لليوم الرابع على التوالى واصل الهلال الأحمر المصرى ادخال شاحنات المساعدات عبر معبر رفع فى اتجاه معبر كرم أبو سالم جنوب شرق قطاع غزة وذلك فى إطار الجهود المصرية المتواصلة لتخفيف الأزمة الإنسانية والمعاناة التى يعيشها أكثر من مليونى فلسطينى فى قطاع غزة الأمر الذى جعل أبناء غزة يرفعون أعلام مصر ويطوفون بها فى شوارع القطاع تقديراً لما تقوم به مصر فى دعمهم بالمساعدات الإنسانية والتحركات السياسية التى لا تتوقف من أجل وقف نزيف الدم الفلسطينى.
من جانبه، قال مسئول بجمعية الهلال الأحمر المصرى «إن القافلة الرابعة من «زاد العزة .. من مصر إلى غزة» تضم «ألف» طن من المساعدات الغذائية وإلاغاثية والطبية والتى تشمل السلال الغذائية المتنوعة، الدقيق، المستلزمات الطبية، ومستلزمات العناية الشخصية إلى غزة فى اتجاه جنوب القطاع عبر معبر كرم أبو سالم».
ويتواجد الهلال الأحمر المصرى كآلية وطنية لتنسيق وتفويج المساعدات إلى غزة .. على الحدود منذ بدء الأزمة .. حيث لم يتم غلق ميناء رفح من الجانب المصرى نهائيا، وواصل تأهبه فى كافة المراكز اللوجستية وجهوده المتواصلة لدخول المساعدات التى بلغت نحو 35 ألف شاحنة محملة بنحو نصف مليون طن من المساعدات الإنسانية والإغاثة، وذلك بجهود 35 ألف متطوع بالجمعية.
يذكر أن قافلة «زاد العزة .. من مصر إلى غزة»، حملت فى يومها الأول، الذى انطلق أمس، ما يزيد على 1200 طن من المواد الغذائية قدمها الهلال الأحمر المصري، تحمل نحو 840 طن دقيق، و 450 طناً سلال غذائية متنوعة، ويأتى ذلك فى إطار الجهود المصرية لتقديم الدعم الغذائى لأهالى القطاع.. وفى ثانى أيامها، قدمت نحو 1500 طن من المساعدات والتى تتنوع بين 965 طنا من سلال غذائية متنوعة، وقرابة 350 طن دقيق، مقدمة من الهلال الأحمر المصري، بالإضافة إلى 200 طن من مستلزمات العناية شخصية.. ويتواجد 35 ألف متطوع من الهلال الأحمر المصرى على الحدود منذ بدء الأزمة فى أكتوبر 2023 حيث ظل ميناء رفح البرى مفتوحا، ويواصل تأهبه فى كافة المراكز اللوجستية وجهوده المتواصلة لإدخال المساعدات.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلى قد أغلقت المنافذ التى تربط قطاع غزة منذ يوم 2 مارس الماضى بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وعدم التوصل لاتفاق لتثبيت وقف إطلاق النار، واخترقت الهدنة بقصف جوى عنيف يوم 18 مارس الماضى وأعادت التوغل بريا بمناطق متفرقة بقطاع غزة كانت قد انسحبت منها..كما منعت سلطات الاحتلال دخول شاحنات المساعدات الإنسانية والوقود ومستلزمات إيواء النازحين الذين فقدوا بيوتهم بسبب الحرب على غزة؛ ورفضت إدخال المعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام وإعادة الإعمار إلى قطاع غزة.. وتم استئناف إدخال المساعدات لغزة فى مايو الماضى وفق آلية نفذتها سلطات الاحتلال وشركة أمنية أمريكية رغم رفض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين»أونروا» لمخالفتها للآلية الدولية المستقرة بهذا الشأن.
وبسبب ضغوط القاهرة أعلن جيش الاحتلال «هدنة مؤقتة» لمدة 10 ساعات «الأحد 27 يوليو 2025» وعلق العمليات العسكرية بمناطق فى قطاع غزة للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية؛ فيما يبذل الوسطاء «مصر وقطر والولايات المتحدة» جهودا للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل إطلاق الأسرى والمحتجزين.
القافلة الرابعة وتشمل الخبز الطازج الذى يتم تجهيزه بجهود متطوعى الهلال المصرى داخل المخبز الآلى بمركز الامداد الغذائى «المطبخ الإنساني» التابع للهلال الأحمر المصرى بمدينة الشيخ زويد فى شمال سيناء فى إطار مبادرة «لقمة هنية من مصر إلى غزة» التى تأتى بالتزامن مع تكثيف الجهود لاستمرار الدفع بالمساعدات الغذائية فى ما يشهده القطاع من نقص حاد فى الغذاء.
