- هل يقبل مصرى واحد أن يتعاطف مع جماعة ترفع علم إسرائيل؟
كل شيء وله حدود، إلا خيانة الإخوان فاقت كل الحدود، لم يعد لديهم ذرة شرف ولا نقطة خجل، مظاهرتهم أمام السفارة المصرية فى تل أبيب وهجومهم على مصر وتحميلها كذبًا جريمة حصار غزة ليست سوى محطة خيانة جديدة تضاف إلى مئات المحطات من العار فى تاريخهم الأسود المبنى على الخيانة والتآمر والعمالة، من بريطانيا إلى أمريكا إلى إسرائيل حاليًا.
البعض كانوا يعتقدون أن الحديث عن عمالة الجماعة مجرد اتهام نلقيه عليهم انتقاما منهم، لكن الحقيقة أنه واقع مثبت بالأدلة والبراهين، سواء كانت أفعالهم التى تفضحهم أو مواقفهم التى تثبت جرائمهم أو كل شهادات من خرجوا من الجماعة الإرهابية ويؤكدون نهج الخيانة الذى يسرى فى دمائهم، وقراءة هذه المذكرات والشهادات تكشف الكثير الذى يظهر الجماعة الخائنة على حقيقتها.
- أولًا: أن الجماعة صنيعة إنجليزية بامتياز والهدف من صناعتها وتمويلها كما هو مثبت بالمستندات، وحصول حسن البنا على 500 جنيه إسترلينى من هيئة قناة السويس، هو استخدام الجماعة لمنع أى محاولات ضد الاحتلال الإنجليزى فى مصر.. أى حماية التواجد الإنجليزى فى مصر.
- ثانيًا: أن الجماعة ـ بعد تصدر الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها القوة الأكبر عالميًا ـ وعلى مدى أكثر من خمسين عامًا كانت تنسق مع الأمريكان بل وكل أفعالها تخديم على ما تريده واشنطن بما فى ذلك عندما وصلت إلى الحكم فى مصر وكانت مكلفة بتنفيذ مخطط تدمير الدولة المصرية وتسليم سيناء وتفتيت المنطقة وقبل ذلك منذ أيام الهضيبى وسيد قطب كان العمل لصالح واشنطن وما تريده فى مصر واتهامات العمالة داخل الجماعة كانت معلنة بين قياداتها ومذكرات على عشماوى وثروت الخرباوى وغيرهم تكشف هذا بوضوح.
- ثالثًا: أن القضية الفلسطينية لم تكن أبدًا من أولويات الجماعة، فمنذ حرب 48 وحتى الآن كانت وما زالت القضية ورقة تستخدمها الإخوان للمزايدة وإحراج الدولة المصرية وفى الوقت نفسه التربح منها وجمع الأموال بحجة التبرع لدعم الفلسطينيين ولم يثبت مرة أن الإخوان نقلوا مليمًا واحدًا لفلسطين، وإنما استخدموا كل ما جمعوه من تبرعات باسم فلسطين فى دعم الجماعة وذراعها الفلسطينية المسلحة «حماس».
لكل هذا لم يكن تصرفهم المشين وتظاهرهم العار أمام السفارة المصرية مفاجئًا لكل من يعرفون الإخوان وتاريخهم، فهذا جزء من تركيبتهم القائمة على الخيانة، وطعناتهم المستمرة للقضية التى يبدون ظاهريًا أنهم يدافعون عنها والحقيقة أنهم أكثر من يخونها، وتظاهرة أمس الأول كانت رسالة جديدة كاشفة لحقيقتهم، فهم بشعاراتهم ومطالبهم ورفعهم العلم الإسرائيلى يبرئون الاحتلال من جريمته فى حق الفلسطينيين وقتله أكثر من 60 ألف وإصابته أكثر من 150 الفًا، ويحملون المسئولية كلها لمصر التى لم تتأخر لحظة عن مساندة الأشقاء وحشدت كل قوتها لتوفير المساعدات لهم وفتحت معبر رفح لإدخال الشاحنات واستقبال اكثر من 106 آلاف مصاب لعلاجهم، وقبل كل هذا وبعده الموقف السياسى المصرى الواضح فى رفض العدوان الإسرائيلى ومخطط التهجير والسعى بكل قوة لإيقاف الحرب والحفاظ على الدولة الفلسطينية.
