والشباب والقراءة.. وأبكتنا «فيروز».. وعلمنى حبك
لم أكن اعتزم التعليق على التصريحات الاستفزازية لخليل الحية رئيس حركة حماس فى غزة والتى دعا فيها إلى الزحف نحو فلسطين براً وبحراً وحصار السفارات والتى ابتعد فيها عن ذكر الحقائق وحاول تحميل مصر مسئولية كارثة حماس فى غزة.. فلم يكن هناك ما يقال بعد أن تكفل عدد من الإعلاميين والسياسيين بكشف دوافع الحية فى مغالطاته التى تعبر عن مزايدات سياسية ونوع من التخبط داخل حماس بعد تصاعد الغضب ضد الحركة داخل قطاع غزة.
ولكن.. ولكن طفلة فلسطينية من قطاع غزة قالت ما لم يقله الجميع.. قالت للحية فى فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى «إذا كنت من أصحاب الضمائر الحية فعد إلى غزة وفاوض وأنت فيها وامتنع عن الطعام والشراب والدواء ليوم واحد واتخذ قرارك الصائب»!!
ويا أيتها الفتاة الصغيرة التى منحتها تجارب الأيام الخبرة والحكمة والعقل.. الحية لن يعود.. وكما دمرت حماس غزة ومنحت نتنياهو مبرراً لمحوها من الخارطة فإن الحية يريد تدمير العالم العربى كله واقحام مصر فى مغامرات حماس وحماقاتها.. الحية يحاول التغطية على تدنى شعبية حماس فى غزة بتصدير الأزمة إلى أطراف أخري!! الحية يعلم أن غزة لن تسامح من قادها إلى الهلاك.. ولهذا يسعى لتحويل الأنظار إلى قضية الحصار والمجاعة فى غزة مع أن القضية الأهم تتعلق بمن تسبب فى كل هذه المعاناة..!! قرارات حماس الخاطئة وهجمات طوفان الأقصى كانت الطوفان الذى ابتلع غزة ولم يبتلع إسرائيل.. والحية يعلم ذلك والتاريخ لن يرحم كل من أوصلنا إلى هذه المأساة..!
>>>
وننتقل إلى الشأن الداخلى وحيث أتابع ما يكتب من عبارات وتعليقات على السوشيال ميديا وما فيها من أخطاء تتعلق بضعف وتدهور فى مستوى اللغة العربية وربما بضياع كامل أيضاً لأساسيات اللغة ومفرداتها.
إننى أدعو إلى عودة الاهتمام بالقراءة.. لغتنا العربية فى خطر.. شبابنا والأجيال الجديدة لا يقرأون.. والكتب لا تباع ولا تشتري.. ثقافتنا فى مفترق طرق.. ولابد من برامج ومسابقات لتشجيع الشباب على الإطلاع والقراءة المنظمة.. وحافظوا على اللغة العربية قبل أن تصبح هى أيضاً من ذكريات الأبيض والأسود.. من ذكريات الماضي..!
>>>
وأبكتنا «فيروز».. فيروز لبنان والعالم العربي.. الكبيرة العملاقة التى ستظل القيمة والقامة.. أبكتنا بالصمت المعبر الذى كان أبلغ من أى تعبير فى جنازة ابنها الموسيقار زياد الرحباني.. أبكتنا فيروز فى ظهورها الذى جاء بعد سنوات طويلة من الاحتجاب الفنى وعدم الظهور فى أى مناسبات عامة أو حتى خاصة.. أبكتنا الأم فيروز وقد ذهب لبنان كله ليودع ابنها فى جنازة عكست الرقى والاحترام للموت.. جنازة قدمت لنا لبنان الجميل الذى سار وراء الجثمان وهو يصفق لزياد تحية واحتراماً لعبقرى فى الموسيقى وشجاعاً فى الرأى والمواقف.. كان لبنان يودع زياد وهو يودع صفحة من تاريخ لبنان الإرادة.. لبنان الكرامة.. والبلد الجميل.
>>>
وينشغل الشارع المصرى بانتخابات مجلس الشيوخ التى ستجرى فى الرابع والخامس من الشهر القادم.. وفى الشوارع لافتات ضخمة بصور بعض المرشحين.. مرشحون بعضهم من صغار السن جداً وبدون تجارب مجتمعية معروفة.. وعضوية «الشيوخ» تبدو «غريبة» عنهم وعن مظهرهم كثيراً..!
>>>
وتشكو الأم أنها لم تعد تعرف الكثير عن ابنتها.. ويشكو الأب أن ابنه يأتى ويخرج من البيت بدون استئذان ولا حتى كلام أو سلام.. ويشكو الأبناء من أنهم لم يعد لديهم ما يقولونه.. وتحول الأب إلى ماكينة لصرف النقود.. وتحولت الأم إلى مديرة منزل لإعداد وتنظيف غرف الأبناء التى تحولت إلى مخازن للفوضي.. ولم يعد هناك جلسات إفطار جماعية للأسرة.. ولا ساعة «للعصاري».. والحوار يتم عبر «جروب» لأفراد الأسرة على «الإنترنت».. وكل واحد فى واد.. والأسر تفككت.. وعندما تتفكك الأسرة فإن كل شيء يصبح مباحاً ومستباحاً.. ولا كلام آخر..!
>>>
وماذا يحدث عند تناول بعض فواكه الصيف هذه الأيام؟! قشعريرة وبرد ونزلة معوية.. وحاجات غريبة وشعور باقتراب النهاية..!! فيه فواكه أصبحت تقترن بكل هذه الأعراض.. ولا تفسير.. ولا تعليق..!
>>>
ومع السوشيال ميديا نعيش الحوارات والطرائف.. وأحدهم يقول إن من عجائب الناس أنهم يمنحون الطعام والمال للمتسول ويطلبون منه أن يدعو لهم الله..! لو كانت أدعية المتسولين مقبولة لما أصبحوا متسولين..!
وكتب آخر يقول.. سألوا حكيماً.. ما تعريف الزواج؟ قال هى الحرب الوحيدة التى تنام فيها بجانب العدو..!
ويقول أحدهم.. دخل رجل على زوجته حزيناً فسألته ما بك؟ قال أمر السلطان بقتل كل من لم يتزوج بثانية.. فقالت الله أكبر لقد اصطفاك الله للشهادة..!
>>>
ويغنى كاظم الساهر.. علمنى حبك أن أحزن وأنا محتاج منذ عصور لامرأة تجعلنى أحزن، لامرأة أبكى بين ذراعيها مثل العصفور، لامرأة تجمع كل أحزانى كشظايا البلور المكسور.. علمنى حبك سيدتى أسوأ عادة، علمنى افتح فنجانى فى الليل آلاف المرات وأجرب طب العطارين وأطرق أبواب العرافات.. علمنى أخرج من بيتى لأمشط أرصفة الطرقات وأطارد وجهك فى الأمطار وأضواء السيارات، أدخلنى حبك سيدتى مدن الأحزان، وأنا من قبلك لم أدخل مدن الأحزان، لم أعرف يوماً أن الدمع هو الإنسان وأن الإنسان بلا حزن ذكرى إنسان.
ويا كاظم.. هذا هو الحب.. ذكرى إنسان..!
>>>
وأخيراً:
>> أحياناً الحياة تجعلنا ندفع ثمن طيبتنا، أكثر مما ندفع ثمن أخطائنا.. ما أقسى الحياة.
>>>
>> والوهم ضرورة فى حياتنا.. لا أحد يحتمل الحقيقة طوال الوقت.
>>>
>> وكم كانت الحياة جميلة عندما كنا أطفالاً لا نفهمها.