كل يوم يؤكد الشعب المصرى أنه يمتلك من الوعى والوطنية ما يجعله قادرًا على مواجهة الشائعات والأكاذيب والالتفاف حول الوطن، حيث لم تفلح الشائعات فى النيل من توجهات المصريين تجاه الوطن وقضاياه الأساسية.
لقد تعرض العقل المصرى لشائعات خلال السنوات الماضية – ولا يزال- لم يتعرض لها شعب فى العالم، وخاصة فى عالمنا العربى، وهى تستهدف كل شىء فى مصر: سياسة، واقتصاد، وصحة، وأمن، وغير ذلك.. وهذه الشائعات لم تترك شيئا إلا وطالته.. كما لم تنج شخصية عامة من الشائعات التى تستهدف تشويه صورتها وفقدان الثقة فيها.. ومع ذلك لا يزال النسيج الاجتماعى المصرى قويا ومستعدا لتقديم المزيد من التضحيات من أجل الوطن مهما كانت المشكلات والأزمات التى نواجهها فى حياتنا اليومية.
ما أكثر الشائعات والأكاذيب التى استهدفت أمن مصر واستقرارها وانطلقت من خلال وسائل إعلامية معادية، أو رددها أشخاص مأجورون ومغرضون من خلال مواقع التواصل الاجتماعى، ورددها بعض الناس خلفهم دون التحقق منها لكنها رغم انتشارها عن طريق بعض البسطاء أو أصحاب الهوى السياسى لم تحقق أهدافها.. ولم تترك التأثير السلبى المستهدف فى نفوس الناس، ولم تدفعهم إلى السلوك المطلوب، وهو فى الغالب سلوك عدوانى يستهدف الاضرار بمؤسسات الوطن الأمنية والاقتصادية والسياسية.. بل تستهدف نسيج الوطن وبث الفرقة والخلاف بين أبنائه.
>>>>
خبراء الإعلام يؤكدون دائمًا أن الشائعات وسيلة الضعفاء والعاجزين، ولذلك تستخدمها وتعتمد عليها جماعات الضلال الدينى والنصب السياسى، كما تعتمد عليها الدول المعادية كوسيلة لتحقيق أهدافها.. ومن الطبيعى أن الشائعات تنتشر وتحقق أهدافها الخبيثة فى المجتمعات التى يقل فيها الوعى الشعبى.. ومن هنا فشلت تلك الوسيلة فى دفع المصريين إلى تحقيق أهداف الجماعات المعادية لمصر، فالشعب المصرى يعرف جيدًا حجم الأكاذيب التى تستهدف وطنه، وحجم ما تروج له فضائيات مأجورة وعناصر هاربة تعمل لصالح جماعات تستهدف عرقلة مصر ومنعها من تحقيق طموحات شعبها.
صمود الشعب المصرى فى مواجهة الشائعات يؤكد ارتفاع وعيه السياسى والوطنى وهناك بسطاء يعانون من شظف العيش هنا وهناك، ومن الصعب أو من المستحيل اختراق وعيهم الوطنى ودفعهم إلى سلوك معاد للوطن، وهو الأمر الذى أصاب أعداء استقرار مصر باليأس والاحباط، فقد راهنوا على نجاح أكاذيبهم فى دفع بعض المصريين إلى ارتكاب سلوكيات معادية وفشلوا، وراهنوا على قدرة أكاذيبهم فى تشويه صورة مصر عالميًا واقليميًا وعربيًا وفشلوا، وراهنوا على شغل الحكومة المصرية بالشائعات عن تحقيق أهدافها التنموية وفشلوا.
ضرورة الالتفاف حول الوطن والفخر بقواته المسلحة والدعاء له بالحفظ من مكائد ومخططات الأعداء الذين يحيطون بمصر من كل جانب.
>>>>
لكن.. رغم الرهان الدائم على وعى المصريين فى مواجهة الأكاذيب لا ينبغى أن نتهاون فى مواجهة الشائعات التى تستهدف استقرار مجتمعنا سياسيًا واقتصاديًا خاصة وأن الانفتاح الاعلامى وفاعلية مواقع التواصل الاجتماعى واتاحتها لكل المصريين جعل منها ساحة مفتوحة لكل أشكال الشائعات المغرضة والمعلومات المضللة، ونفى الشائعات أمر مهم يجب أن تقوم به كل مؤسسات الدولة وفى مقدمتها مجلس الوزراء.. لكن ما ينبغى أن نحرص عليه هو كشف الحقائق أولا بأول فمن شأن الشفافية والتداول الحر للأخبار والمعلومات والحقائق ألا يعطى فرصة لشائعة أو أكذوبة أن تنطلق من الأساس ولو انطلقت فعوامل دحضها وفشلها موجودة أصلا قبل انطلاقها.
المواجهة الشعبية للإشاعات والأكاذيب مهمة للغاية، لأننا شعب متدين وتشكل تعاليم الدين الجزء الأكبر من ثقافته ووعيه، خاصة وأن الموقف الشرعى من ترويج الإشاعات وما لها من آثار مدمرة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا واضح فى نفوس قطاع كبير من المصريين.
يجب أن يدرك الجميع وخاصة هؤلاء الذين نعدهم فى قوائم المثقفين أن المتربصين بالوطن لا يتوقفون عن محاولاتهم اليائسة لالقاء الغبار على كل ما يحدث فى مصر حتى ولو كان مشرفا أو يضيف جديدًا لاسم مصر ومكانتها.. ولذلك لا ينبغى لهؤلاء أن ينساقوا خلف أكاذيب ويتناقلوها على صفحاتهم الشخصية، فهم بعقولهم الواعية حماة للوطن وحراس دائمون عليه.. وليسوا أداة لكتائب نشر الشائعات والأكاذيب.
اختلف مع المسئول كيفما تشاء.. وانتقده بموضوعية وأمانة ونزاهة.. لكن لا تخلط بين سلوك المسئول وقضايا الوطن، ولا تشوه صورة وطنك بمنشور أو صورة صنعتها الكتائب الالكترونية التى تعمل لصالح أعدائه.