العلاقة بين العقل والقلب والنفس والفؤاد أبعادها متعددة إذا التقت جاء الخير والسداد.. وإذا ما انفصلت كل فى طريق تكون النتيجة سيئة مدمرة.. يفتقد فيها الإنسان الصفاء والنقاء.
ذلك أن هذه الأربعة تقود إلى تحقيق النفس اللوامة، وتدفع بالعقل إلى المسار السليم والرشيد.. بينما يتولى القلب المسئولية الوسطى والتى عبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: استفت قلبك ولو أفتوك».. وهناك داخل القلب زرع الخالق الكريم بوصلة فى منتهى الحساسية.. تكشف الغث من الثمين.
والأمر ليس سهلاً لكن نصل للتلاقى الرشيد كما يظن البعض.. ولكن تحت إطار تواصل الأجيال.. تأتى مسئولية الآباء والأمهات.. لتأهيل الصغار الذين ولدوا على الفطرة .. صفحات بيضاء.. تمتئ على مر الأيام.. والبداية بالتأكيد على أن رب الأسرة.. وسيدة المنزل هما القدوة للصغار.. وعليهم التمسك دائماً بالمثل القائل «فاقد الشئ لا يعطيه».
والأهم.. لا تطفئ مصابيح حياتك.. وبها تضئ الطريق لمن حولك.. وإياك.. إياك.. أن تحرق نفسك.. فالعمر أيام.. واحرص كل الحرص على قضاء وقتك فيما يعود عليك بالنفع.. ولا تغرق فى بحور العذاب فى الدنيا والآخرة.. واحذر أن يشتكيك أحد إلى الله.. وعليك دائماً تذكير الأبناء بسير الصالحين.
اعلموا.. ان الفطرة السليمة القاعدة الذهبية للرضا ثم النجاح والفلاح.. والعقول المستقيمة.. تسير على نور رب العالمين.. وتحافظ على حقوق الآخرين.. والخبراء أعالى الجنان.. ولا تحزنك الصدمات لأنها كاشفة حقائق الأزمات والوحدة .. خير من جليس السوء.. والذوق وطهارة القلب والحب.. اعظم كنوز الدنيا.
انها الأمانة التى تتسلمها الأجيال.. صحيح ان الكل يرحل بانتهاء العمر.. لكن تبقى السيرة والأعمال.. ويظهر الخطأ والصواب.. من خلال سيرة ومسيرة اعمال الجميع.. ومن هنا بقى الخير متلألئاً.. ويكون الوفاق بين العقل والقلب والنفس والفؤاد.
>>>
يارب .. نسألك هدوء النفس وطمأنينة القلب وانشراح الصدر وتوفيقاً يرافق خطانا وسعادة تملأ حياتنا.. يارب.. ارزقنا الهناء وزدنا بالطيبة والرضا.. وبارك لنا فى احبابنا جميعاً.. اللهم آمين.