لم يـــرفع المتظـــاهرون مـــن إخـوان تل أبيب رجالاً ونساءً شعارا واحدًا ضد إسرائيل، ولا طالبوها برحمة الفلسطينيين أو وقف عدوانها وقتلها للأبرياء، وإنما طالبوا مصر بأن تنهى الاحتلال، وفتح المعبر الذى يعلم الجميع أنه لم يغلق يومًا.
الحقيقة أن التظاهرة الفاضحة كانت كاشفة للمغيبين والمخدوعين فى الجماعة التى تصف نفسها بأنها إسلامية وترفع شعار الدين، وتدعى النضال من أجل القضية، لكن الفضيحة التى نفذها الكاذب رائد صلاح رئيس ما يسمى بالحركة الإسلامية فى إسرائيل والتابعة للجماعة ونائبه كمال الخطيب كشفت الحقيقة وأكدت عدة أمور لا بد أن نقف أمامها جيدًا حتى يستفيق كل مخدوع فى الجماعة ويتوب كل من سار على أفكارهم الحقيرة.
- أول هذه الأمور أن التنسيق بين الإخوان والكيان الصهيونى كبير وعميق، فليس هناك عداء بينهم بل مصالح مشتركة، وأجندة تل أبيب فى المنطقة والتى تقوم على تدمير الدول العربية من الداخل واضعافها بالقلاقل والفتن والإرهاب وفى مقدمتها مصر هو ما تنفذه الجماعة الإرهابية بدقة، ونحن هنا لسنا بحاجة للتذكير بخطاب محمد مرسى «صديقى العزيز بيريز» ولسنا فى حاجة للتذكير أيضا بكلام القيادى الإخوانى عصام العريان عن أحقية اليهود بالعودة إلى مصر وعندما ننظر إلى التظاهرة الإخوانية سنجد أنها ترجمة للاتفاق الممنهج بين الجماعة وتل أبيب لتشويه مصر وتحميلها مسئولية جريمة إسرائيل.
- ثانيًا: إن الإخوان ومعهم حماس الإخوانية لا يعملون لوقف الحرب ولا يهتمون بهذا لانهم يرون أن استمرار الحرب يحقق لهم مكاسب ويزيد رصيدهم الشعبى من خلال استخدام الخداع والشعارات الكاذبة، ولهذا فحماس الإخوانية مثل إسرائيل لن يسمحوا بالتوصل إلى هدنة للقتال أو وقف لإطلاق النار وكلما اقتربت المفاوضات المصرية ــ القطرية إلى نقطة إنهاء الحرب وجدنا عملية متعمدة من حماس أو وضع شروط جديدة من إسرائيل والهدف هو افساد المفاوضات.
فالمستهدف من الطرفين هو أن تستمر الحرب وتحصد ما تحصد من الفلسطينيين لأن الحرب بالنسبة لإسرائيل فرصة لن تعوض لتحقيق هدفها بالقضاء على القضية الفلسطينية تماماً، وبالنسبة للإخوان الحرب تمثل الباب الذى يعتقدون أنهم سيعودون منه إلى مصر وغيرها من الدول العربية بدعوى أنهم يقاومون الاحتلال، وهو الأمر الذى فضحته التظاهرة الإخوانية التى كانت تحميها الشرطة الإسرائيلية ولم نجد كلمة واحدة أو حتى انفعالة من متظاهر واحد ضد شرطة إسرائيل التى تسحل الفلسطينيين.
