عثرت الأجهزة الأمنية بالجيزة على جثة محمود علي سليمان، عم الفنانة أنغام، داخل شقته بمنطقة الجيزة. كانت الجثة في حالة تحلل لمرور عدة أيام على الوفاة دون أن يسأل عنه أحد من الأهل، حتى انبعثت رائحة كريهة من مسكنه الذي كان يعيش فيه وحيدًا، ليتم الكشف عن المأساة. وتجددت أحزان الفنانة التي لم تنتهِ منذ رحيل عمها المطرب عماد عبد الحليم، الذي عُثر على جثته هو الآخر بجوار أحد الأرصفة في نفس المنطقة قبل حوالي 30 عامًا، في مشهد مؤسف نتيجة الإدمان. تم تحرير محضر بالواقعة، وأُخطر اللواء محمد مجدي أبو شميلة، مدير أمن الجيزة، وتولت النيابة التحقيق.
تفاصيل المأساة
بدأت القصة المأساوية عندما لاحظ سكان إحدى العمارات بشارع البحر الأعظم بالجيزة رائحة كريهة تتزايد يومًا بعد يوم من شقة جارهم محمود، عم الفنانة أنغام، المقيم بالدور الثامن. أثار هذا شكوكهم حول تعرضه لمكروه، خاصة وأنه كان يعيش وحيدًا في عزلة تامة منذ سنوات. تم إخطار النجدة وقسم الشرطة، وبعد اتخاذ الإجراءات اللازمة واستئذان النيابة، انتقل رجال المباحث إلى محل البلاغ، وتم كسر باب الشقة. كانت المفاجأة العثور على جثة رجل في العقد السادس من عمره “شبه عارٍ” في درجة متقدمة من التحلل، مما يرجح أن الوفاة قد مضى عليها حوالي أسبوع دون أن يلاحظها أحد.

حياة الوحدة
بعد الفحص والتحري لرجال المباحث، بإشراف اللواء علاء فتحي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، تبين أن المتوفى هو محمود علي سليمان، 61 عامًا، عم الفنانة أنغام، وأنه كان يقيم بمفرده في الشقة. لم يوجد ما يشير إلى شبهة جنائية، حيث كان كل شيء بالمسكن في مكانه، ومنافذ المسكن سليمة تمامًا. تم نقل الجثمان إلى مشرحة زينهم تحت تصرف النيابة للتأكد من عدم وجود شبهة جنائية. وطلبت النيابة إجراء تحريات من رجال المباحث، والتي توصلت إلى أن الوفاة طبيعية. تسلم شقيقه الموسيقار محمد، والد الفنانة أنغام، والأهل الجثمان للدفن.

تجدد الأحزان
جاءت هذه المأساة لتجدد أحزان الماضي للفنانة أنغام، وتُعيد ذكرى مر عليها 30 عامًا، حين فقدت عمها الأول، المطرب عماد عبد الحليم، الذي انتهت حياته في ظروف مشابهة تمامًا بشوارع الجيزة، نتيجة جرعة زائدة من المخدرات. في 20 أكتوبر عام 1995، عثر رجال الشرطة على جثمان المطرب مُلقى على أحد الأرصفة وبجواره “سرنجة” من مخدر الهيروين، ليُسدل الستار على مسيرة فنية واعدة انتهت مبكرًا في عمر الـ35 عامًا بسبب سقوطه في بئر الإدمان ومعاناته من حياة الوحدة في آخر أيامه، حتى عُثر على جثته بتلك الطريقة البشعة في ظروف غامضة.