وصل المبعوث الخاص للرئيس الأمريكى للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف،أمس، إلى مركز توزيع المساعدات فى رفح الفلسطينية جنوبى قطاع غزة ، لتفقد عملية تسليم المساعدات الغذائية، فيما يعمل على وضع خطة نهائية لتسريع عمليات تسليم الإمدادات إلى القطاع.
قالت كارولاين ليفيت المتحدثة باسم البيت الأبيض «سيقدم المبعوث الخاص إفادة للرئيس الأمريكى فورا بعد زيارته من أجل الموافقة على خطة نهائية لتوزيع الغذاء والمساعدات فى المنطقة».
وكان ويتكوف قد التقى مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، مؤخراً، فى محاولة لإنقاذ محادثات وقف إطلاق النار فى غزة والتعامل مع الأزمة الإنسانية فى القطاع الفلسطينى.
ووصل ويتكوف فى وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على حكومة نتنياهو بسبب الدمار واسع النطاق الذى لحق بغزة والقيود المفروضة على المساعدات فى القطاع.
وكان مرصد عالمى للجوع قال إنَّ سيناريو المجاعة يتكشف فى قطاع غزة، مع زيادة حادة فى سوء التغذية ووفاة أطفال دون سن الخامسة لأسباب تتعلق بالجوع وتقييد شديد لوصول المساعدات الإنسانية.
فى السياق قال تجمع عشائر غزة فى مؤتمر صحفى ان المعونات التى تدخل إلى قطاع غزة لم يستفد منها أحد من السكان وسرقت بترتيب من العدو ، مشيرا الى ان مراكز توزيع المساعدات الإسرائيلية الأمريكية تقدم مساعدات مغمسة بالدم للفلسطينيين والتجمع يرفض التعامل معها.
وناشد تجمع العشائر أهل الحرية والضمير الإنسانى والمبعوث الأمريكى للوقوف على الواقع المأساوى المرير.، منوها ان كل يوم يستشهد نحو 90 فلسطينيا .
من جانبه أكد مدير الفريق الطبى بجمعية الإغاثة فى غزة أن نصف أطفال القطاع يعانون من سوء تغذية مزمن بسبب الحصار الإسرائيلى.
كما شدد صندوق الأمم المتحدة للسكان على أن الحوامل والرضع والأطفال فى قطاع غزة يموتون بسبب الجوع وانهيار خدمات الصحة والتغذية.مشيرا إلى أن المجاعة تفتك بقطاع غزة، خاصة أن هناك أكثر من 500 ألف شخص يواجهون خطر الموت جوعا.
بدورها شددت منظمة «هيومن رايتس ووتش» على أن قتل إسرائيل للفلسطينيين الباحثين عن الطعام فى قطاع غزة جريمة حرب.
وأفادت بأن جيش الاحتلال الإسرائيلى المدعوم أمريكيا والمقاولين وضعوا نظاما عسكريا معيبا لتوزيع المساعدات فى غزة.
وأضافت أن نظام توزيع المساعدات فى غزة تحول إلى حمامات دم منتظمة، وفق تعبيرها.
وأشارت رايتس ووتش إلى أن الوضع الإنسانى المزرى فى القطاع يأتى نتيجة مباشرة لاستخدام إسرائيل تجويع المدنيين سلاح حرب.
وأكدت أن استمرار إسرائيل فى حرمان الفلسطينيين فى غزة من المساعدات جريمة ضد الإنسانية وإبادة جماعية.
من جهة أخرى أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن معظم الناس فى قطاع غزة يفتقرون للغذاء والرعاية الصحية، مشيرة إلى أن ذوى الإعاقة يعانون بسبب محدودية الدعم.
على صعيد المساعدات قال وزير الخارجية الفرنسى جان نويل بارو، إنَّ باريس سترسل 4 رحلات جوية محملة بعشرات الأطنان من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بالتنسيق مع الأردن.
وأوضح بارو لشبكة «فرانس إنفو» أنَّ هذه مساعدات طارئة، لكنها لا تزال غير كافية فى مواجهة هذا الوضع المروع.
وأعلن ما يسمى منسق الحكومة الإسرائيلية أن ألمانيا وإسبانيا وبلجيكا وفرنسا والبحرين ستنضم إلى عملية الإسقاط الجوى للمساعدات على قطاع غزة. وسيقود الأردنيون هذه الجهود.
ومنذ استئناف الإسقاط الجوى فى غزة، أُلقى فى القطاع ما يقارب 200 طرد مساعدات. اليوم ستُنفذ أكبر عملية إسقاط حتى الآن، بأكثر من 150 طردًا (أى ما يعادل تقريبًا كل ما أُسقط حتى الآن مجتمعًا).
ومع ذلك، من الجدير بالذكر أن الحديث يدور أساسًا عن خطوة دعائية من جانب الدول التى تقوم بالإسقاط ، حيث تسقط 30 طرداً جويًا يعادلون شاحنة واحدة فقط، أى أن كل ما سيتم إسقاطه اليوم يعادل نحو 5 شاحنات فقط.
ميدانيا واصلت طائرات الاحتلال قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة مخلفة أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى.
قالت مصادر طبية إن أكثــر من 83 شخصا استشهدوا فى الـ 24 ساعة الماضية فى مختلف مناطق القطاع بينهم 53 من منتظرى المساعدات.
وارتفعت حصيلة ضحايا الهجمات الإسرائيلية على القطاع إلى 60332شهيدا و147643 مصابا منذ 7 اكتوبر 2023.
وأكد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن 1373 فلسطينيا قتلوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء فى غزة منذ بدء عمل ما تعرف باسم «منظمة غزة الإنسانية» فى 27 مايو الماضى.









