فى 26 يوليو ذكرى مرور 73 عاماً على مغادرة الملك فاروق للأراضى المصرية على يخت المحروسة.. بعد نجاح ثورة 23 يوليو 52.. التى كانت نقطة تحول فارقة فى تاريخ الدولة المصرية.. وفى حياة الشعب المصرى الذى استرد وطنه من براثن «الملكية».. وتنفس هواء «الجمهورية».. وذاق ثمار عمل يديه وتنعم بخيرات وطنه.
والحقيقة ارتبطت ثورة 23 يوليو ومبادئها العظيمة باسم الزعيم جمال عبدالناصر مع كامل التقدير والدور التاريخي.. لأبطال وقيادات الثورة مثل المقدم يوسف صديق.. وأيضاً اللواء محمد نجيب أول رئيس للجمهورية بعد الثورة.. وكلهم رجال وطنيون لا يشق لهم غبار.
.. لكن يبقى الزعيم جمال عبدالناصر رمزاً للوطنية والكفاح والنضال والتحرر.. وقد نختلف أو نتفق.. لكن ظل الزعيم خالد الذكر فى قلوب المصريين.. تتوارث حبه الأجيال جيلاً بعد جيل.. ونحن جيل لم نعايش الزعيم ناصر.. لكن عشنا ثمار ثورة يوليو العظيمة.. عشنا العدالة الاجتماعية التى حققها الزعيم جمال عبدالناصر.. دخلنا مدارس الثورة.. تعلمنا بين جدرانها وعشنا الوطنية والانتماء بكل أبعادها.. ونحن نهتف والعلم يرفرف فى فناء المدرسة كل صباح «تحيا جمهورية مصر العربية» لم نكن نعرف الدروس الخصوصية.. ولا مجموعات التقوية.. وكنا نخجل أيما خجل.. أن نطلب درساً فى أى مادة.. وعانينا معاناة شديدة جراء ذلك.. لكن كان شرح المدرس داخل الفصل كافياً لاستيعاب مادته.. وكان موجه المادة يمر على الفصول ويختبر التلاميذ ويستمع لشرح المدرس ويمنحه التقدير المناسب الذى يحدد ترقيته وحوافزه.. وكان كل مدرس حريصاً كل الحرص أن يعطى كل ما لديه فى الفصل.. لأنه يدرك أن هناك متابعة وتقييماً دقيقاً لعطائه لتلاميذ فصله.. والتحقنا بجامعات الثورة.. دون واسطة أو محسوبية.. وإنما بميزان العدالة التنسيقية ومجموع كل طالب.. وكان الخريج سواء من يحمل الدبلوم أو المؤهل العالى يتم تعيينه عن طريق القوى العاملة فى الوظيفة المناسبة دون مجاملة أو واسطة.. وربما تجد فى كشوف القوى العاملة ابن الوزير الفلاني.. ومعه ابن العامل العلانى أو الفلاح الفلاني.. كل خريج حسب المؤهل والتخصص.
>>>
وعولجنا فى مستشفيات الثورة.. لا ترد فقيراً ولا معدوماً تذكرة بقروش قليلة.. يكشف عليك أفضل الأطباء.. وفى كل التخصصات ومن يحتاج إلى عملية يتم حجزه فوراً.. وتجرى له الجراحة اللازمة دون تكاليف.. فالمستشفى تابع للصحة.. والموازنة مخصصة للصحة.. والعلاج حق لكل مواطن فى مستشفيات دولته.. فلا حاجة لمواطن بسيط أن يبحث عن قرار علاج.. أو التوسل لنائب برلمان يحصل له على قرار واهدار الوقت والمال العام دون أن يحصل المواطن البسيط على علاجه.. ومنذ سنوات وفى العهد الماضى كانت هناك أزمة كبيرة بسبب «نواب العلاج على نفقة الدولة».. الملايين المهدرة التى تحصل عليها بعض النواب والمستشفيات الخاصة ولم يستفد منها المواطن المريض فى شيء.. حتى تداركت الدولة حالياً هذه الأخطاء وصوبت الأوضاع وصار قطاع الصحة يشهد تطوراً غير مسبوق.
>>>
إن ثورة يوليو العظيمة هى التى أسست ومهدت لبناء جيش وطنى قوي.. وكان أول مبادئ هذه الثورة العظيمة.. التى حولت الملكية إلى جمهورية.. هى انشاء جيش وطنى قوي.. وهو ما حققه الرئيس عبدالفتاح السيسى.. القائد الوطنى الشجاع.. الذى قرأ المشهد جيداً.. وأدرك متطلبات الحاضر.. واحتياجات المستقبل.. فعمل ليل نهار على بناء جيش وطنى قوى والتوسع فى القواعد العسكرية لحماية الأمن القومى المصرى شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً.. مع تنويع مصادر السلاح وتحقيق التفوق النوعى والكمى وتحقيق قوة الردع التى تحمى مقدرات الشعب ومقدسات الوطن وصيانة أمنه واستقلاله.
>>>
إن ثورة يوليو العظيمة.. ستبقى رمزاً للكفاح والنضال والتحرر والبناء والتنمية.. وسيبقى الزعيم خالد الذكر جمال عبدالناصر.. رمزاً للوطنية والعدالة الاجتماعية.. ولم يكن ناصر ملاكاً ولا نبياً يتلقى الوحى فلا يخطئ وإنما كان بشراً وطنياً.. يصيب ويخطئ ينجح ويخفق.. له ما له وعليه ما عليه.. تقرأ عنه كثيراً.. معه.. أو ضده.. لكنه سيبقى زعيماً سكن قلوب الملايين من المصريين والعرب والأفارقة والآسيويين بل والأوروبيين.
.. وعندما جاء رئيس وزراء ايطاليا ليشهد جنازة الزعيم.. قال زرت مصر فى الأربعينيات فشاهدت زينب هانم الوكيل زوجة النحاس باشاً تتحلى بمجوهرات تكفى لافتتاح محل مجوهرات.. بينما معظم الشعب من العراة الحفاة.. وعندما جئت فى عهد ناصر لم أر مظاهر الثراء الفاحش.. ولم أر أيضاً الحفاة العراة.. ولم استغرب من خروج الشعب فى أعظم وأكبر جنازة فى التاريخ لزعيم فى العالم.. فاستحق ناصر حب شعبه.