محاولات نشر الفتنة فى مصر مستمرة بشكل لاينقطع فى سبيل إشاعة الفوضى والانقسام بالجبهة الداخلية بأى ثمن وأى شكل..وآخر محاولات نشر الانقسام وتصوير الوضع بمصر أنه خارج السيطرة كانت فى شكل فيديو «مضروب» عن عملية اقتحام لمقر الأمن الوطنى بالمعصرة ورغم وضوح تزييف الفيديو وعدم منطقية ما ورد فيه جملة وتفصيلا إلا أن جميع منصات الجماعة ساهمت فى نشره ليحقق عددا لابأس به من المشاهدات ويصل إلى نسبة كبيرة داخل وخارج مصر..
ولكن الأمر لم يكن مجرد فيديو تم بثه ونشره فى وقت واحد على جميع منصات الإخوان.. فسبقه فيديو آخر تم بثه لجماعة حسم الإرهابية يتضمن تهديد مصر بشكل واضح وصريح بعمل عمليات إرهابية بها..وكالعادة لم يتأخر الرد الذى جاء سريعا بعملية مداهمة لقوات الأمن الوطنى أجهضت بها عملية إرهابية تم التخطيط لها بمشاركة مجموعة من الإرهابيين تسللوا إلى داخل مصر وهم يعتقدون أنهم بعيدون عن العيون الساهرة المرابطة .
ولا ننسى المحاولات المتكررة لاقتحام وحصار عدد من السفارات المصرية فى دول عربية وأجنبية على اعتبار أن مصر هى المسئولة عن الوضع فى غزة ولم يجرؤ أحدهم على الاقتراب من سفارة إسرائيل فى أى دولة كطرف غاصب ومعتد..
وقبلها كانت المحاولة الفاشلة لتوريط مصر فى مواجهة عسكرية صريحة فيما أطلقوا عليه قافلة الصمود التى توافق فيها عناصر إخوانية مع عناصر ليبرالية من دول أخرى للتحرك عبر الحدود ودخول مصر وصولا لمعبر رفح لفتح المعبر..والنتيجة معروفة مسبقا وهى توريط الجيش المصرى فى اشتباك عسكرى تبعا للرد المتوقع فى التعامل مع القافلة لينتهى الأمر بالحرب التى يريدون توريط مصر فيها ..
كل هذه المحاولات هدفها واحد هو إظهار مصر بمظر الدولة الضعيفة غير القادرة على السيطرة ليصلوا بهذا لدفع المصريين للقيام بالثورة التى يحلمون بها ليل نهار حتى يتسنى للعدو أن يتجاوز الحدود المصرية ويستولى على سيناء كوطن بديل للفلسطينيين وهنا تكمن المشكلة..فالمحاولات لم تنقطع طوال الفترة الماضية والهدف واضح ومعروف للجميع ويتفق عليه الصهاينة والأمريكان وينفذه بكل براعة عناصر الإخوان الذين يتمنون سقوط مصر بأى ثمن وبالتحالف مع أى جهة حتى لو كان الشيطان نفسه..
نعم يسعون لتمكين الصهاينة من سيناء وفتح معبر رفح الذى أصبح من وجهة نظرهم الصهيوأمريكية هو الحل الوحيد للأزمة..كما تم تحويل القضية الفلسطينية برمتها لتصبح مصر هى الوحيدة المسئولة عن الأزمة الحالية وهى التى تتحمل مسئولية تجويع الغزاويين وقتلهم من الصهاينة ..وبدلا من توجيه الاتهام لإسرائيل أصبحت الاتهامات كلها توجه لمصر وتركوا المسئول عن الكارثة وهو من يقتل بدم بارد ويمنع المعونات ويحرص على تجويع الشعب الفلسطينى بكل قوة دون أى لوم دولى أو فردى فى حين تصبح مصر هى المسئولة عن الأزمة برمتها ..
المشكلة باختصار محاولة تصوير مصر كدولة منهارة أمنيا يتم فيها اقتحام مقرات أمن الدولة مع عمليات تحريض وتهييج للمصريين فى الداخل للتحرك ضد الدولة..هذا أيضا بخلاف الحصار الاقتصادى على مصر والتضييق عليها بعد رفض تنفيذ صفقة القرن لنصل فى النهاية إلى التسليم بالأمر وتقديم سيناء كوطن بديل للفلسطينيين لتبدأ بعدها باقى فصول المخطط المرسوم بعناية شديدة وصولا لحلم إسرائيل الكبرى والقضاء على أى جيش قوى بالمنطقة..
فهل أدركنا الآن أن الأمر ليس مجرد فيديو «مضروب» وخلافه..إنه أمر يتعلق بأمن مصر واستقرارها وسيادتها..والدولة تدرك المؤامرة بكاملها والشعب أيضا يدرك الحقيقة ويتحمل كل الصعوبات فى سبيل الأمن والاستقرار..وتبقى الأزمة كلها فى خونة وعملاء يحصدون الدولار ويبيعون الأوطان ..
ويبقى السؤال..هل هى صدفة أن يتم التحرك على كل هذه الجبهات فى وقت واحد وبتنظيم واحد وحصار للسفارات فى وقت واحد بشعارات واحدة..وهل يتحرك تنظيم الجماعة بمفرده أم هناك من يدعمه ويحركه فى اتجاه التصعيد ضد مصر لتصبح هى من يتحمل مسئولية ما يحدث فى غزة وليس إسرائيل ومن يدعمها؟!