- ثالثاً: إن الهدف بالنسبة للإخوان ليس تحرير فلسطين أو وقف الحرب وانقاذ أبناء غزة وإنما الهدف هو مصر، إحراج مصر وانكار دورها المهم والأكبر فى دعم القضية الفلسطينية وإظهارها أمام الشعب الفلسطينى بأنها لا تساندهم بل تحاصرهم، والضغط عليها للقبول بما تريده إسرائيل وهو تهجير الفلسطينيين إلى سيناء وهذا ما أكده بيان الخارجية المصرية الذى أشار إلى أن الهدف من التظاهرة الإخوانية هو الإجحاف بالدور المصرى وتشتيت الرأى العام عن القضية الأساسية وهى فلسطين.
لكن المفاجأة الصاعقة للإخوان لهم أن الفلسطينيين فضحوهم ورفضوا تظاهرتهم وأكدوا أن مصر هى الأكثر دعمًا ومساندة لهم وأنها السند الحقيقى للقضية وأن حماس والإخوان هم سبب الخراب والدمار الذى يعيشونه.
بل كشف الفلسطينيون أكاذيب الإخوان حول معبر رفح وتحدثوا عن المساعدات المصرية والدعم الذى تقدمه وموقفها السياسى والدبلوماسى الواضح فى رفض تصفية القضية والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى فى دولته المستقلة، وتوالت «الهاشتاجات والتريندات» الفلسطينية والعربية الفاضحة لجريمة الإخوان.
- رابعاً: أن نتنياهو وحكومته لا يريدون بحربهم الوحشية حماس كما يزعمون، لأن حماس ليست هى الموجودة فى القطاع.. وإنما يريدون القضاء على البطل الحقيقى وهو شعب غزة الصامد بحجة حماس.
فالهدف هم 2.5 مليون غزاوى يؤلمون الاحتلال بثباتهم وتمسكهم بأرضهم وتهجيرهم قسرياً وليس حماس التى لا وجود لها أصلاً إلا فى ادعاء القتال من أجل القضية.
الحقيقة الواضحة الآن أمام الجميع أن الإخوان خانوا القضية الفلسطينية كعادتهم وباعوا الفلسطينيين للاحتلال الذى رفعوا أعلامه أمام السفارة المصرية، وتوحدوا مع جنود الاحتلال بل واحتفلوا بالتقاط الصور معهم دون خجل.
لقد أصبحت الصورة ساطعة والفارق واضحاً بين الدولة المصرية التى انحازت قيادة وشعباً لصالح فلسطين وشعبها وقضيتها وبين جماعة خائنة انحازت للاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
وهنا لدينا بعض أسئلة مشروعة.. السؤال الأول.. هل الإخوان لا يعلمون ان ما فعلوه سيكون فضيحة كبرى لهم وسيكشفهم على حقيقتهم؟
والإجابة بالتأكيد أنهم يعرفون لكنهم لا يبالون بذلك.. فالمهم عندهم هو إرضاء الكفيل الأمريكانى والشريك الإسرائيلى لانهم يعتقدون أن هؤلاء هم القادرون على اعادتهم، لرهانهم ليس على الإسلام الذى يتسترون به للمتاجرة وإنما رهانهم على واشنطن دائمًا وهذا هو نفسه ما كانوا يرددونه فى اعتصام رابعة المسلح.
السؤال الثاني.. هل بعد هذه الفضيحة العلنية لخيانتهم يقبل مصرى مسلم أن ينتمى لهذه الجماعة المتحالفة مع الاحتلال الإسرائيلى والخائنة للقضية الفلسطينية؟
هل يقبل أى عنصر مغيب من عناصر الجماعة أو مخدوع فيها بالاستمرار داخل جماعة ثبتت خيانتها صوتا وصورة؟
والإجابة عند هؤلاء الشباب المخدوعين.