلٍ لسوابقَ راسخة».
أشار موقع بوليتيكو إلى أن بايدن انتقد أيضًا الإدارة الحالية، قائلا « إنها تعمل على طمس الحقيقة وتضمن بقاء الكونجرس «متفرجًا» بدلاً من الإشراف على عمل السلطة التنفيذية.
صرح بايدن: «أيها الرفاق، علينا أن نواجه الحقيقة المرة بشأن هذه الإدارة: محو إنجازات إدارتي، ومحو التاريخ بدلاً من صنعه، ومحو العدالة والمساواة – بل محو العدالة نفسها – هذه حقيقة واقعة». لم يتوقف عند هذا الحد، بل وصف بايدن الإدارة الحالية بـ»الوحشية»، وأدان سياسة ترامب لترحيل المهاجرين منذ توليه منصبه قبل ستة أشهر، والتى أدت مؤخرًا إلى احتجاجات عنيفة فى لوس أنجلوس.