الذى يرصد ويتتبع «تصريحات» الإدارة الأمريكية بشأن ما يجرى وما يحدث فى غزة.. يجب أن يتوقف عند «ملاحظة مهمة».. دالة وكاشفة.. فتصريحات القادة والمسئولين الأمريكيين جميعهم.. ابتداء من الرئيس دونالد ترامب مرورا بنائبه ووزيرى دفاعه وخارجيته وكبار مستشاريه.. وصولا إلى المبعوث الأمريكى الخاص إلى الشرق الأوسط «ستيف وبتكوف».. كل هؤلاء عندما يتحدثون بلغة «حنونة عطوفة» عن الإبادة أو التجويع أوالتقتيل فى غزة «ردا على أسئلة الصحفيين أو الإعلاميين أو المحاورين».. لايبدأون كلامهم أبدا بعبارات أو مصطلحات وقف الحرب أو وقف إطلاق النار أو إدخال المساعدات إلى الجوعى أو محاولة إنقاذ مئات الآلاف من»مشاريع الموتي» من أهل غزة.. الجملة والعبارة الأولى التى تنطلق من «لسان» كل واحد من هؤلاء القادة والمسئولين الأمريكيين هى «إعادة المختطفين الإسرائيليين»!!.. عشرون أو خمسون إسرائيليا يساوون عند أمريكا الكثير.. هم المقدمة والقمة.. هم الصدارة والقلب.. هم البداية والنهاية .. هم الحرب وهم السلام.. أما من استشهد أومن ينتطرالإستشهاد «تقتيلا أو تجويعا»من الشعب الفلسطينى بأكمله «على يد الجيش الإسرائيلي» فهم ليسوا «فى نظر أمريكا» بشرا.. لامكان لهم فى دائرة الإهتمام الأمريكى «السياسى والإنساني» إلا فى «القاع».. هم أرقام فى «عداد الموت».. عداد الموت الذى لم تكن «تروسه» تتحرك ولا «محركاته» تدور إلا بدعم ومشاركة ورضا وتأييد و»محبة» أمريكية!!
نعم.. الولايات المتحدة الأمريكية.. لا تريد لحرب الإبادة فى غزة أن تقف.. لم ولن تحرك «واشنطن» ساكنا لكل المجازر والمذابح وصور وأشكال التجويع التى تنفذها إسرائيل «جهارا نهارا» فى رجال ونساء وأطفال ورضع غزة.. لن تحرك ساكنا حتى وإن لم تبق إسرائيل بشرا ولاحجرا.. أمريكا «ومعها إسرائيل» تريدان استكمال المشروع.. «المشروع الكبير».. والذى تعد غزة جزءا منه فقط.. لكن البقية لم تأت بعد.. «استمرار الحرب والإبادة والتجويع» هى الأداة والسلاح الذى تراهن عليه واشنطن وتل أبيب من أجل مواصلة «مراحل» المشروع!!.. أمريكا لوكانت تريد وقف هذه المأساة.. هذا العار الذى رسمته حرب غزة على «جبين البشرية».. أمريكا لوكانت تريد وقف ذلك لفعلت فى «غمضة عين».. لكنها لاتريد.. تريد فقط مشروعها.. وإن حدث وإن توقفت الحرب فإن هذا لايعد إلا أمرا مؤقتا.. سرعان ما ترتب أمريكا وإسرائيل من أجل إستئناف «العمل» من أجل «المشروع الكبير».. ذلك المشروع الذى تحلم أمريكا أن يكون عنوانه الأبرز «إسرائيل الكبري»!!
«أيادى أمريكا» فى حرب وجريمة ومأساة غزة غير المسبوقة فى تاريخ البشر.. «أيادى أمريكا» فى هذه الحرب لا يغفلها ولا يجهلها أحد.. ولقد تحدثت تقارير دولية عديدة عن الدور الأمريكى المرعب فى حرب إبادة وتجويع غزة.. قرأت قبل أيام واحدا من هذه التقارير.. أصدرته إحدى الجهات الدولية المتخصصة وتناوله الإعلام الدولي.. يقول التقرير إن الولايات المتحدة الأمريكية منذ بدء حرب الإبادة على غزة زودت إسرائيل بمئات الآلاف من القنابل والصواريخ.. من بين هذه الأسلحة قنابل يصل وزنها أربعة آلاف رطل بالإضافة إلى قنابل محظورة دوليا.. وجاء فى التقرير أن حجم المتفجرات التى ألقاها جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ بد الحرب بلغ أكثر من ثمانين ألف طن من المتفجرات.. ذكر التقرير أن هذه الكمية من القنابل والصواريخ والمتفجرات تعادل القوة التفجيرية لثلاث قنابل «نووية» من نوع القنبلة التى ألقتها الولايات المتحدة على «مدينة هيروشيما» اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية قبل مايقرب من ثمانين عام!!