ويستهدف المخبز الآلى التابع للهلال الأحمر المصرى إمداد أهل غزة بعشرات الآلاف من الارغفة بشكل مستمر وذكل فى إطار جهود الهلال الأحمر المصرى لتوسيع نطاق خدماته الإنسانية وتلبية الاحتياجات الغذائية للأسر الفلسطينية ويعتبر مركز الإمداد الغذائى «المطبخ الإنساني» من أوجه الدعم التى تقدمها مصر إلى سكان القطاع منذ بداية الازمة من أجل ادخال المساعدات الغذائية العاجلة وتوفير السلال الغذائية المتكاملة والدقيق والخبز بالإضافة إلى الوجبات الساخنة والجافة.
التحديات.. فى مواجهة شاحنات المساعدات
وقالت الدكتورة أمال إمام المدير التنفيذى للهلال الأحمر المصرى ان هناك دائماً جاهزية للدفع بمزيد من المساعدات وتم اطلاق قافلة ذات العزة من مصر إلى غزة وتحمل العديد من الرسائل المهمة فهى تحتوى بالكامل على مواد غذائية تصل إلى 840 طن دقيق و450 طن من المواد الغذائية المختلفة.
أضافت ان هذه القافلة تأتى فى توقيت صعب جدا، وسط تأمين شديد لهذه القوافل المتجهة للقطاع
والجميع يعلم حجم المعاناة والتحديات التى تقابل هذه القوافل المتجهة للقطاع من كافة الممرات وبالتالى قافلة ذات العزة المتجهة لغزة التى تحمل الخير من ايادى المصريين لأشقائنا فى قطاع غزة
مؤكدة ان وصول الشاحنات إلى معبر كرم أبوسالم ليس كما تظهر على الشاشات وليس بهذه السهولة فهناك الكثير من التحديات والتعنت من الجانب الإسرائيلي، علما بأن المعابر المصرية دائمًا مفتوحة منذ اندلاع الحرب فى السابع من اكتوبر 2023 أى أكثر من 600 يوم عمل متواصل على الحدود المصرية ولم تغلق ليوم واحد وشددت على ان الهلال الأحمر يعمل مع كافة الجهات المحلية للتأكد ان كافة المعايير المطلوبة متوفرة لمرور هذه الشاحنات، مشيرة إلى ان الجانب الاسرائيلى لا يتوقف عن وضع العراقيل والتعنت لعركلة دخول المساعدات.
ومن جانبهم أجمع خبراء ومحللون سياسون ونواب وقيادات حزبية ان ما تقدمه مصر من مساعدات إنسانية وإغاثية للاشقاء فى غزة ليس أمراً طارئاً ولا ظرفياً ولكنه التزام تاريخى وثوابت مصرية وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى عليها «مراراً وتكراراً».
وأن دخول القوافل الاغاثية تباعاً و«الرابعة» أمس هو التزام مصرى يؤكد الدعم والمساندة والحفاظ على القضية الفلسطينية التى تؤكد القيادة السياسية أنها «أولوية مصرية» وتفاصيل أخرى من السطور التالية…».
قال اللواء دكتور وائل ربيع مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية والخبير فى الأمن الإقليمى إنه منذ اندلاع الاحداث فى 7 أكتوبر تضطلع مصر بدور فاعل ومستمر فى إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة حيث عملت على مسارين متوازيين أولهما دعم جهود التهدئة والتوافق بين إسرائيل وحماس وثانيهما عدم التغافل عن البعد الإنسانى فى ظل تدهور الاوضاع بشكل غير مقبول وغير محتمل داخل القطاع واصرت الدولة المصرية على ضرورة دخول المساعدات وتبنى الهلال الأحمر المصرى هذا الدور من خلال إطلاق مبادرة «زاد العزة من مصر لغزة» والتى توالت عبرها قوافل الاغاثة تباعاً حتى وصلنا إلى القافلة الرابعة.
مضيفاً ان القوافل تركز على توفير المواد الغذائية الجاهزة وفى مقدمتها الدقيق الذى ارتفع سعر الكيلو جرام منه داخل غزة إلى نحو 150 دولاراً إلى جانب البقوليات التى تمتاز بإمكانية التخزين والاستمرارية دون تلف سريع كما تضم القافلة مساعدات طبية أساسية لتلبية الاحتياجات الصحية المتزايدة خصوصاً مع انتشار بعض الامراض بين الأطفال والنساء نتيجة الوضع الإنسانى المتدهور وهذه التحركات تؤكد مجدداً ان دعم مصر لغزة ليس ظرفياً بل التزام إنسانى وعربى ثابت.
