أسماء مهمة تم تتويجها فى مسيرة الإبداع والعلم حملها إعلان المجلس الأعلى للثقافة فى نتائج 2025، فهى ليست جوائز فقط، لكن هى تكريم للعلم والعلماء فى كل فروع الجوائز التى طالت قامات مهمة لهم أثرهم فى الحياة العلمية والثقافية بدولتنا، فقد جاءت كما قال وزير الثقافة فى حفل إعلان الفائزين انها تعد من أرفع أشكال التقدير، وأكد د.أحمد هنو أنها تتوج مسيرة طويلة من الإبداع والعطاء، وأن دولتنا تواصل دعمها للمبدعين والمفكرين الذين أسهموا فى تعزيز الهوية المصرية وترسيخ قيم التنوع والانفتاح والوعي.
وبينما أهنئ الصديق العزيز د.أحمد زايد مدير مكتبة الاسكندرية، تحدثت معه عن قيمة هذه الجائزة المصرية ورمزيتها العربية فى دولة بها الكثير من العباقرة، فمصر دوماً تقدم فى منطقتنا نماذج علمية وثقافية واجتماعية وفنية يشار لها بالبنان.. والحقيقة أن مصر بها طابور كبير يستحق مثل هذه الجوائز لما قدموه ويقدمونه فى ساحة الفكر والعلم.
سعادتى لم تكن انها وصلت إلى الدكتور زايد، لكن حقيقة قد جاءت فى توقيتها لرجل جلس على مقعد طه حسين عميداً لآداب القاهرة ورحلته العلمية والأدبية والاجتماعية ليست قصيرة ومثل مصر خير تمثيل عندما تولى مكتبنا الثقافى كمستشار فى السعودية وجعل منه منارة ثقافية بتعدد ندواته وأمسياته الثقافية والأدبية والفنية.. بالتأكيد الأسماء كانت كثيرة أمام لجان الجائزة، وكان واضحاً صعوبة الاختيار، لأن الجميع يستحق- كما علمت- ففى جائزة النيل أيضا ذهبت إلى المعمارى د.صالح لمعى وهو قيمة هندسية معمارية راقية ورفيعة، وكذلك أحمد درويش صاحب الباع المميز فى مجال الآداب، وربما صدفة أن تأتى الجائزة «النيل» للفنان الفلسطينى سليمان منصور فى توقيت مهم، ومن معه وسط أحداث غزة يكرم ابن فلسطين بجائزة المبدعين العرب فى منافسة شديدة من عرب آخرين على نيلها، بعد أن باتت جائزة النيل واحدة من الجوائز العربية المميزة لتكريم عقول الإبداع فى عالمنا العربي.
وبتفحص الأسماء فى جائزة الدولة التقديرية، حاز بها رموز ثقافية مهمة ملأوا الساحة المصرية والعربية بأعمالهم على مدى العقود الخمسة الأخيرة، وأمامى هنا المخرج المسرحى الفذ شاكر عبداللطيف، وكذلك المصور السينمائى الكبير سمير فرج الذى خلد بأعماله تاريخه فى مجال التصوير السينمائي.
وأقف طويلاً عند زميلنا وصديقنا الشاعر أحمد الشهاوى الذى نالها هذا العام وكذلك د.خيرى دومة والكاتبة القديرة فاطمة المعدول التى كانت واحدة من المبدعات العرب ومازالت بأعمالها تجاوز حدودنا إلى عالمنا العربى والخارج.
وفى العلوم الاجتماعية، ذهبت إلى د.أنس جعفر ود.محمد سامح عمرو ود.منى حجاج وكذلك إلى أستاذة العلوم السياسية د.نيفين مسعد أحد قامات كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وعميدتها السابقة، ولو تركت لقلمى الكتابة عنها لاحتوت المقالة كاملة كصانعة للوعى والانتماء، ولم تخل الجائزة هذا العام من اللفتة الإنسانية بتكريم اسم الراحلة مشيرة عيسى فى مجال الفنون، إلى جانب الفنانة المميزة نازلى مدكور، وأسعدنى فوز كل من مسعود شومان وسامح فوزى وعطية الطنطاوى ونهلة إمام فى العلوم الاجتماعية.
وفى التشجيعية، لا يمكن أن تتجاوز الجائزة فى الفنون العازفة نغمات صفوت والفنان محمود زين عن سيناريو فيلم «ولا عزاء للسيدات»، وهايدى فوزى عن رسومها قصة «تعقل يا مرح» ونهاد السيد فى تصميم ديكور ملابس مسرحية «شتات» والمعمارى مصطفى سالم الذى قدم حلقات التوعية بأهمية الحفاظ على التراث، وموسيقى الجسد لإسلام الريحانى وهو العمل الفنى الرائع.
وهنا يحضرنى أسماء كثيرة فازت بالتشجيعية، بينهم أحمد معروف عن كتاب «سور له أبواب» ود.شريف إمام عن كتاب «سعد زغلول فى مرآة جرامش» ود.إسلام عبدالبارى ود.أحمد عكاشة وكتاب «الحرب الروسية- الأوكرانية» للثلاثى أحمد عسكر ومحمد مصباح الناجى ود.محمود حسين أبوسيف.. الجائزة ثرية بالفائزين بها والمصداقية حجبت ٤ جوائز، وطرقت أبواباً فى الآداب وذهبت إلى دعاء جمال وأحمد ياسر ومحمد رفاعى وإبراهيم أبوسمرة ومروة مصطفى وعلى قطب وسوستة سيد ودنيا بيومى ومحمد فراج وليلى أربيل عن ترجمتها لرواية «امرأة غريبة»، وهنا نشكر المجلس الأعلى للثقافة وأمانة د.أشرف العزازى فى الجهد الذى بذل لإعلان الجائزة التى تكون عاملاً مهماً للكثيرين للأمل فى نيلها، ليس فى قيمتها، لكن فى انها صادرة عن وزارة الثقافة المصرية.