وجاء فى التقرير أيضا أن «واشنطن» أمدت – ومازالت تمد – «تل أبيب» بوسائل الدعم العسكرى والمخابراتى فى حرب الإبادة على غزة.. حيث زودت أمريكا إسرائيل بأسلحة ومنظومات دفاع جوى متقدمة أبرزها «أنظمة ثاد».. كما زودتها بمعدات وأسلحة أخرى من بينها «سبعين ألفاً» قذيفة مدفعية.. وأسراب طائرات.. هذا بالإضافة إلى الدعم المالى والدعم السياسى والذى يأتى على رأسه إجهاض جمع المحاولات التى طرقت باب مجلس الأمن لوقف حرب الإبادة وإنقاذ مئات الآلاف من البشر من الموت المحقق «جوعا».. لقد كان «الفيتو» الأمريكى – ومازال – «حسب ما أشار التقرير» هو حامى حمى الإجرام الصهيوني!!.. هل أمريكا التى تفعل كل ذلك مع إسرائيل ضد شعب محاصر.. مجوع.. يباد بكل أنواع الأسلحة فى أبشع المجازر.. هل أمريكا التى تفعل ذلك تريد وقف الحرب أو إنقاذ الفلسطينيين من «مقتلة الجوع»؟!!.
فى توقيت متزامن – قبل أيام قلائل – صدرت ثلاثة تصريحات بشأن «الجوع والمجاعة» فى غزة.. التصريحات صدرت من الرئيس ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ومايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي.. التصريحات الثلاثة كأنها متفق عليها .. فهى لم تختلف فى الشكل ولا فى المضمون.. ليس هناك مجاعة فى غزة.. المقاومة هى التى تسرق المساعدات.. الأمم المتحدة كاذبة!!.. قال نتنياهو بالحرف الواحد: إن إسرائيل تواجه حملة من الأكاذيب العمياء حول وجود مجاعة فى غزة.. ما هذه إلا أكاذيب.. لا توجد مجاعة فى غزة ولا توجد سياسة تجويع نتبعها.. ويضيف نتنياهو: لقد سمحنا بدخول المساعدات إلى غزة حتى خلال الحرب ولولا ذلك لما تبقى أى إنسان فى غزة ولما تبقت غزة!!!.. ويواصل نتنياهو: هناك جهة واحدة فقط تمنع دخول المساعدات وتسيطر عليها وهى «حماس»!!.. ثم ينتقل نتنياهو إلى مرحلة أخرى من الكذب والتضليل والفجور وذلك عندما يقول: إن على الأمم المتحدة أن تتوقف عن الكذب وعن اتهام إسرائيل «زورا» بمنع دخول المساعدات!!!
الرئيس ترامب خلال اجتماعه مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين فى اسكتلندا قال: لا أعتقد أن هناك مجاعة فى غزة.. والأمر ربما يتعلق بسوء تغذية!!.. ويضيف ترامب: إن «حماس» هى التى تسرق المساعدات!!.. نفس الكلام «كرره» رئيس مجلس النواب الأمريكى مايك جونسون خلال مقابلة تليفزيونية.. فقد قال جونسون: إن «حماس» هى التى تسرق المساعدات .. وزاد بأن المسئولين الإسرائيليين أبلغوه أنه منذ بداية الحرب أرسلت إسرائيل أكثر من أربعة وتسعين شاحنة محملة بالغذاء.. وقال إن هذه الكمية كافية لإطعام مليونى شخص لمدة عامين!!!.. تنسيق «أمريكى – إسرائيلي» فى جميع الميادين وعلى كافة المستويات.. تنسيق لا تصلح معه لغة «الصور العاطفية».. ولا «المشاهد الإنسانية»!!
فى بداية حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة سألوا «حاخاما» فى مدينة يافا يشرف على «مدرسة دينية» يخدم طلابها فى «الجيش الإسرائيلي».. سألوا «الخام» لماذا يقتل الجيش الأطفال والرضع فى غزة؟!.. أهى رعونة من الجنود أم أنه قتل «عن طريق»؟!.. وكانت إجابة الحاخام «الهادئة.. الرزينة.. المتأنية.. المتعمقة.. الضاربة بجذورها فى «دهاليز » الفكر الصهيوني.. قال الحاخام «إلياهومالي»: إن قتل الأطفال فى غزة لا هو بسبب رعونة جنود الجيش ولاهو قتل عن طريق الخطأ.. إنه قتل لعدو.. إنه «عمل مقدس».. وعندما تم سؤاله «كيف يكون الطفل أو الرضيع» عدوا.. وكيف يكون قتله عملا مقدسا ؟!.. أجاب: إذا لم تقتلهم فسيقتلونك؟!.. وأخذ الحاخام يوضح ويفسر قائلا: إن «مخربى اليوم» فى غزة هم «الأطفال» الذين تركتهم ولم تقتلهم فى «المعركة الماضية»؟!!.. ما قاله الحاخام إلياهو مالى هو ما يقوم بتنفيذه جيش الإحتلال الإسرائيلى فى غزة.. ضد الأطفال والرضع والنساء والعجائز والمرضي.. حتى ضد الشجر والحجر.. جيش إسرائيل كله «إلياهو مالي»!!.. حاخام يافا وجيش إسرائيل ليسا وحدهما اللذان يؤمنان بالقتل المقدس لأطفال ورضع غزة.. أمريكا أيضا تؤمن بالقتل و»التجويع المقدس»!!.. ولو أرادت أن توقفه لفعلت!!
من خرج فى طلب العلم كان فى سبيل الله حتى يرجع.. صدق حبيبنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد..اللهم بارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد.. وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فلسطين.. أرض الأقصى.. أرض المحشر.. أرض المسرى.. مسرى حبيبنا وسيدنا محمد رسول الرحمة والإنسانية.. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.