تؤكد التطورات الإقليمية على أهمية العمل جميعاً على أن تكون مصر المستقبل قوية فى جميع الاتجاهات.
وعند سماعى خطبة الجمعة السابقة بمسجد الشهداء بشارع الاقبال بالإسكندرية التى ألقاها الخطيب سند الشيخ عن أهمية استغلال عامل الوقت الاستغلال الأمثل تيقنت أن الأسباب الرئيسية لتواجد الفارق الكبير بين اقتصادات ومجتمعات الدول الغربية ودول شرق آسيا خاصة الصين وكوريا الجنوبية واليابان واقتصادات ومجتمعات الدول العربية عامة ومصر خاصة أسلوب استغلال الوقت بواسطة المصريين خاصة الشباب.
إن الوقت هو رأس مال الشباب والتنمية تحدث من خلال أسلوب استغلال الوقت.
الزمن يمر والعمر يجرى والسؤال هو هل يستغل الشباب الذى يمثل أكثر من 55٪ من سكان مصر الوقت فى الاتجاه الإيجابى السليم الذى يحقق التنمية الشاملة المستدامة للوطن المصري
أوضحت الحرب الإيرانية ــ الإسرائيلية الأخيرة وحرب إسرائيل ضد حزب الله فى جنوب لبنان نجاح الإسرائيليين فى استغلال الوقت أفضل استغلال حيث تم تجهيز خطط استهداف قادة القوات المسلحة الإيرانية والعلماء وقادة حزب الله من خلال استغلال الوقت منذ عدة سنوات وتم تأهيل وتدريب العناصر الإسرائيلية والجواسيس داخل إيران وبين أفراد حزب الله للوصول إلى مواقع عمل القادة الإيرانيين ومبيتهم وتحركاتهم واستغلال الوقت فى عمليات التدريب والمحاكاة للعمليات الأصلية.
وهنا نرى أهمية تدريب الشباب على استغلال الوقت فى أعمال التعليم والتدريب والتأهيل فى كل المجالات العلمية والوظيفية وامتلاك التكنولوجيات والعمل فى مجالات البحث العلمي، وتأهيل الشباب على كيفية العمل الإيجابى الذى يحقق أعلى قيمة مضافة للاقتصاد المصري.
سيطرة الشباب على عامل الوقت وتجنب الأعمال السلبية والكبائر والمعاصى والعمل بجدية لاستيعاب العلوم الحديثة والمتطورة وزيادة مستوى المعرفة بالتاريخ المصرى والعربى والتوعية بالمخاطر والتحديات التى تواجه الدولة والشعب المصرى حالياً ومستقبلياً من أهم أسباب تحقيق التنمية المنشودة للوطن المصري.
وبالنظر للاستغلال الأمثل للوقت تقوم الدولة منذ عام 2014 بتنفيذ مئات المشروعات الإنتاجية ومشروعات تأهيل وتطوير البنية التحتية للوطن كوسيلة لمساعدة المواطنين فى تقليل الوقت المفقود عند التحرك من موقع لآخر أو تأدية أعمال مطلوبة لهم من خلال تنفيذ وتطوير مئات الطرق الرئيسية والفرعية والكبارى والأنفاق والقطارات الكهربائية السريعة والنقل الجماعى والمطارات والموانئ.. مما أدى إلى انخفاض الزمن المفقود فى المواصلات وزيادة مؤسسات البنوك ومكاتب البريد والشهر العقارى والتحول إلى التكنولوجيا الرقمية وتسهيل حركة الأموال بين الأشخاص والمؤسسات دون الاحتياج للتوجه إلى البنوك ولكن مازال الأمر يحتاج إلى زيادة أكبر فى المؤسسات والوحدات التى يرتادها المواطن لتنفيذ أعمال واجب تنفيذها وزيادة العاملين بها خاصة البنوك كوسيلة لزيادة فرص العمل وتقليل الوقت المفقود مع الاهتمام بعامل الوقت وعدم تضييع عمر الشباب فى أعمال سلبية بل دعمهم للاتجاه نحو العلم واستيعاب التكنولوجيات ومسايرة التطوير العالمى فى إدارة المشروعات وتحقيق مستوى أعلى للنظافة والجمال المعمارى والإنشائي.
نرى أهمية توعية الشباب بأهمية تحقيق التوازن بين استغلال الوقت فى أعمال إيجابية وأوقات الترفيه والأعمال السلبية وأهمية تحويل الشباب إلى العمل الذى يحقق قيمة مضافة للاقتصاد القومى والحد من عمله فى مجالات خدماتية حيث لابد أن تصل نسبة العاملين فى المجالات الإنتاجية ذات القيمة المضافة العالية إلى أكثر من 75٪ من إجمالى العاملين وتقليل نسبة العاملين فى المجالات الخدماتية إلى أقل من 20٪ والتى تتراوح حالياً ما بين 55 إلى 65٪.
والسؤال هل يفقد الشباب ثلث عمره فى أعمال غير إنتاجية حيث نرى توجه الشعب المصرى وخاصة الشباب إلى عدم استغلال أوقات الإجازات الصيفية التى تصل لأكثر من أربعة شهور والتى تمثل ثلث العام فى أعمال إيجابية بل يضيع الوقت فى السهر ليلاً والتسكع فى الشوارع والكافيهات واستغلال أولاد الطبقات الأعلى الوقت فى التواجد بالمصايف بالسواحل لفترات زمنية لا تقل عن ثلاثة شهور فى العام.
وهنا نرى أهمية إيجاد توازن بين الاستثمار وتنمية الساحل الشمالى فى الاتجاه الغربى حتى الحدود الليبية والاستثمار فى الساحل الشمالى ما بين بورسعيد وحتى رفح المصرية حيث إن الاستمرار فى تعمير الاتجاه الغربى للساحل الشمالى سيؤدى إلى اتجاه المصريين نحو الاستثمار فى هذا الاتجاه وتقليل الاستثمار والتنمية فى الاتجاه الشرقى للساحل الشمالى الذى أرى أنه أهم لتحقيق الأمن القومى المصرى ومواجهة التمدد الإسرائيلى حالياً ومستقبلياً.. ولذلك أرى أهمية قيام الدولة بتشجيع المستثمرين المصريين والعرب لتعمير شمال سيناء بالكامل وبنفس المستوى الذى يتم فى الجزء الغربى وهنا يظهر دور الشباب واستغلالهم للوقت لتحقيق التنمية الشاملة المستدامة فى الاتجاه الشرقى للساحل الشمالي.. نرى أهمية قيام الدولة بالتخطيط الجيد لأسلوب استغلال الشباب لفترات الإجازات الصيفية الطويلة فى مجالات تأهيلهم علمياً وتكنولوجياً وثقافياً والتركيز على المعسكرات الصيفية لشباب القرى والمراكز بالمحافظات الإقليمية وتنفيذ زيارات لكل مواقع الإنتاج والآثار المصرية فى المحافظات المتعددة كوسيلة لزيادة وعى الشباب وتعريفهم بجغرافيا وتاريخ مصر.. مما يؤدى إلى زيادة مستوى الإدراك والوعى وتهيئة المستقبل أمامهم وتشجيعهم على تحقيق الاستغلال الأمثل للوقت والمشاركة فى تحقيق التنمية الشاملة المستدامة للوطن المصري.