أطلق برنامج المنح الصغيرة التابع لمرفق البيئة العالمية (GEF/SGP) بالتعاون مع جمعية “سيكم للتنمية”، مشروعًا طموحًا لتطوير “نادي العلوم” داخل محمية قبة الحسنة بمحافظة الجيزة، بهدف تحويله إلى مركز متكامل للتعليم البيئي.
تعزيز التنمية المستدامة في مصر
يأتي هذا المشروع ضمن المرحلة السابعة من برنامج المنح الصغيرة، التي تشهد تنفيذ 27 مشروعًا بيئيًا في سبع محافظات مصرية، ما يعكس الزخم المتزايد في دعم المجتمعات المحلية وتعزيز مفهوم التنمية المستدامة في البلاد.
“فصل دراسي مفتوح” لمواجهة التحديات البيئية
يهدف المشروع الجديد إلى إعادة تأهيل البنية التحتية لنادي العلوم، وتطويره ليصبح “فصلًا دراسيًا مفتوحًا” يجمع بين الطبيعة والتعليم. سيتم ذلك من خلال تصميم برامج تعليمية تطبيقية تتناول قضايا البيئة المعاصرة مثل تغير المناخ، الطاقة المتجددة، الإدارة الرشيدة للمياه، الزراعة الحيوية، والحفاظ على التنوع البيولوجي.

قبة الحسنة: بيئة مثالية للتعلم التفاعلي
تُعد محمية قبة الحسنة واحدة من المواقع البيئية الفريدة في مصر، بفضل تكويناتها الجيولوجية وحفرياتها النادرة، الأمر الذي يجعلها بيئة مثالية لنشر الوعي البيئي بين طلاب المدارس والجامعات، ودعم التعلم التفاعلي في أحضان الطبيعة.
توافق مع رؤية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة
يأتي المشروع متسقًا مع رؤية مصر 2030 والاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ، ويدعم أهداف التنمية المستدامة، وخاصة الهدف الرابع المتعلق بجودة التعليم، والهدف الثالث عشر المتعلق بالعمل المناخي، والهدف الخامس عشر الخاص بالحياة على اليابسة.
خطة متكاملة للتحديث والتطوير
يتضمن المشروع خطة متكاملة لتحديث القاعات التعليمية داخل المحمية وتزويدها بمعدات حديثة، إلى جانب إنشاء مناطق خضراء تعتمد على أنظمة ري مستدامة. كما يشمل تطوير هوية مؤسسية جديدة للنادي تضم شعارًا ورسالة بيئية، فضلًا عن تدشين موقع إلكتروني ومنصات تفاعلية للتواصل مع الجمهور.
شراكات مجتمعية وتأهيل للشباب
يعتزم القائمون على المشروع توقيع شراكات مع المدارس الحكومية والدولية، وتنظيم ورش تدريبية للمعلمين، ومعسكرات بيئية للطلاب. إضافة إلى ذلك، سيتم إشراك الشباب في برامج تدريبية وتطوعية تهدف إلى إكسابهم “مهارات خضراء” تؤهلهم لسوق العمل البيئي.
نموذج يحتذى به لمستقبل مستدام
تؤكد جمعية “سيكم للتنمية” أن المشروع يمثل نموذجًا يُحتذى به في تحويل المواقع الطبيعية إلى منصات تعليمية وتثقيفية، تدمج بين البيئة والتعليم، وتسهم في بناء جيل أكثر وعيًا بقضايا البيئة والاستدامة.
ومن المنتظر أن يُحدث مشروع “نادي العلوم” بمحمية قبة الحسنة أثرًا مجتمعيًا واسعًا، من خلال غرس قيم بيئية راسخة لدى الطلاب، تنتقل بدورها إلى أسرهم ومحيطهم، ليصبح التعليم البيئي ركيزة أساسية في بناء مستقبل أكثر استدامة.