قال الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية، إن الدبلوماسية المصرية تعمل على عدة مسارات إنسانية وسياسية لإنهاء المأساة التى يتعرض لها قطاع غزة ودخول القافلة الرابعة من المساعدات المصرية «قافلة زاد العزة من مصر إلى غزة» يعد انجازاً للدولة المصرية على أعلى مستوياتها والتى تبذل جهداً غير مسبوق للتوصل إلى حل ينهى مأساة القطاع.
أشاد فهمى بالدبلوماسية التى تلعب دوراً مهماً إلى جانب مؤسسات الدولة التى لم تدخر جهداً على كل الاصعدة العربية والدولة، مشيراً إلى ان الاجرام الإسرائيلى لابد ان يتوقف فهو الجانب الذى يضع العراقيل أمام المساعدات الإنسانية التى تمر عبر معبر «كرم أبوسالم».
وقالت النائبة ريهام عبدالنبى عضو مجلس النواب والقيادية بالحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى ان ما تقدمه مصر من دعم سياسى وإنسانى لغزة يعكس التزامها التاريخى بالقضية الفلسطينية ورفضها القاطع لأى مخططات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين أو تصفية حقوقهم المشروعة والقوافل المتتابعة التى تنطلق برعاية مؤسسات الرئاسة وبالتنسيق مع الهلال الأحمر المصرى ليست فقط مواد إغاثة بل هى رسائل مبدئية للعالم بأن مصر تتحرك من موقع الشقيق والداعم لا المتفرج.
وأضافت: تؤكد دعمنا الكامل للخطاب الرسمى المصرى الرافض لأى محاولات لفرض حلول غير عادلة أو الإضرار بالأمن القومى المصرى من خلال العبث بحدود الدولة أو استغلال الوضع الإنسانى لتغيير التوازنات على الأرض ونؤمن بأن الموقف المصرى هو صمام الأمان الحقيقى للقضية الفلسطينية ونشد على يد القيادة السياسية فى كل خطوة تتخذها لحماية حقوق الاشقاء الفلسطينيين وصون السيادة المصرية فى آن واحد.
وثمن المهندس علاء عبدالنبى نائب رئيس حزب الإصلاح والتنمية والتحركات المصرية واستمرار القوافل الإنسانية إلى قطاع غزة مؤكداً ن هذا امتداد طبيعياً لدور مصر التاريخى فى دعم القضية الفلسطينية ورفض تهجير أهلها تحت أى ظرف.
قال عبدالعزيز الشناوى رئيس المكتب السياسى لحزب العدل: «نعبر عن تقديرها العميق للجهود المصرية المستمرة فى تسهيل ادخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة رغم التحديات الميدانية والسياسية المعقدة لقد أكدت مصر مرة بعد أخرى التزامها الثابت بدعم الشعب الفلسطينى وحقوقه المشروعة والسعى بكل مسئولية إلى تجنيبهم ويلات الحرب وفتح قنوات التفاوض والتهدئة فى ظل صمت دولى مخجل وتخاذل واضح من كثير من الاطراف الفاعلة فى المجتمع الدولي».
قال النائب وليد التمامى عضو مجلس الشيوخ، ان دخول شاحنات المساعدات يمثل إنجازًا مصريًا مهمًا، مؤكدًا أن هذا النجاح جاء نتيجة الضغوط المصرية المستمرة والجهود الدبلوماسية التى تبذلها القاهرة لكسر الحصار الإنسانى المفروض على غزة مضيفا ان مصر هى صوت الحكمة والعدل فى المنطقة، وتتحرك دومًا بدافع إنسانى وأخلاقى لحماية المدنيين وفتح ممرات الإغاثة، رغم ما تواجهه من ضغوط وتحديات.
قال النائب عبد الهادى القصبى زعيم الاغلبية، ان دخول المساعدات يعكس سرعة الاستجابة المصرية وحرصها على تلبية الاحتياجات العاجلة للأشقاء فى غزة، مشيرًا إلى أن تلك المساعدات تسهم فى التخفيف من حجم الكارثة الإنسانية التى يعانى منها أكثر من مليونى فلسطينى محاصر وأن مصر قامت وستقوم بهذا الدور الإنسانى الذى يعكس إيمانها بالتضامن الكامل والمستمر مع الشعب الفلسطينى وتقوم مصر بترجمة هذا الدعم على الأرض، وليس مجرد مواقف نظرية أو بيانات ودون مزايدات.
