مصر ليست فى حاجة لكى تتحدث عن بطولاتها أو تضحياتها من أجل القضية الفلسطينية التى بدأت منذ أكثر من سبعين عاما، فشهداء مصر الذين سقطوا بالآلاف من أجل فلسطين محفورة أسماؤهم فى التاريخ الذى لا ينمحى أو تقلب صفحاته لتمتلئ بترهات وأكاذيب ومحاولات لتغييب مصر عن دورها الطبيعى الذى ظلت تمارسه بكل فخر وعِزة من أجل قضية فلسطين التى هى بمثابة القلب النابض لكل المصريين عبر التاريخ.
وفداءً للقضية الفلسطينية سقط عشرات الالاف من المصريين الذين هبوا لمواجهة العصابات الصهيونية فى 1948 وما بعدها وما زالت أسماؤهم منقوشة على النصب التذكارى فى مقبرة قبة راحيل وفى يافا وبيت جالا والفالوجا والمجدل وغزة وخان يونس ولا تكاد تخلو قرية أو مدينة فلسطينية من شهيد مصرى سقط على تلك الأرض، ليأتى من يمارسون مهاراتهم الخبيثة ومكارثية مقيتة ليتساءلوا ماذا قدمت مصر لفلسطين أو يوجهون سهامهم المسمومة لمصر واتهامها بغلق معبر رفح البرى ومنع دخول المساعدات الغذائية للفلسطينيين فى قطاع غزة.
منذ النكبة فتحت مصر الملكية وبعدها مصر الناصرية والساداتية أبوابها للأشقاء الفلسطينيين الذين لجأوا إليها بعد أن أجبرتهم العصابات الصهيونية على الهروب بحياتهم من القرى والمدن الفلسطينية فحصلوا على كل الحقوق والامتيازات التى يملكها المصريون وعاشوا فى مصر وتعلم أبناؤهم فى مدارسها وجامعاتها، إلى أن وقع العدوان الإسرائيلى النازى على قطاع غزة بعد عملية طوفان الأقصى فمارس أبشع عمليات القتل والتدمير والابادة الجماعية، وقتها فتحت مصر أبوابها لعشرات الالاف من الاشقاء للعلاج أو اللجوء لمصر للاحتماء بها من الجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين بهدف ارهابهم وطردهم وكسر إرادتهم.
وخلال العدوان هب المصريون للتبرع للشعب الفلسطينى وتجهيز القوافل الإغاثية لتحمل إليهم ما يحتاجه الاشقاء من مواد غذائية ومياه نقية وأدوية ومستلزمات معيشية، إلى ان اقتحمت قوات الكيان الإسرائيلى مدينة رفح الفلسطينية على الحدود المصرية وهدمت وجرفت المدينة بأكملها وأغلقت معبر رفح من الجانب الفلسطينى ورفضت كل المناشدات العالمية والاممية لدخول المساعدات التى تراكمت على الجانب المصرى من الحدود إلى المدنيين من مصر عن طريق معبر كرم أبوسالم الملاصق لمعبر رفح، فوقعت مجاعة كبيرة أتت على حياة المئات من الأطفال والكبار فسقطت الارضية الأخلاقية التى لطالما استخدمها إسرائيل فى تمرير سردية الكذب على العالم الغربى الذى سانده ومده بالأسلحة المحرم استخدامها ضد المدنيين.
ورغم كل ذلك لم تتوقف الدبلوماسية المصرية عن جهودها لحل الازمة وطرق كل الأبواب للضغط على الكيان الإسرائيلى لإدخال المساعدات لقطاع غزة ولكن هناك أيادى تعبث هنا وهناك باتهامات ظالمة لمصر حول غلق معبر رفح وانما الحقيقة هم يريدون ابعاد مصر الرافضة لإنهاء القضية الفلسطينية وتهجير أبناء غزة عنها، كما أنهم يريدون توريط مصر فى معركة لم يأت أوانهابعد.