إرادتنا القوية ورغباتنا الوطنية الجامحة، كانت ولا تزال «كلمة السر» فى كل الأحداث التاريخية التى غيرت مسار الأمة وحددت مستقبل مصر الحديث، وهى أيضاَ التى وضعت حجر الأساس لـ»الجمهورية الجديدة»، وكما ذكرت من قبل فى مقالاتى «تتجلى عظمة الشعب فى اتحاده والتصميم على تحقيق وتنفيذ إرادته»، سواء فى مواجهة التحديات أو تجاوز الصعوبات، وكل التواريخ على مر العصور أثبتت هذا الكلام، وهذه الوقائع زادت من وعى المصريين وأصبحوا الآن مدركين تماماً الواجب الوطنى تجاههم، وأن دورهم مهم جداً لم يقف فقط عند الثورات والجولات، بل يمتد إلى أى شئ يخص البلد، حتى الانتخابات سواء الرئاسية أو البرلمانية، ليحققوا رغباتهم فى تحديد من يتولى زمام الأمور .
ونحن الآن على عتبة «الانتخابات البرلمانية» والتى تعد من أهم الركائز التى تُبنى عليها الديمقراطية فى أى دولة، كما أنها أداة فعالة لمشاركة المواطنين فى صنع القرار السياسى، وتوجيه السياسات العامة بما يعكس مصالحهم وتطلعاتهم، ومن هنا تقع أهمية مشاركتنا فى «ماراثون الانتخابات» الذى يبدأ غداً الجمعة خارج البلاد، ليس فقط باعتبارها حقاً ديمقراطياً، بل أيضاً واجب وطنى يمارس فيه المواطن دوره الحقيقى فى بناء مستقبل بلاده .
«لازم ننزل علشان نختار» من يستحق ثقتنا، ومن نراه الأنسب فى القيادة والتشريع وسن القوانين، ومراقبة عمل الحكومة، ومناقشة السياسات العامة التى تؤثر فى حياتنا اليومية، سواء فى التعليم أو الصحة أو الاقتصاد أو غيرها من القطاعات المهمة، لذلك يتوجب علينا جميعاً «الشعب المصرى» اختيار ممثلين عنا، يتسمون بالكفاءة والنزاهة وحسن الخلق، وطبعاً يكون «خدوم»، وغيرها من الصفات المميزة، وبهذا الشكل نعكس إرادتنا نحو الإصلاح وتحقيق التنمية والعدالة الاجتماعية .
«المشاركة» تمثل الوعى والإدراك، والمسئولية، والانخراط فى الشأن العام، للحفاظ على الحريات العامة، وهى علامات تدل على صحة مجتمعنا وديمقراطيته، كما أن «الانتخابات البرلمانية» تعد فرصة حقيقية للتغيير نحو الأفضل، كلما زادت وارتفعت نسبة مشاركتنا، وباتت نتائج الانتخابات أكثر تجسيداً لإرادتنا ورغباتنا، وهذا يمنح الثقة لأعضائنا المنتخبين، ويعطى للبرلمان قوة معنوية فى التعبير عن الرأى العام والدفاع عن مصالحه، ولكن للأسف عزوف بعض المواطنين وتقاعس البعض الآخر عن التصويت، يؤدى إلى سيطرة فئات محدودة على المشهد السياسى، وبالتالى نجد تمثيلاً غير عادل لا يعكس التنوع الحقيقى داخل مجتمعنا .
من الاخر.. نحن نمر هذه الأيام ليس بمجرد مناسبة سياسية عابرة، بل لحظة فاصلة تعكس وعى الشعوب، وتشكل ملامح المستقبل، وكل صوت يُدلى به المواطن هو خطوة نحو بناء دولة قوية تتسم بالعدالة والاستقرار، ولكل هذا لابد أن نمارس حقنا فى التصويت بـ»مسئولية وحرص» من أجل حاضرنا ومستقبلنا.