لا تترك جماعة الإخوان الإرهابية أى أزمة أو حدث تتعرض له الدولة المصرية إلا وتحاول استغلاله فى تأجيج مشاعر الفتنة وإطلاق الأباطيل لتحرك الرأى العام الداخلى والخارجى ضدها على الرغم من عدم مصداقية هذا الحدث أو تلك الازمة.. ولا شك إننا نرى جميعاً حالة السُعار الذى انتاب شبكات التواصل العنكبوتية التى تسيطر عليها عناصر تلك الجماعة الإرهابية مستغلة فى ذلك الحصار الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة وذلك العويل الذى تطلقه كيانات حركة حماس الإخوانية التى ورطت العالم كله بعمليات إرهابية فى السابع من أكتوبر 2023 دون أن تراجع أى دولة عربية فيما قامت به وبعدما وصلت إلى طريق مسدود راحت تصرخ وتستجدى العالم فى إنقاذ البقية الباقية من الشعب الفلسطينى من التعنت الإسرائيلى وبالطبع كانت مصر على رأس من لجأت إليهم أبواق حركة حماس فى محاولات يائسة لتوريط الدولة فى مواجهات مباشرة مع إسرائيل والتى من الممكن أن يترتب عليها إيقاف مفاوضات وقف القتال وإدخال المساعدات إلى الأراضى الفلسطينية بل والإمعان فى مسلسل تهجير الفلسطينيين وإجهاض حقوقهم فى إقامة دولة لهم وتصفية القضية الفلسطينية ككل.. وأغلب ظنى أن هذا هو الهدف المتفق عليه بين حماس وبين إسرائيل وهو ما سوف تؤكده الأيام القادمة.
أن تاريخ جماعة الإخوان الإرهابية يؤكد إنها تقوم وتعيش بين الدم والإرهاب وأن عداءها للدولة المصرية قائم منذ نشأتها عام 1928 عندما ظهرت فى ثياب جماعة دينية تنتهج فكر الإصلاح إلا إنه وبمرور الأعوام والأيام وبعدما نجحت فى ضم العديد من المخدوعين الذين انساقوا وراء دعواهم المغلوطة سرعان ما جنحت للعنف لتنسج تاريخاً دموياً ارتبط بحوادث الإرهاب والاغتيالات لكل من يخالفهم سياسياً أو يواجههم أمنياً وهو ما عشناه بأنفسنا ورأيناه بأعيننا منذ أحداث يناير 2011 وما بعدها خاصة عندما تمكنت أجهزة الدولة الأمنية من مواجهة تلك الجماعة بعدما تم إسقاط حكمهم للبلاد لينطلق أنصارها يقودهم الجنون لارتكاب مذابح فى حق الشعب فسقط الضحايا الأبرياء وتعرضت أقسام الشرطة والمنشآت العامة والكنائس للحرق إلى أن تمت السيطرة على كوادرهم وعناصرهم وتم تقديمهم للمحاكمات العادلة.. وهنا انتهجت فلولهم الذين تمكنوا من الهروب خارج البلاد والذين مازالوا متواجدين بها أسلوباً آخر يعتمد على ترويج الشائعات التى تضر بمصلحة واستقرار الوطن ومحاولات العمل على التشكيك فى مواقف الدولة السياسية خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وهنا نعود مرة أخرى إلى حركة حماس الإخوانية التى تعتبر الذراع العسكرية لتنظيم الإخوان الإرهابى حيث انطلقت الماكينة الإعلامية الإخوانية المدعومة من جهات خارجية معلومة التمويل لتسويق رواية خبيثة تزعم أن مصر تغلق معبر رفح وتمنع دخول المساعدات الإنسانية وكأن القاهرة هى التى تقصف وتدمر وتحتل وتجاهلت عمداً أن مصر كانت ومازالت هى المعبر الإنسانى الأهم وإنها وحدها هى التى فتحت معبر رفح منذ اليوم الأول وأدخلت مئات الشاحنات من الغذاء والدواء والوقود بل واستقبلت الجرحى ووفرت لهم الرعاية فى مستشفياتها ..وعلى الرغم من ذلك فإن هناك مؤامرات دنيئة لإيقاع مصر فى فخ الاتهامات وتشوية موقفها الثابت وهو ما تقوم به أبواق جماعة الإخوان الإرهابية التى برعت فى انتهاز أى فرصة لإطلاق أبواق الأباطيل والأكاذيب ضد الدولة المصرية.
أن من يقرأ الواقع حالياً فعليه أن يتأكد أن هناك تراجعاً واضحاً لتأثير تنظيم الإخوان الإرهابى على الساحتين الداخلية والدولية وكذلك فقدان كبير لشعبيتهم وإعادة نظر العديد من الدول التى كانت داعمة لهم للاستمرار فى هذا الدعم.. ويأتى هذا مع حدوث العديد من الانقسامات الحادة داخل هذا التنظيم والتى تعكس هشاشة قيادتهم وتفككهم التنظيمى وعندما وقعت أحداث قطاع غزة قاموا باستغلالها كورقة سياسية لتعويض تراجع نفوذهم وفقدان شرعيتهم وهو ســلوك يؤكــد أن هذا التنظيــم لا يتعامل مع القضية الفلسطينية كمشروع فعلى لتحرير الأرض أو دعم الشعب بل كأداة تكتيكية يتم توظيفها بحسب مصالحها التنظيمية الضيقة وهو ما جعل رسائلها ورسائل ممثليها فى حركة حماس مجرد شعارات جوفاء تفتقد إلى المصداقية والتأثير الحقيقى.
إن تاريخ مصر يتحدث عن نفسه من حيث إلتزامنا بالقضية الفلسطينية وليس قابلاً للتفاوض ولا هو عرضه للمكائد والأكاذيب وليكن واضحاً للعالم أن مصر سوف تواصل جهودها من أجل السلام العادل للشعب الفلسطينى ولن تثنيها أكاذيب وأباطيل جماعة الإخوان الإرهابية مستندة فى ذلك على وعى الشعب المصرى وثقته فى جيشة الوطنى وفى قيادته السياسية.