وأوضحت النائبة الدكتورة ألفت كامل، أن مصر تعمل بصمت وإصرار على تخفيف حدة الأزمة، والعمل على وقف إطلاق النار ومن ثمة إعادة الإعمار، مؤكدة أن ما يتم على الأرض هو ترجمة حقيقية لمواقف مصر الثابتة، والتى لا تقبل المساومة فى دعم الحقوق الفلسطينية وصون الكرامة الإنسانية للشعب الشقيق، مثمنة التنسيق المصرى المتواصل مع الأطراف الدولية والإقليمية لتخفيف معاناة المدنيين، وفتح المعابر لإدخال المساعدات العاجلة، معتبرة أن هذا الدور الإنسانى والوطنى يعكس مكانة مصر الريادية فى دعم قضايا أمتها العربية.
المنظمات الأهلية الفلسطينية:
نثمن دور مصر لإدخال كميات كبيرة من المساعدات
أكد مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمجد الشوا، أمس أن الإجراءات التعسفية والعراقيل التى تفرضها إسرائيل على إدخال المساعدات الإنسانية تمثل إمعاناً متعمداً فى تعميق الأزمة الإنسانية فى غزة، مثمناً فى الوقت نفسه جميع الجهود التى تقودها مصر لإدخال كميات كبيرة من المساعدات إلى القطاع.
وقال الشوا، لقناة «القاهرة» الإخبارية: «إن قطاع غزة يواجه كارثة إنسانية على رغم الزخم الدولى المستمر للضغط على دولة الاحتلال لفتح المعابر وإدخال المساعدات بكميات كبيرة إلا أن إسرائيل مازالت تماطل وتمارس جميع العراقيل لإدخال كميات لا تكفى لسد رمق الجائعين».
وشدد مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية على ضرورة ممارسة المزيد من الضغط على الجانب الإسرائيلى لتسهيل جميع الإجراءات وإدخال كميات كبيرة من المساعدات عبر طرق آمنة ووقف العدوان خاصة فى ظل تدهور الأوضاع الإنسانية، وارتفاع عدد الشهداء بشكل يومي، مستنكراً الهجمات التى تستهدف المجوعين والمدنيين أثناء استلام المساعدات عبر الآلية الإسرائيلية التى تحولت إلى «كمائن الموت» بغزة.
ودعا الشوا إلى أهمية العودة إلى الآلية الأممية بجانب المؤسسات الأهلية الفلسطينية فى توزيع المساعدات التى تحترم كرامة وسلامة المواطنين فى مختلف مناطق القطاع، منتقدا التعنت الإسرائيلى فى إدخال المساعدات الخاصة بوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».
بالأرقام.. المساعدات المصرية.. رسالة صمود للأشقاء
منذ اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة فى 7 أكتوبر 2023، برز دور مصر كطرف رئيسى فى التعامل مع واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية والسياسية تعقيداً فى القرن الحديث، وجاء الدعم المصرى «الذى لم ينقطع يوماً» على كافة المستويات السياسية والإنسانية والصحية.
«الجمهورية الأسبوعي» يرصد بالأرقام أهم محطات الدعم المصرى لغزة فى السطور التالية:
مساعدات معيشية
أرسلت مصر ما يقرب من 533 ألف طن من المساعدات تضمنت مواد غذائية وأدوية ووقوداً وأجهزة كهربائية وخياماً وأغطية.
دعم سياسى
وفرت مصر منذ اللحظة الأولى للعدوان كافة أشكال الدعم السياسى بدءاً من قمة القاهرة للسلام فى أكتوبر 2023 مروراً باستضافة القاهرة للاجتماعات الفنية والتفاوضية بين الوفود الإسرائيلية والفلسطينية للتفاوض حول بنود وقف اطلاق النار وذلك فى نوفمبر 2023 وفبراير 2024 ومايو 2024 ومارس 2025 ويوليو 2025 بالإضافة لعشرات الاجتماعات العربية والدولية فى ذات الشأن، كما رفضت مصر بشكل قاطع مخططات التهجير وتوطين الفلسطينيين خارج أراضيهم.
خدمات طبية
جهزت مصر 300 مستشفى لاستقبال الجرحى و13 ألف سرير طبى فضلاً عن نشر 150 سيارة إسعاف لعلاج 8 آلاف فلسطينى وإجراء 5 آلاف عملية جراحية للمصابين بتكلفة 578 مليون دولار.
